وتعزو مصادر مطلعة قرار الزيادة في سعر الصحيفة إلى عامليْن رئيسيين يرتبط أحدهما بالآخر، الأول انسحاب بعض المعلنين من نشر إعلاناتهم في الجريدة لتعيش مضايقات اقتصادية جديدة تضاف إلى محنة اعتقال مديرها بتهم ستبتّ فيها المحكمة الخميس المقبل.
والعامل الثاني وراء رفع سعر الجريدة المغربية المستقلة هو الرغبة في إتاحة الفرصة للقراء التضامن مع بوعشرين القابع في سجن عين برجة بمدينة الدار البيضاء، باعتبار أن مداومة القراء على اقتناء الصحيفة بدرهم زيادة هو نوع من تضامنهم ومؤازرتهم للجريدة في محنتها الحالية.
ويقول فؤاد بنجدية، وهو قارئ وفيّ لصحيفة أخبار اليوم، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن زيادة درهم واحد في سعر صحيفته المفضلة لن تمنعه أبداً من مطالعتها كل صباح وهو يرتشف كأس القهوة كعادته، مضيفاً أن ذلك أقل واجب للتضامن مع مدير الجريدة، ومع الصحافيين العاملين فيها.
واسترسل القارئ ذاته بأن الزيادة طفيفة جدًا لا يمكن أن تؤشر سلباً على نسبة قراءة الجريدة الرائدة في المغرب، مبرزًا أنه تفهم قرار الرفع من سعرها في خضمّ ما تمر به الصحيفة من محن كبيرة، وبأنه مقتنع بأن آلاف القراء لديهم نفس القناعة بالاستمرار في شراء الجريدة كل صباح.
ومن جهته، اعتبر عمر الكلاس، وهو موظف في شركة ومن قراء أخبار اليوم، أنّ "قرار الزيادة في ثمن الصحيفة الورقية في محله، خصوصاً في سياق ما يحصل لمدير نشرها، وهو أيضاً في محله لأن رفع سعرها يعد تضامناً ضمنياً للقراء على ضرورة دعم الصحيفة سواء حضر بوعشرين أو غاب".
وزاد المتحدث ذاته بأن قرار الزيادة في سعر الصحف المغربية ليس جديدًا ولا يثير أي جدل أو رفض، خصوصاً أن الرفع من الثمن يكون في حالات معينة وتحت ظروف صعبة، فعندما تعيش الجريدة مشاكل معينة يحق لإدارتها أن تجد حلولاً لتجاوز مشاكلها، ومن ذلك زيادة ثمن بيع الجريدة.
وبدوره يقول عبد الله دوما، وهو بائع صحف بمدينة الرباط، لـ"العربي الجديد" إنه لم يسجل أي تراجع لوتيرة شراء جريدة "أخبار اليوم" رغم زيادة سعرها، وأن "القارئ الوفي لا يمكن أن يولي ظهره لصحيفته مهما كانت الظروف"، متابعاً أنّ "هذه الجريدة تحظى بإقبال القراء والزبناء، وبأن محنة بوعشرين زادت في شعبية الصحيفة" وفق تعبيره.
ويلاحق بوعشرين قضائياً بتهم "الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك العرض بالعنف والاغتصاب، ومحاولة الاغتصاب".