انقطع عشرات آلاف الطلاب عن الدراسة في المناطق التي تتعرض للقصف من قبل قوات النظام، بشكل كلي أو جزئي، في ريف إدلب الجنوبي والشمالي، وريف حماة، في ظل مخاوف عائلاتهم من خسارتهم السنة الدراسية.
وقال الرئيس السابق للمجلس المحلي في جرجناز بريف إدلب، حسين الدغيم، لـ"العربي الجديد" "المدارس في خان شيخون والمعرة وسراقب، متوقفة عن العمل. انتظرت في جرجناز تحت القصف على أمل أن يعود الأهالي وتفتح المدارس أبوابها، ولكن للأسف لم يتوقف القصف بل توسع، والطلاب الذين سجلوا في معرة النعمان وخان شيخون ولاحقاً سراقب والمدن الكبيرة، مضى عليهم نصف شهر بدون دراسة".
وأضاف "وصلت إلى المعرة قبل نحو 15 يوماً، واستأجرت بيتاً على أمل أن يتابع أبنائي تعليمهم، لكن القصف بدأ على المعرة قبل 13 يوماً، ولم أستفد من نزوحي، ولا أعلم إلى متى سيستمر هذا الوضع. ويمكن أن يصبح أسوأ. جرجناز وحدها كان بها نحو 4600 طالب، من الأول أساسي إلى الثالث الثانوي، ويعتبرون جميعاً خارج المدارس، والتح أقل من جرجناز بنحو ألف طالب، وهم أيضاً بلا تعليم، وفي المعرة ما بين 15 إلى 20 ألف طالب متوقفون عن التعليم، إلا من نزح منهم إلى المناطق الشمالية التي ما تزال مدارسها مفتوحة".
وأوضح "في المرحلة السابقة، كان هناك استيعاب للطلاب النازحين في خان شيخون والمعرة وغيرها، لكن اليوم إن نزح أهالي هذه المناطق فلا أعتقد أن هناك منطقة قادرة على استيعاب هذه الأعداد".
وأضاف: "الوضع حالياً لا يبدو واضحاً، لكن في حال توقف القصف فلا توجد مشكلة في استئناف العملية التعليمية، وتعويض ما فات الطلاب، ولنا سابقة بهذا الأمر".
بدوره، قال الناشط الإعلامي في الغدفة بريف إدلب الجنوبي، قصي الحسين، لـ"العربي الجديد": "منذ بدأت حملة القصف قبل نحو 3 أشهر، لم يداوم الطلاب في مدارسهم أكثر من 20 يوماً، فالقصف يستهدف المدارس ويتسبب بتعليق الدوام، فقط في أوقات الهدوء يمكن للطلاب أن يذهبوا إلى المدرسة، فالناس تخشى من استهداف المدارس بشكل مباشر".
ولفت إلى أن "هناك مدناً وبلدات نزح جميع أهلها بسبب القصف، وهناك بلدات مثل منس والغدفة ومعصران ومعرة النعمان وحاس وكفرنبل تتعرض لقصف متقطع، والناس ما زالت فيها، خاصة أن مسألة النزوح صعبة، فالنظام يستهدف النازحين، والأهالي يأملون البقاء في بلداتهم".
وأفاد الإعلامي في ريف إدلب الجنوبي، أحمد الأطرش، لـ"العربي الجديد"، بأن "مجموع المدارس التي توقفت نتيجة القصف حتى اليوم هو 234 مدرسة، ما تسبب في انقطاع أكثر من 79 ألف طالب عن الدراسة".
وقال مدير المكتب التعليمي في "المجلس المحلي في خان شيخون"، طلال النجم، في تصريح صحافي، إن "خان شيخون تضم 26 مدرسة تشمل كافة المراحل الدراسية من الابتدائي إلى الثانوي، وتستقبل نحو 10 آلاف طالب"، لافتاً إلى أن "قصف قوات النظام تركز خلال الأسبوع الأخير على الحي الشرقي من المدينة، واستهدف سبع مدارس بشكل مباشر، وباتت جميعها خارج الخدمة".