القاهرة تدرس اعتبار "أنصار بيت المقدس" إرهابية

أدرجت الحكومة المصرية جماعة "الإخوان المسلمين" ضمن لائحة الجماعات الإرهابية، لكنها غضت الطرف عن إدراج جماعة "أنصار بيت المقدس" في القائمة نفسها، على الرغم من تبنيها عمليات قتل وتفجير عدة، خلال الفترة الأخيرة. واكتفت الحكومة المصرية بالترحيب بقرار الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأربعاء، بإدراج "أنصار بيت المقدس" ضمن قوائم الجماعات الإرهابية. وقال بيان وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة لا تزال تبحث علاقة "أنصار بيت المقدس" بجماعات إرهابية أخرى.

ويثير بيان الخارجية المصرية الاستغراب والريبة في حقيقة "أنصار بيت المقدس"، وسط اتهامات من بعض المراقبين بأن الجماعة صنيعة لأجهزة أمنية تابعة للنظام الحاكم، لـ"تبرير قمعه" للمعارضين السلميين.
وفي هذا السياق، رأى المتحدث باسم حزب "الأصالة" محمود نصير، أن إعلان واشنطن جماعة "أنصار بيت المقدس" إرهابية، وصمت الحكومة المصرية الحالية عن ذلك، "يثير علامات استفهام كثيرة".

وقال نصير لـ "العربي الجديد": إن "أنصار بيت المقدس" يرجح أن تكون "جماعة مخابراتية تعتمد عليها أجهزة الأمن المصرية في تنفيذ عمليات تفجير وقتل لإلصاق التهم بالتيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين لرفضهم الانقلاب على الرئيس محمد مرسي".

وتابع أن "أميركا لم تدرج القوى الإسلامية المعتدلة في قائمة الارهاب، لأنها تدرك أننا لا ننتهج العنف، خصوصاً مع تأكيد قيادات التيار الإسلامي المؤيد لمرسي على السلمية في الفعاليات كافة، والتبرؤ من أعمال العنف التي تحدث في مصر".

من جهته، أشار الباحث في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية، كمال حبيب، إلى أن الولايات المتحدة لديها معايير محددة لتصنيف الجماعات والمنظمات الدولية كجماعات إرهابية، بيد أن مصر لا تمتلك مثل تلك التصنيفات.

وأضاف حبيب لـ "العربي الجديد"، أن أميركا لم تدرج جماعة "الإخوان المسلمين" في لائحة الجماعات الإرهابية، نظراً لأن الشروط والمعايير لا تنطبق على الجماعة. واعتبر أن العنف الذي تشهده مصر عنف ناتج عن خلاف وصراع سياسي ليس أكثر، مشيراً إلى أن إعلان الحكومة المصرية "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية لا يعدو كونه مجرد "تصنيف سياسي".

أما عن سبب اعتبار الحكومة جماعة "أنصار بيت المقدس" إرهابية، فبرره حبيب بأن مصر "لم تعرف مثل تلك التصنيفات"، في إشارة إلى لفظ "إرهابية"، على مدار تاريخها السياسي.

وأكد أن "أنصار بيت المقدس" تمثل تهديداً لإسرائيل، ولذلك ربما اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لإعلانها جماعة إرهابية، وعلى عكس "الإخوان" التي لا تنتهج العنف في تعاملاتها.