أحيا الفلسطينيون، اليوم الأحد، الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأسير الفلسطيني، حيث خرجوا في عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية بمسيرات وفعاليات شعبية وجماهيرية، شاركت فيها عدة مؤسسات فلسطينية وأهالي الأسرى.
ورفع المشاركون العلم الفلسطيني وصور الأسرى ولافتات تطالب بالإفراج عن الأسرى وتصف قضية معاناتهم، في حين أقيمت مهرجانات خطابية تحدث فيها العديد من المسؤولين وقيادات العمل الوطني الفلسطيني، والذين أكدوا جميعا على ضرورة العمل الجاد للإفراج عن الأسرى من داخل سجون الاحتلال.
وكانت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، قد أعلنت الأسبوع الماضي عن إطلاق برنامج فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق اليوم، ضمن سلسلة فعاليات ثقافية وشعبية واجتماعية قد تمتد إلى نهاية الشهر الجاري في عدد من المحافظات الفلسطينية، حيث خصص الاحتفال بيوم الأسير لتسليط الضوء على معاناة الأسرى الأطفال داخل سجون الاحتلال.
وفي كلمة له من داخل سجنه ألقاها نيابة عنه أحد المتحدثين في مهرجان خطابي، أقيم وسط مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، عقب مسيرة جماهيرية شارك فيها المئات، أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير أحمد سعدات، أن خيار الوحدة والمقاومة بأشكالها هو خيار الشعب الفلسطيني والقادر على عزل مسار اتفاقية أوسلو من أجل إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني.
وقال سعدات إن "تضحيات انتفاضة السكاكين الحالية أعادت الاعتبار إلى قضية فلسطين، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش مراحل تحرر وطني لم تنجز مهامها بعد، في ظل ممارسات الاحتلال التي دفنت ما يسمى حل الدولتين، ولم يعد واردا لدى الاحتلال الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التحررية، إذ إن الاحتلال بطبيعته الاستعمارية يعمل على تصفية القضية الفلسطينية ويسعى إلى تحقيق المزيد من الأهداف الصهيونية وصولا إلى انتزاع الاعتراف بكيانه دولة يهودية، والتي تكسر أوهام كسر الحاجز النفسي والتوسل والاستجداء والرهان على ما يسمى المبادرة الفرنسية لاستمرار المفاوضات".
وشدد أمين عام الجبهة على أن الشعب الفلسطيني وشبابه، الذين يسطرون بطولات أرعبت الاحتلال، أدركوا أهداف الاحتلال هذه، وهو ما يوجب تبني خيار المقاومة الشعبية وتوفير الركائز الأساسية اللازمة لاستمرار الاشتباك الميداني الانتفاضي وتطويره وحمايته وتحديد هدفه السياسي، بالتخلص من احتلال مناطق عام 1967، مؤكدا أن الصراع مع الاحتلال صراع وجودي شامل ومفتوح وأن الاحتلال لن يرحل إلا بتحويله إلى مشروع خاسر.
وقال سعدات إن "الأسرى يتطلعون، في يوم الأسير وفي ظل انتفاضة الشعب الحالية، إلى تبني برنامج وطني موحد ينهي الخلافات الوطنية الداخلية". وجدد الدعوة إلى تدويل قضية الأسرى وتحويلها إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وفتح ملفات جميع الممارسات طوال العقود الماضية بحق الأسرى، وذلك لفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
في غضون ذلك، أكد سعدات أن استعادة الشعب الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية يتطلب تطبيق قرارات المجلس المركزي والتحلل من اتفاقية أسلو، والتزاماتها الأمنية والاقتصادية وطي صفحة الانقسام الأسود، وصولا إلى إعادة بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية بدءا بتشكيل مجلس وطني جديد موحد، يضع برنامجا سياسيا موحدا عماده المقاومة، ويطرح نهج التفرد بالقرار واحتكار القرار.
من جانبه، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في كلمة له، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يضع إسرائيل على قائمة العار العالمية، لأنها ترتكب الجريمة المنظمة وإرهاب الدولة الرسمي بحق الشعب الفلسطيني، كما طالب بأن يتم عزل إسرائيل وإلغاء عضويتها من الأمم المتحدة كدولة تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني والأسرى ووضعت التعذيب كمنهجية، وأن يتم فتح تحقيقات من قبل هيئات المحكمة الجنائية الدولية مع المجرمين الإسرائيليين، لأنه حق للضحايا ومعاناة الأهالي والأسرى من الشعب الفلسطيني.
رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أكد أن الأسرى بحاجة إلى الوحدة وإنهاء الانقسام، ومساندتهم أمام الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية، بينما أكد واصل أبو يوسف، في كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية، على أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته الوطنية المشروعة ضد الاحتلال، حتى انتزاع كامل حقوقه الوطنية وإطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال، مشددا على أن حرية الأسرى أولوية وطنية، وعنوان لحرية الوطن، ولن يتحقق السلام في فلسطين أو في المنطقة، ما دام هناك أسير فلسطيني واحد يقبع في سجون الاحتلال.