الفيلم الفرنسي عام 2019: ثباتٌ في الإنتاج

11 ابريل 2020
مشهد من Portrait of a Lady on Fire (فيسبوك)
+ الخط -
نهاية مارس/ آذار 2020، نشر "المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة" في فرنسا دراسة عن إنتاج الفيلم الفرنسي خلال العام الماضي، أظهرت ثباتاً في عدد الأفلام الفرنسية المُنتجة حينها، مقارنةً بعام 2018. وبيّنت الدراسة نفسها التي حقّقها المركز للعام الـ17 على التوالي أنّ هناك 301 فيلم مُنتج في فرنسا عام 2019 بتكاليف بلغت 1.116 مليار يورو، بينها 240 فيلماً فرنسياً، و116 فيلماً بإنتاجٍ مشترك مع دول أخرى، شكّلت المساهمة الفرنسية القسم الأكبر لـ55 منها، بينما تشاركت فرنسا في إنتاج الباقي (61 فيلماً) مع دولة أجنبية، من دون أن تكون هي المنتج الرئيسي.

بهذا، شكّل الإنتاج المشترك مع فرنسا 38.5 في المائة من مجموع الإنتاج الفرنسي العام، وساهم فيه 35 بلداً معظمها من أوروبا، وأوّلها ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا، إمّا في أفلام غلبت المساهمة الفرنسية على إنتاجها، وإما في أخرى غلبت المساهمة الأجنبية عليه. في لائحة الأفلام ذات الإنتاج المشترك بغالبية رأسمال فرنسي، ظهرت دولتان عربيتان هما تونس ولبنان، مع فيلمين اثنين لكل منهما. كما ظهرت صربيا للعام الثالث على التوالي بـ3 أفلام في لائحة الإنتاج المشترك بغلبة الرأسمال الأجنبي، علماً أنّ هذه الفئة عرفت، العام الفائت، انخفاضاً بنسبة 3.2 في المائة عن العام السابق عليه.

ومع وصول الإنتاج الفرنسي إلى 240 فيلماً، فإنّ عام 2019 يُصنّف كأفضل الأعوام منذ عشر سنوات. ويلاحظ في هذه الأفلام تراجعاً بمقدار 10 أفلام في فئة إنتاج الفيلم الأول عن عام 2018. ورغم هذا، وصلت نسبة الفيلمين الأول والثاني إلى 52 في المائة من المجموع العام. أما الفيلم الوثائقي الفرنسي، فيبدو في أحسن أحواله منذ ربع قرن، مع إنجاز 56 فيلماً، بزيادة 7 أفلام عن 2018. بينما بقي إنتاج أفلام التحريك على حاله، إذ لم يتجاوز عددها 5، وهذا رقم مساوٍ لإنتاجات عام 2018.

تراجعات أخرى طرأت على إنتاج الفيلم الفرنسي في لائحة الـ240 فيلماً، منها انخفاض الاستثمار فيه للعام الثاني على التوالي، بمعدّل 5.6 في المائة، فوصل مجموع المبالغ المستثمرة إلى 903.43 مليون يورو، ما انعكس على ميزانية الفيلم، المنخفضة بدورها، إذْ لوحظت زيادة في عدد الأفلام الفرنسية التي تقلّ ميزانيتها عن 4 ملايين يورو، فوصل إلى 161 فيلماً، بعد أنْ كان 148 عام 2018؛ وارتفاعاً في عدد الأفلام المُنتجة بميزانية أقلّ من مليون يورو، بوصول العدد إلى 74.
يُشار إلى أنّ محطات التلفزيون في فرنسا تُساهم في الإنتاج السينمائي الفرنسي العام، مُشكّلةً مصدراً رئيسياً في تمويل الفيلم، بنسبة تصل أحيانا إلى الثلث، فاستقرّت في المركز الثاني في لائحة المساهمين في الإنتاج (29 في المائة) بعد المنتجين (37 في المائة)، وقبل عقود توزيع الفيلم والبيع الخارجي، ومساعدة الدولة (9 في المائة) والمُساهم الأجنبي (9 في المائة). وفي مقابل تراجع مساهمة المحطات تلك، الخاصة والعامة والمجانية والمدفوعة، في الاستثمار السينمائي العام الماضي، شاركت في تمويل 171 فيلماً في فرنسا، منها 153 فيلماً فرنسياً. 

بهذا، أصبح عدد الأفلام المُنتجة من دون مشاركة التلفزيون الأعلى منذ عقد، مع 130 فيلماً. كما تراجع دعم المؤسّسات العامة للسينما، ومنها خصوصاً "المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة"، بنسبة 8 في المائة، ليصل إلى 9 في المائة العام الفائت. وذكرت الدراسة أيضاً أنّ التصوير خارج فرنسا عام 2019 انخفض بنسبة 12 بالمئة عن عام 2018، وازداد داخلها بنسبة 2.2 في المائة.

من ناحية أخرى، ارتفعت نسبة الأفلام الفرنسية التي حقّقتها مخرجات إلى 25.6 في المائة، مقابل 22.5 في المائة عام 2018. للمقارنة: عام 2010، كان عدد المخرجات اللواتي حققّن أفلاماً 45، بينما وصل العام الماضي إلى 68. ويبدو أنّ ميزانية الأفلام التي تحقّقها النساء أقلّ من المعدل العام، إذ وصلت إلى 2.88 مليون يورو للفيلم الواحد، مقابل 5.74 ملايين يورو لفيلم يُحققه رجل، أي نحو 50 في المائة أكثر. كما تحقّق المرأة أفلاماً وثائقية أقلّ من الرجل، إذ تصل نسبة مشاركتها في السينما الوثائقية إلى 43 في المائة.
دلالات
المساهمون