تمر الأيام ثقيلة على عرب ومسلمي الغرب. ففيها يمعن التطرف، على ضفتيه، اعتداءً على أبرياء. أيام قليلة فصلت بين القتل في مانشستر ولندن ومقتل وجرح 3 أميركيين ، تاليسين نامكاي (23 عاما)، وريكي جون (53 عاما، أب لأربعة)، وطعن ميكا فليتشر (21 عاما)، أثناء دفاعهم عن محجبتين في قطار بورتلاند.
في القتل مفارقات غريبة. فبالرغم من جنون التطرف اليميني، وتطرف يبيح قتل مراهقين ومدنيين، وإصرار على طعن ودهس، فإن شيئا يقول إنه هناك من يدرك قيمة أرواح الناس وكرامتهم.
فماذا لو أن أحدهم اختار تفجير قطار بورتلاند فيذهب ضحايا الدفاع عن المحجبتين، الأميركيون، بنتيجة ذلك؟
قد لا يفكر مرتكبو القتل بضحاياهم. ولا بآثار الأفعال على ملايين الناس، ومنهم من ولد، في دول الغرب. لكن ما تسببه هذه الأفعال من انعكاس على واقع مسلمي الغرب فيه ما هو مفزع حقا.
نعم، قد لا يعرف هؤلاء من تكون راشيل كوري، ولا الغربيين الشباب الذين تركوا أهاليهم لينضموا إلى المتضامنين مع فلسطين، وعلاقتهم الوطيدة بالعرب في الغرب. قد يكون مفيدا أحيانا إعادة التذكير بأن كوري شابة أميركية قتلت دهسا تحت عجلات الاحتلال الإسرائيلي وهي تتصدى مع عشرات الشبان والشابات من الغرب لهدم منازل الفلسطينيين. فهل كان قتلهم دهسا بشوارع غربية سيحمل أية نخوة كالتي أقدم عليها من دفع حياته ثمنا للدفاع عن المحجبتين؟
بالتأكيد لا يمكن نسيان الشاب المصري-الإيطالي حسام عيسى، الذي قتل بالقرب من لندن، ولا مروة الشربيني في ألمانيا (2009)، ولا عشرات ضحايا من المهاجرين في مدن غربية. بيد أن ما يجب التذكير به أن هؤلاء العنصريين لا يخرج من يتبناهم كـ"جنود الخلافة" باسم الدين، ليثير الرأي العام ويشدد من قوانين الدول ويضع الجاليات تحت مجهر وسائل الإعلام.
بريطانيا التي ذهبت إلى انتخاباتها المبكرة توعدت فيها تيريزا ماي بتشديد قوانين بلادها حتى لو وضعت حقوق الإنسان على الرف قليلا. ومثلها تفعل دول أخرى، وتلك واحدة من أبسط الانعكاسات المجنونة لإصرار البعض على إيذاء مسلمي وعرب الغرب بارتكاب ما يرتكب باسم الدين الإسلامي.
اقــرأ أيضاً
قلناها ذات يوم بأن "التطرف يتغذى على التطرف". فمن يختار في غمرة كل انتخابات أن يوجه الرأي العام بدموية هجوم هنا وهجوم هناك إنما يدفع أيضا بالمسلمين لدفع أثمان باهظة، وإيذاء لأجيال لم تعرف أرضا غير التي ولدت وكبرت فيها، سواء في القارة الأوروبية أو الأميركية أو حتى الأسترالية.
الإمعان في التهديد واستهداف الأمن الشخصي للبشر، والأخطر تبرير القتل، أيا كان مطلقه، وسواء عرف أم لم يعرف أصحابه بأضراره، بالتأكيد يؤدي إلى أفعال ليست في مصلحة الجاليات. فمن تصدى لترامب، ويتصدى لترامبي أوروبا، في المقدمة هم أبناء تلك المجتمعات الغربيون. وبعضهم قد لا يتفق مع الحجاب ولا مع الدين بشكل عام، لكن هؤلاء ينطلقون من أساسية يرددها حتى المسلمون عن حرية البشر وضرورة احترام خياراتهم، وإن دفع البعض حياته ثمنا.
بعض الأئمة، ونعرف بعضهم شخصيا، ينشغلون هذه الأيام في الغرب ليس فقط بالتحذير من هذه الأفعال، بل من انحرافات خطيرة في انضواء بعض الشبان في عصابات باتت مسلحة وتطلق النار فتصيب مهاجرين آخرين. ورغم ذلك فالأضرار كبيرة ووقعت مع وقوع الأفعال.
