قتل وأصيب عشرات العراقيين بتجدد القصف الجوي والمدفعي على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، بينما طالب وجهاء وسكان محليون رئيس الوزراء حيدر العبادي بشمول المدينة بالإصلاحات وإصدار أوامره بوقف القصف العشوائي الذي أزهق أرواح مئات المدنيين.
وقال مصدر طبي محلي لـ "العربي الجديد" إن 22 مدنيا، بينهم 7 أطفال و5 نساء، قتلوا وأصيب 31 آخرون بالقصف الصاروخي والمدفعي العشوائي الذي طاول أحياء نزال وجبيل والشهداء والصناعي والعسكري والجولان والجمهورية والمعتصم، مبيّنا أن قوات الجيش المتمركزة شرقي المدينة تشن هجوما بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون هو الأعنف منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات خلال الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضا: مقاتلو عشائر الأنبار يغيّرون معادلة المعارك
وأضاف أن "منفذ العبرة الذي يربط المدينة بمنطقة الجزيرة شمالي الفلوجة تعرض لقصف مركز من الطائرات العراقية أسفر عن مقتل 18 مدنيا وإصابة أكثر من 20 آخرين"، مؤكدا أن هذا المنفذ هو الطريق الوحيد الذي يتم من خلاله إدخال المواد الغذائية والدواء إلى الفلوجة تحت القصف.
وقال عضو مجلس أعيان الفلوجة محمد عباس الجميلي إن عشرات الآلاف من السكان المدنيين في الفلوجة يتعرضون لقصف "همجي" ممنهج منذ أكثر من أسبوع يستهدف الأحياء السكنية المكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن، موضحا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن القصف طاول أطراف المدينة التي يتواجد فيها عناصر تنظيم داعش بكثافة، وهذا الأمر يثير الاستغراب ويؤكد الرغبة بإلحاق الأذى بأكبر عدد من المدنيين.
اقرأ أيضا: الفساد في العراق بالجملة: 90 باباً للسرقة
ودعا الجميلي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى شمول الفلوجة بالإصلاح وإصدار أوامره بالوقف الفوري للقصف العشوائي الذي يستهدف المدينة منذ عدة أشهر، مبينا أن القصف أدى إلى مقتل المئات وإصابة وتشريد الآلاف من سكان المدينة.
وفي سياق متصل، أكد "أحد وجهاء الفلوجة" حسين خلف المحمدي أن المدينة تعرضت لحروب قاسية ودمار متكرر منذ دخول الاحتلال الأميركي بعد عام 2003 ومعركتي الفلوجة الأولى والثانية ولغاية اليوم، مشددا على ضرورة الالتفات إلى المأساة التي تحل بسكانها الذين توزعوا بين معتقل ونازح ومشرد ومحتجز وقتيل وجريح.
وأشار المحمدي إلى أن الحل يكمن في تظافر جهود الحكومتين المحلية والاتحادية والقوات الأمنية ومسلحي العشائر لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش، مناشدا حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع خالد العبيدي النظر بجدية إلى خطورة الموقف في الفلوجة بسبب القصف المتكرر وإصدار أوامرهم بوقفه لتجنيب المدنيين خطر المواجهات بين القوات الأمنية والتنظيم الذي اتخذ من السكان المحليين دروعا بشرية يتقي بها خطر أي هجوم محتمل.
اقرأ أيضا: معارك الأنبار تراوح مكانها: جهل بالجغرافيا وتضارب
وأمر العبادي في وقت سابق بوقف القصف العشوائي على المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش لمنح سكانها فرصة للهروب من ساحات المواجهة، لكن القيادات الميدانية المرتبطة بمليشيا الحشد الشعبي واصلت قصفها الممنهج على كثير من المدن وخصوصا الفلوجة، ما دعا مجلس محافظة الأنبار إلى الطلب اكثر من مرة بوقف القصف العشوائي فورا.