القضاء العسكري اللبناني يصدر حكمه بأحمد الأسير اليوم

28 سبتمبر 2017
تشغل قضية "أسير" مدينة صيدا (تويتر)
+ الخط -


يصدر القضاء العسكري اللبناني، اليوم الخميس، حكمه بحق الشيخ الموقوف أحمد الأسير، في ملف معركة عبرا التي خاضها الشيخ مع عدد من أنصاره ضد مقاتلين من "سرايا المقاومة" (مليشيا أسسها حزب الله وشاركت في معظم الأحداث الأمنية في لبنان منذ 2008 وحتى اليوم) والجيش اللبناني في  مدينة صيدا جنوبي لبنان عام 2013.

وحيث لا يزال كثير من تفاصيل الإشكال الذي وقع على حاجز للجيش اللبناني قرب المسجد الذي اتخذه الأسير مقراً له في بلدة عبرا، قبل أن يتطور إلى اشتباك مسلح، فإن الحكم سيصدر على الأسير بحضور محامٍ عينته هيئة المحكمة له بعد اعتكاف فريق الدفاع عنه عن الحضور، بسبب رفض المحكمة النظر في إخبار قدمه المحامون يتضمن اتهامات لـ"حزب الله" بافتعال المعركة التي أدت لمقتل وجرح عدد من العسكريين والمسلحين والمدنيين وترويع المدينة طوال يومين. 

وبالنظر إلى مسار عملية توقيف الأسير في أغسطس/آب 2015 وحتى اليوم، تتوقع مصادر في فريق الدفاع "حكماً قاسياً بحق الشيخ" الذي خضع لتحقيقين مطولين مع جهاز الأمن العام اللبناني، الذي أوقفه في مطار بيروت أثناء محاولة الهرب، ومع جهاز استخبارات الجيش الذي تولى التحقيق في المعركة. 

وتخللت التوقيف شكاوى عديدة من "عدم إنسانية" ظروف احتجاز الأسير، ومحاولة فريق الدفاع عنه تأجيل جلسة إصدار الحكم حتى قبول المحكمة النظر في الإخبار المُقدم ضد "حزب الله"، وهو ما لم يتم. 

وقد أدى تأخير محاكمة الأسير إلى تأخير محاكمة حوالى 80 من أنصاره الذين أوقفوا على فترات وكانوا في طور التحضر لاستقبال الأحكام بحقهم، قبل أن يتم توقيف الأسير وتتأخر الأحكام بانتظار نتائج التحقيق معه لكشف ملابسات وأدوار الموقوفين بلسان قائدهم. وعلى سبيل الضغط المضاد، عمد رئيس المحكمة السابق، العميد خليل إبراهيم، إلى رفض طلبات إخلاء سبيل عدد من الموقوفين الذين لم يثبت قتالهم ضد الجيش كرد على إصرار فريق الدفاع قبول الإخبار.

ولم تخل جلسات محاكمة الأسير التي فصلت بينها أشهر من مشادات كلامية بين فريق الدفاع عن الأسير وهيئة المحكمة، وبين فريق الدفاع عن الأسير ومحامي باقي الموقفين الذين اتهموا زملاءهم بتعمّد تأخير محاكمات موكليهم. كما تخلل المحاكمة تلقي نقيب المحامين في بيروت، أنطونيو الهاشم، شكوى من المدير العام لجهاز الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، بحق المحامي أنطوان نعمة، وهو أحد محامي الأسير، وذلك بعد طلب نعمة حفظ حق موكّله بالادعاء على إبراهيم، شخصياً، وكل من يظهره التحقيق متورطاً بـ"تعذيب الأسير خلال التحقيق معه لدى الأمن العام". وهو ما أكده الأسير خلال محاولة استجوابه من قبل فريق المحكمة العسكرية. 

كما تصدر المحكمة العسكرية اليوم حكمها بحق المغني فضل شاكر، الذي ربطته علاقة صداقة متينة جداً بالأسير حتى أسابيع قليلة قبل المعركة، والذي يتهمه القضاء العسكري بالمشاركة في هذه المعركة وبتشكيل مجموعة مسلحة.

ويتوارى شاكر الذي ينتظر الحكم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا منذ عام 2013، وذلك بعد إصدار مذكرة توقيف بحقه وسيطرة عناصر من "سرايا المقاومة" على الفيلا الخاصة به في صيدا، بعد أن تعرضت للسرقة والحرق خلال المعركة رغم وقوعها خارج منطقة الاشتباك.

محاكمة المدينة 

​ونظراً إلى صغر حجم مدينة صيدا وتورط أشخاص من عدة عائلات صيداوية عريقة في حركة أسير التي انتقلت من التظاهر السلمي ضد "حزب الله" إلى الحراك المُسلح، الذي اصطدم بالجيش اللبناني، تحوز المحاكمة على اهتمام صيداوي واسع. علماً أن عمليات المداهمة والتوقيف في ملفات مرتبطة بالمعركة التي جرت عام 2013، لا تزال مستمرة حتى اليوم.

كما لا تزال تداعيات مقتل الشاب الصيداوي نادر البيومي، تحت التعذيب في مقر وزارة الدفاع مستمرة. وذلك بعد أيام قليلة على تسليم نفسه إلى مقر قيادة منطقة الجنوب في جهاز استخبارات الجيش فور إعلامه أنه مطلوب بتهمة المشاركة في قتال الجيش واقتناعه ببراءته من هذه التهمة، ليعود إلى أهله جثة تحمل علاملات التعذيب ومعه تقرير طبي عسكري يفيد بوفاته بسبب "نوبة قلبية".