القدس.. دلالة ومعنى

07 مايو 2018
+ الخط -
سلام وخطط ومؤتمرات للسلام واقتراحات كثيرة لإيجاد مسودة تفاهم بين الإسرائيليين والعرب حول فلسطين والقدس، لكن الأمر يراوح مكانه، إذ لا جديد على صورة المشهد برمته، فلماذا يحدث هذا وكيف يحدث؟
قبل أن تبني إسرائيل أفكارا وخططا لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة تنفيذها، عليها أن تعرف جيدا طبيعة المكانة الحقيقية للقدس لدى العرب والمسلمين، فالقدس ليست مدينة عادية كسائر المدن في هذا العالم الواسع. ولكن: ما هو السبب؟ وما الذي يميز القدس عن غيرها من المدن، ويعطيها خاصية عظيمة لدى الإنسان المسلم والعربي؟
تمثل القدس لدى كل إنسان مسلم وعربي رمزا مكانيا دالا على مكانة دينية تربط الإنسان بخالقه منذ نشأته وحتى نهاية حياته، وتذكره على الدوام وبصورة مستمرة بالعمل الصالح والخلق القويم لتحقيق رضى الخالق العظيم أثناء الحياة وبعد الموت.
إذن، موضوع القدس غير خاضع للتنازل ولا للتبادل والتفريط بها، فهي ليست مدينة عادية يمكن تغييرها بغيرها إرضاءً لعيون اسرائيل، فالقدس لا تثمن حتى يتم الحوار حولها وعقد الصفقات الخاصة بها، لأنها رمز ديني لا يملكه أي إنسان على وجه الأرض، وإنما ملكيتها واضحة للمسجد الاقصى وكينونته الدينية المقدسة المرتبطة بالدين الإسلامي العظيم.
يمكن لإسرائيل أن تفاوض المسلمين والعرب على أي مكان عادي، إن كان لديها ثمنه. لكن لا يمكن لإسرائيل سرقة القدس وما تحتويه، لما تمثله هذه المدينة من رمز ذي قدسية عظيمة، لا ثمن له في أسواق المفاوضات والتفاهمات.
صناعة السلام الحقيقي بين المسلمين وغيرهم سهلة، إن صدقت إسرائيل الوعد والنية، واعترفت بالحق الإسلامي والعربي في فلسطين والقدس.
تحتاج صناعة السلام بين المسلمين وإسرائيل إلى الصدق من الجانب الإسرائيلي، هذا الصدق الذي يشمل منح القدس للمسلمين والعرب من دون حجج ولا شروط فارغة الجوهر والمضمون، فمتى صدقت إسرائيل واعترفت بالحق الإسلامي والعربي بالقدس؟
الواقع والشواهد الحالية لا تدل إلا على أبوة صانع القرار الإسرائيلي للأفكار القديمة المصنعة في المعبد الصهيوني، ذلك المعبد الذي يرفض الآخر بصورة جلية لا لبث فيها.
5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
هادي ردايدة (الأردن)
هادي ردايدة (الأردن)