الفلسطيني فلاح أبو ماريا... صرخ في وجه الاحتلال فأعدمه

24 يوليو 2015
جثمان الشهيد أبو ماريا بعد اغتياله (فرانس برس)
+ الخط -
لم يحتمل الفلسطيني فلاح أبو ماريا مشهد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على نجليه محمد وأحمد عند اقتحامهم لمنزله، فجر أمس الخميس، فصرخ كثيراً من حرقته وخوفه عليهم، قبل أن تخترق الرصاصات الحية صدره وتخطفه من بين أبنائه.

النجار أبو ماريا (53 عاماً) أُعدم أمام منزله في بلدة بيت أمر، شمالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد أن حاول حماية أبنائه الشباب من رصاص جنود الاحتلال، الذين اقتحموا المنزل عند الساعة الثانية فجراً من دون معرفة الأسباب.

حكاية الإعدام يرويها لـ"العربي الجديد" نجله حيدر (28 عاماً)، الذي كان شاهداً على جريمة ارتكبها جنود الاحتلال مع سبق الإصرار. يقول حيدر: "طرق جنود الاحتلال باب المنزل الرئيسي بشكل جنوني، وبمجرد أن فتح والدي الباب، أقدم جنود الاحتلال على ضربه والاعتداء عليه".

اقرأ أيضاً: حين انتصر إعلام المقاومة الفلسطينيّة

وأضاف: "كان في المكان شقيقي محمد (22 عاماً) وشقيقي الآخر أحمد (25 عاماً)، خلصوا الوالد من جنود الاحتلال وأعادوه إلى داخل المنزل. وفجأة ومن دون سابق إنذار، فتح الجنود النار باتجاه محمد وأصابوه برصاصتين، ووُصفت جراحه بالخطيرة قبل أن تستقرّ في المستشفى، فيما أصيب أحمد بجراح طفيفة من شظايا الرصاص".

"فقد والدي أعصابه"، يتابع حيدر: "وخرج إلى فناء المنزل باتجاه الجنود. شتمهم كثيراً، وصرخ عليهم من حرقته على شقيقي. حاول بشتى الطرق طردهم من المكان. كنت أقف خلفه وأشاهد عن كثب ما يجري. والدي كان متألماً كثيراً من هول الجريمة. وفجأة أطلق الجنود الرصاص باتجاه والدي بكثافة وأصابوه في صدره قبل أن ينسحبوا".

غادر جنود الاحتلال المكان، وبحسب حيدر لم يفصحوا عن سبب اقتحامهم للمنزل. ولفت إلى أنهم "ارتكبوا جريمتهم وانسحبوا، فيما اختار الله والدي أن يكون شهيد الفجر". ويختم نجله حيدر حديثه قائلاً: "والدي كان ملتزماً بدينه وبأخلاقه وبحب الناس. كان بسيطاً وهمه الوحيد أن ينعم أولاده بحياة كريمة. فأكرمه الله بالشهادة". ترك الشهيد أبو ماريا خلفه 11 ولداً، وعُرف عنه حبه للناس كثيراً وعمله للخير. كما ربّى أولاده وأشقاءه على حب القضية الفلسطينية وعدم التخلي عنها.

وتتعرّض بلدة بيت أمر بشكل شبه يومي لعمليات اقتحام من جنود الاحتلال، بغرض تنفيذ عمليات اعتقالات للشبان في البلدة، ويطلق الجنود في كثير من الأحيان الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والتي عادة ما تخلف عشرات الإصابات في صفوف الأهالي.

اقرأ أيضاً: دعوات أوروبية للتضييق على بنوك إسرائيل