وشارك آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، في مراسم تشييع جثماني الشهيدين إبراهيم أبو ثريا (مبتور القدمين)، وياسر سكر، في جنازتين منفصلتين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وحيّ الشجاعية شرقي المدينة.
وكان الشابان الفلسطينيان استشهدا خلال المواجهات الحدودية التي اندلعت أمس الجمعة في مناطق التماس شرقي مدينة غزة، نصرة للقدس ومواجهة لقرار الرئيس الأميركي.
وتقدم المشيعين قيادات فلسطينية بارزة، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل ودعوا إلى استمرار الانتفاضة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال وقرار ترامب، داعين المقاومة إلى الرد على جرائم الاحتلال.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية في جنازة الشهيد إبراهيم أبو ثريا، إنّ الشهيد رفع عنه حرج الجهاد والمقاومة، لكنه تقدم الصفوف ووصل إلى خط المواجهة الأول ليكون حجة على الناس أجمعين.
وأضاف هنية: "الشهيد إبراهيم أصبح حجة على الأصحاء والذين يتذرعون بالواقع ويتذرعون بالأسباب.. ليكون وصمة عار في جبين هذا المحتل المغتصب الإرهابي الذي يصل إلى حد القتل المباشر والمتعمد لشباب فلسطين".
وعن شهيدي الضفة الغربية والقدس المحتلتين، قال: "من شهيدنا ثريا إلى شهيد بيت أولا الذي يقتل على المباشر ليقول إن هذا الشعب يريد الحرية .. حين تكون المعركة للقدس فيخرج مثل شهيدنا لا يتذرع بما هو فيه يرفع علم فلسطين ويرمي بالحجارة".
وشدد هنية على أنّ "لا تنازل عن القدس الموحدة لا شرقية ولا غربية، القدس إسلامية إسلامية، لقد سيطر المسلمون عبر تاريخهم على أراضٍ كثيرة تركوها ومضوا، لكن هذا لا يمكن أن يتكرر في القدس، فالقدس آية من القرآن لن يمر عليها المسلمون كما مروا على بلدان ثم تركوها ومضوا لأسباب ولاعتبارات كثيرة".
وفي الضفة الغربية، شيعت جماهير غفيرة من الفلسطينيين في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، وكذلك في بلدة بيت أولا شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، جثمان الشهيد باسل مصطفى محمد إسماعيل، وجثمان الشهيد محمد أمين عقل إلى مثواهما الأخير في مقبرتي البلدتين.
تشييع جثماني الشهيدين إسماعيل وعقل:
واستشهد باسل مساء الجمعة، بعد وقت من إصابته خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في بلدة عناتا، فيما استشهد محمد مساء الجمعة، بعد إصابته بإصابات بالغة إذ أطلقت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله 20 رصاصة، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
في بلدة عناتا، شيعت جماهير غفيرة من أبناء محافظة القدس جثمان الشهيد باسل وسط هتافات التكبير وإطلاق زخات كثيفة من الرصاص الناري أطلقها مسلحون ملثمون.
وكان موكب الشهيد وصل قبل ظهر اليوم السبت، إلى مسقط رأسه قادما من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، بموكب عسكري، حيث ألقت والدته وإخوته نظرة الوداع الأخيرة عليه ومن هناك انتقل إلى المسجد الكبير في بلدة عناتا.
وخلال حفل تأبين الشهيد، تحدث نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، وعضو لجنة مركزية فتح، وكذلك تحدث نائب محافظة القدس عبد الله صيام، وأكد المتحدثون في كلماتهم على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين، فيما اتهموا قوات الاحتلال باغتيال باسل مؤكدين السير على درب الشهداء.
وإلى الشمال الغربي من الخليل، شيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد محمد، بعد وصول جثمانه مساء أمس، من مجمع فلسطين الطبي إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، ومن ثم انطلق موكب تشييع جثمانه قبل ظهر اليوم، باتجاه مسقط رأسه في بلدة بيت أولا، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه في مدرسة بيت أولا الأساسية في البلدة حيث كانت جماهير المشيعين من بيت أولا والقرى المجاورة بانتظاره هناك، ومن ثم تمت الصلاة على جثمانه في المسجد العمري الكبير في بيت أولا.
وقبل أداء الصلاة على الشهيد محمد، ألقى محافظ الخليل، كامل حميد كلمة، أكد فيها أن ما يحدث الآن هو انعكاس لإعلان الرئيس الأميركي قبل نحو عشرة أيام، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشدد حميد على رفض الشعب الفلسطيني لإعلان ترامب.
القنص المباشر
كاميرا "العربي الجديد" ترصد مواجهات الفلسطينيين مع جنود الاحتلال في بيت لحم أمس:
وقال القدرة، في بيان صحافي، اليوم السبت، إنّ هذا الاستخدام أدى لارتفاع عدد الشهداء والمصابين جراء إحداثها اصابات بالغة بين صفوف المدنيين العزل، إضافة الى استخدام مكثف لقنابل غاز مجهولة النوعية، أدت إلى إصابة عشرات المواطنين بالإجهاد والتشنجات والتقيؤ والسعال وتسارع في نبضات القلب.
ودعا القدرة إلى المتابعة العاجلة من الجهات المعنية للكشف عن طبيعة ما يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنظماته بالتنديد بعنصرية الاحتلال وتجاوزه للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة باستخدامه المفرط للعنف بحق المدنيين العزل واستهدافه المتكرر للمسعفين وسيارات الإسعاف والطواقم الصحفية وإعاقة عملهم بشكل متعمد.