بعد ثمانية أشهر فقط من إطلاقه ألبومه الغنائيّ الأوّل بعنوان "عساف 2014"، طرح المطرب الفلسطيني الشاب محمد عساف أغنيته الجديدة "ايوا ح غنّي" قبل يومين.
للمرّة الأولى يدرك محمد عساف سرّ الاختيار في الأغنيات الخاصة، ويخرج من دائرة "كليشيه" وضعه فيها بعض المستشارين الفنيّين الذين تعاون معهم بعد فوزه بلقب "آراب آيدول" قبل عامين، والضجّة الكبيرة التي أثارها هذا النجاح. إضافة إلى "نجومية" زائدة حصدها صاحب "عالكوفية" بعدما تبوّأ منصباً هاماً في هيئة الأمم المتحدة كـ"سفير فوق العادة للأطفال الفلسطينيين".
الأغنية الجديدة "أيوا ح غنّي"، يبدو واضحاً أنّ كاتبتها الشاعرة ملاك عادل عرفت كيف تصيغ مفرداتها وتحوّلها، إلى جانب الملحّن محمد رحيم، إلى خلطة غنائية مصرية جيّدة كان المغني الشاب يحتاجها جداً. وذلك بهدف رسم هوية غنائية جديدة له مفتاحها اللهجة المصرية والسوق المصرية.
خصوصاً أنّ عسّاف عانى من ضياع هويته كمؤدٍّ يتمتّع بصوت فائق الجودة والإحساس، فتاهت خطاه قليلاً في "الخلطات" الغنائية التي قُدمت له خلال مسيرته القصيرة، وانتظر المراقبون خطوات أقوى تطبع صورة عساف أكثر في أذهان الناس، لتشكّل له "فرادة" نوعية تليق بالتميّز الذي حصل عليه، وتقيه شرّ المقارنات عبر "ريبارتوار" قديم لفنانين كبار يستعين به في حفلاته بسبب "قلّة" رصيده الغنائي.
يؤدّي محمد عساف "أيوا ح غنّي" بتلقائية صوته المعهودة، التي كرّسها في برنامج المسابقات "آراب آيدول". ففاز أولاً بين 12 متبارياً من دول عربية عديدة، وشكل "حالة استثنائية" اعترفت بها قناة "mbc" نفسها، فتبنّت واستثمرت موهبة عسّاف ووظّفتها فنيّاً وتجارياً وكسبت الرهان على الشاب الذي خرج من بؤس مخيمات اللجوء في فلسطين، ليغرّد متسلّحاً بصوته فقط، متغلّباً على أبناء جيله في الشهرة والنجاح.
"ايوا ح غنّي"، هي أولى خطوات محمد عسّاف التي ستنقله إلى مساحة نجاح جديدة، لو عرف عساف كيف يستثمرها لنجح أكثر، ولاستطاع أن يرسّخ صورة مغنٍّ شاب يتمتّع بنجومية ممتازة وفرادة يجب ألا تقلّ عن هالة الضوء التي تلاحقه.
وأقرأ أيضاً: حازم شريف.. متى يخرج من عباءة "محبوب العرب"؟