الفلسفة والفن.. عن وجود كلّ منهما في الآخر

14 يناير 2019
(ملصق المحاضرة)
+ الخط -

في مفهوم تعددية التخصصات، تقول أستاذة الموسيقى في "جامعة كاليفورنيا" جان باسلر في مفهوم التعدّدية من الانضباط إن "السؤال ليس ما هو جديد أو قديم، أو ما يجب استبداله أو استبداله ، بل كيف يمكن إثراء كلّ منظور من خلال وجود الآخر".

تبدو فكرة تداخل التخصّصات المتعدّدة بحدّ ذاتها مثيرة للجدل، حتى عندما يضع المصطلح نفسه بجانب "ريادة الأعمال" باعتباره المصطلح الرنان في عصرنا. بعض الباحثين ذهبوا إلى أن الفصل بين التخصصات هو خيانة للمعرفة، التي يجلبها إلى حيز الوجود التداول بين المعارف وحقول العلم والفنون.

حول تداخل الفلسفة والفن يُلقي الأكاديمي الأميركي مايكل كوريس (1948)، أستاذ الفن في مدرسة "إس إم يو" للفنون في دالاس تكساس، محاضرة بعنوان "إعادة التفكير في الفلسفة والفن كحقلين متداخلين"، عند السادسة من مساء الخميس، 17 من الشهر الجاري في "معهد كورتلود للفن" في لندن.مايكل كوريس

في المحاضرة يقدّم كوريس لمحة عامة عن القضايا المطروحة للفنانين الذين يعملون في وضع متعدّد التخصّصات، وللمؤرخين الفنيين الذين يرغبون في تفسير ممارساتهم من خلال اللجوء إلى حقول معرفية أخرى.

على وجه الخصوص، يركز حديث صاحب كتاب "مغادرة مدينة الجماجم"، على تكامل الفن البصري والفلسفة، والكيفية التي يمكن من خلالها تحليل هذه الممارسات وتقييمها.

تقوم تجربة كوريس نفسه على مسألة تعدّد التخصصات وتداخلها بالضرورة، فهو إلى جانب كونه فناناً معاصراً، يكتب مقالات النقد الفني، وتاريخ الفن، ويمارس تنظيم المعارض كقيّم، ويجري الأبحاث التاريخية داخل وخارج عالم الفن.

كوريس أيضاً يعمل محرّراً لمجلة "ذا فوكس" المتخصصة في الفن منذ الثمانينيات، وفي موضوع المحاضرة سوف ينشر له كتاب بعنوان "المعجم الفلسفي للفنان" عن "رياكشنبووكس" في لندن.

سبق لكوريس أن خاض تجربة مماثلة، في كتابه "الفن والكلمة والصورة" وفيه يرى أن اللغة يمكنها اجتياح اللوحة، من خلال استكشاف كيف يمكن للصور البصرية والكتابة الحوار في العمل الفني.

تعتبر كتب كوريس اليوم من المراجع التي تدرّس في الجامعات للمتخصّصين في الفنون، وفي العلاقة بين الفن الكلاسيكي وصولاً إلى عصر النهضة، وحتى عصر الوسائط الرقمية الحديثة.

ولكي نفهم المحاور التي انهمك فيها منذ بداياته فإنها تتعلّق بمصطلحات "النقد المؤسسي" و"الفن التدخلي" و"الفن والممارسة الاجتماعية" و"تداخل الحقول" و"الإنتاج الفني".

المساهمون