القصف يشل حياة عشرات آلاف المدنيين في معرة النعمان بريف إدلب
ريان محمد
يعيش عشرات آلاف المدنيين في معرة النعمان بريف إدلب، منذ عدة أسابيع يرقبون طائرات حربية تتبع للقوات النظامية وسلاح الفضاء الروسي، تحوم فوق سماء المدينة تنتقي ضحاياها، كان آخرهم مساء أمس الثلاثاء، إذ سقط العشرات من القتلى والجرحى.
وقال الخمسيني عادل الدشلي من سكان معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، "عقب المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي مساء أمس في السوق الشعبي، ما تسبب بسقوط نحو 30 شخصاً بين قتيل وجريح، أمضينا ليلتنا مع الجيران في القبو، اختباءً من القنابل التي يمطرها الطيران علينا".
وأضاف "لم أستطع نقل عائلتي إلى المنزل فالطيران لم يغادر سماء المدينة، والذي قد يقصف بأي لحظة، مجرد أن يلمح تجمعاً ما".
وتابع "أمضينا الليل مستيقظين، لم أستطع أن أجلب الطعام لوجبة السحور، لافتاً إلى أن الناس تعاني من ضيق مادي كبير، وبالكاد نستطيع تأمين وجبة الإفطار".
من جانبه، قال أبو عمر، عضو هيئة مهجري دمشق وريفها، والمقيم في معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع في معرة النعمان مأساوية وصعبة، بسبب القصف الوحشي واستهداف المدنيين في الأسواق والتجمعات، واليوم صباحاً كانت الحركة شبه متوقفة، إلى ما بعد الظهيرة حيث بدأت تعود ولو بشكل أقل من المعتاد في شوارع المدينة".
وأضاف "القصف شل حياة سكان معرة النعمان، جلهم من المقيمين والمهجرين الذين يعيشون على الأعمال اليومية وهي متوقفة الآن، ما جعلهم غير قادرين على شراء حاجاتهم، حتى رمضان هذا العام مر على معرة النعمان دون مطابخ رمضانية ودون توزيع خبز وغيرها من المبادرات الخيرية".
ولفت إلى أنه "لا مكان يلجأ له الأهالي، ما يجعلهم يلتجئون إلى الأقبية والطوابق السفلية، في وقت شاهدت عدداً من حالات النزوح باتجاه الشمال"، مضيفاً "هناك سؤال يشغل الناس هل هذا القصف وتحليق الطيران من قبيل الضغط على الناس لدفعهم لترك المكان؟ في حين الناس عاجزة عن تأمين احتياجاتها في مدينتها، فكيف ستستطيع الخروج للشمال حيث إن إيجارات المنازل مرتفعة".
أما وليدة خلف وهي ستينية من النازحين إلى المعرة من ريف الرقة فقالت لـ "العربي الجديد"، الوضع الآن أسوأ من أي وقت مضى، إذ لم تبق جمعيات تساعد الناس كما أن السكان لم يعد لديهم القدرة على مساعدة بعضهم، لكن رغم المجازر التي ترتكب هنا لا أنوي مغادرة المكان فقد نزحنا للمرة الثالثة وفي كل مرة كنا نعتقد أن المكان الجديد أكثر أمناً، سنبقى هنا والحامي هو الله.
من جانبه، قال قائد قطاع الدفاع المدني في معرة النعمان، عبادة زكرة، لـ "العربي الجديد"، إن "هناك حالة من الرعب والخوف يعيشها الأهالي، من تكرار القصف على المدينة، حيث يكاد لا يغادر الطيران الحربي الأجواء".
ولفت إلى أن "معرة النعمان تحتضن نحو 90 ألف شخص من أهلها، وتستضيف نحو 40 ألف شخص من مختلف المناطق السورية"، وتابع "المنطقة تتعرض إلى حملة قصف منذ نحو الشهر، في حين شهد ريف معرة النعمان الغربي حالة نزوح كبيرة باتجاه الحدود السورية التركية".