القلقون أشدّ إدراكاً وذكاء

28 ديسمبر 2014
القلقون أفضل من غيرهم في تحديد المخاطر (شين غالوب/Getty)
+ الخط -
الميل إلى القلق يشير إلى قابلية كبيرة لدى الشخص للتفكير في الماضي والمستقبل بتفاصيل دقيقة، وتحليل معطياتهما. وهو ما يفسر، بحسب تقرير لموقع "بغ ثينك" العلمي، لماذا يميل الأشخاص القلقون إلى الذكاء أكثر من سواهم.

وبينما يمتنع الناس عادة عن الاتكال على الأشخاص القلقين وتسليمهم المسؤوليات، فإنّ القلقين، في المقابل، يظهرون قدرة أفضل من سواهم على التعلّم من أخطاء الماضي، واستشراف المستقبل والتحضير جيداً لمخاطره.

فقد وجد الباحثون أخيراً أنّ الأشخاص القلقين أفضل من غيرهم في قول الحقيقة وتحديد المخاطر. وأجرى المحلل النفسي ألكسندر بيني وفريقه البحثي من جامعة ماكيوان في ألبرتا بكندا، بحثاً ضمّ استطلاعاً للرأي شارك فيه أكثر من مائة طالب، أكدت نتائجه وجود رابط بين مستويات الذكاء اللفظي المرتفعة والقلق.

فقد سجل الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم قلقين، أو يقولون إنّهم يميلون إلى التفكير في حزنهم، معدلات مرتفعة في الاختبارات الخاصة بحاصل الذكاء اللفظي، التي اعتمدت "مقياس ويشلر للذكاء اللفظي للبالغين". وهو الذكاء الذي يختص بالإصغاء، والفهم، وحلّ المسائل المنطقية، وفك الرموز اللغوية، والتحليل اللغوي، والتعبير.

في المقابل، أظهرت الاختبارات على الطلاب أنّ أولئك الذين يركنون إلى أحداث الماضي الاجتماعية، ويعتمدون عليها كثيراً، لم يحققوا درجات عالية من الذكاء غير اللفظي، وهو الذكاء الذي يختص بالتعرف على النتائج البصرية وتذكرها، وفهم معاني المعلومات البصرية، والتعرف على العلاقات ما بين المفاهيم البصرية، وإجراء مقارنات مصورة، والتعرف على العلاقات السببية في الأوضاع المصورة، وسواها.

مع العلم أنّ حاصل الذكاء هو واحد من عدة أنواع من الذكاء، بحسب أستاذ التعليم في جامعة هارفارد هوارد غاردنر. لكنّه يشير إلى أنّ حاصل الذكاء هو النوع الأكثر أولوية من بين أنواع الذكاء الأخرى، في الاختبارات.
المساهمون