لكن أسباب الأمن المصري في عدم إعطاء تصريح لمنظمي المهرجان تبدو مختلفة ظاهرياً هذه المرة، عندما استخدم الأمن اعتراضات "الألتراس" (رابطة مشجعي النادي الأهلي) و"الباعة الجوالين" على الحفل بدعوى أنهم هدّدوا بإحداث شغب أثناء إقامة الفاعلية، سيما بعد إعلان "الألتراس" تنظيماً إرهابياً، وبعد نقل "الباعة الجوالين" من منطقة وسط البلد منذ عدة أيام، رغم أن النظام سبق واستخدم هؤلاء الباعة في مواجهة المتظاهرين ثم انقلب عليهم، في الخلاصة استخدم الأمن الأزمتين كذريعة لإلغاء الفعالية.
وبعد اجتماع منظمي المهرجان، ظهر اليوم، رأوا أن الأسباب التي ذكرها الأمن لتأجيل "الفن ميدان" واهية، واعتبروه ضمن سلسلة قمع الحريات التي يمارسها العسكر منذ توليهم للسلطة في مصر، خصوصاً أن "الفن ميدان" من آخر ملامح ثورة 25 يناير التي يسعى العسكر لطمسها. وقرر منظمو "الفن ميدان" أن يعقدوا مؤتمراً صحافياً للإعلان عن خطتهم في المرحلة القادمة، وأنهم لن يتخلوا عن إقامة المهرجان شهرياً.
جدير بالذكر أن مهرجان "الفن ميدان" يعقد بجهود ذاتية من شباب الثورة في السبت الأول من كل شهر منذ (2011) في ميدان عابدين بوسط القاهرة، وبعض المحافظات الأخرى، لتقديم الفنون للناس في الشوارع والميادين بلا حواجز اجتماعية أو اقتصادية تحول بينهم وبين الفن.