ما يبقى من آمال هو أن تبني هذه الأجيال الشابة في المهاجر، والتي تعي خطورة ازدياد الاعتداءات العنصرية، وتسلح أصحابها بما يقدم عليه البعض من أعمال، مواقفها بعيدا عن تبني "داعش" لكل عمل غريب، بما فيه إقدام تاجر حشيشة في كوبنهاغن على قتل شرطي أثناء هروبه من التفتيش.
اقــرأ أيضاً
في القتل مفارقات غريبة. فبالرغم من جنون التطرف اليميني، وتطرف يبيح قتل مراهقين ومدنيين، وإصرار على طعن ودهس، فإن شيئا يقول إنه هناك من يدرك قيمة أرواح الناس وكرامتهم.
فماذا لو أن أحدهم اختار تفجير قطار بورتلاند فيذهب ضحايا الدفاع عن المحجبتين، الأميركيون، بنتيجة ذلك؟
قد لا يفكر مرتكبو القتل بضحاياهم. ولا بآثار الأفعال على ملايين الناس، ومنهم من ولد، في دول الغرب. لكن ما تسببه هذه الأفعال من انعكاس على واقع مسلمي الغرب فيه ما هو مفزع حقا.
نعم، قد لا يعرف هؤلاء من تكون راشيل كوري، ولا الغربيين الشباب الذين تركوا أهاليهم لينضموا إلى المتضامنين مع فلسطين، وعلاقتهم الوطيدة بالعرب في الغرب. قد يكون مفيدا أحيانا إعادة التذكير بأن كوري شابة أميركية قتلت دهسا تحت عجلات الاحتلال الإسرائيلي وهي تتصدى مع عشرات الشبان والشابات من الغرب لهدم منازل الفلسطينيين. فهل كان قتلهم دهسا بشوارع غربية سيحمل أية نخوة كالتي أقدم عليها من دفع حياته ثمنا للدفاع عن المحجبتين؟
بالتأكيد لا يمكن نسيان الشاب المصري-الإيطالي حسام عيسى، الذي قتل بالقرب من لندن، ولا مروة الشربيني في ألمانيا (2009)، ولا عشرات ضحايا من المهاجرين في مدن غربية. بيد أن ما يجب التذكير به أن هؤلاء العنصريين لا يخرج من يتبناهم كـ"جنود الخلافة" باسم الدين، ليثير الرأي العام ويشدد من قوانين الدول ويضع الجاليات تحت مجهر وسائل الإعلام.
بريطانيا التي ذهبت إلى انتخاباتها المبكرة توعدت فيها تيريزا ماي بتشديد قوانين بلادها حتى لو وضعت حقوق الإنسان على الرف قليلا. ومثلها تفعل دول أخرى، وتلك واحدة من أبسط الانعكاسات المجنونة لإصرار البعض على إيذاء مسلمي وعرب الغرب بارتكاب ما يرتكب باسم الدين الإسلامي.
قلناها ذات يوم بأن "التطرف يتغذى على التطرف". فمن يختار في غمرة كل انتخابات أن يوجه الرأي العام بدموية هجوم هنا وهجوم هناك إنما يدفع أيضا بالمسلمين لدفع أثمان باهظة، وإيذاء لأجيال لم تعرف أرضا غير التي ولدت وكبرت فيها، سواء في القارة الأوروبية أو الأميركية أو حتى الأسترالية.
الإمعان في التهديد واستهداف الأمن الشخصي للبشر، والأخطر تبرير القتل، أيا كان مطلقه، وسواء عرف أم لم يعرف أصحابه بأضراره، بالتأكيد يؤدي إلى أفعال ليست في مصلحة الجاليات. فمن تصدى لترامب، ويتصدى لترامبي أوروبا، في المقدمة هم أبناء تلك المجتمعات الغربيون. وبعضهم قد لا يتفق مع الحجاب ولا مع الدين بشكل عام، لكن هؤلاء ينطلقون من أساسية يرددها حتى المسلمون عن حرية البشر وضرورة احترام خياراتهم، وإن دفع البعض حياته ثمنا.
بعض الأئمة، ونعرف بعضهم شخصيا، ينشغلون هذه الأيام في الغرب ليس فقط بالتحذير من هذه الأفعال، بل من انحرافات خطيرة في انضواء بعض الشبان في عصابات باتت مسلحة وتطلق النار فتصيب مهاجرين آخرين. ورغم ذلك فالأضرار كبيرة ووقعت مع وقوع الأفعال.
ما يبقى من آمال هو أن تبني هذه الأجيال الشابة في المهاجر، والتي تعي خطورة ازدياد الاعتداءات العنصرية، وتسلح أصحابها بما يقدم عليه البعض من أعمال، مواقفها بعيدا عن تبني "داعش" لكل عمل غريب، بما فيه إقدام تاجر حشيشة في كوبنهاغن على قتل شرطي أثناء هروبه من التفتيش.