20 يوليو 2019
الفلسطينيون ورفض صفقة القرن
أحمد الصباهي (فلسطين)
143 صفحة من مداد الحبر الأميركي ذي النكهة الإسرائيلية المشبّعة لخطة اقتصادية تستهدف الفلسطينيين، بوعود بهلوانية عرضت أبرز نقاطها عبر شاشة عملاقة في قاعة فندق الفصول الأربعة في المنامة، توسطها عراب الصفقة، جاريد كوشنر، عارضًا سعرًا بخسًا لما اعتبرناه كفلسطينيين وعرب بيعًا لفلسطين.
خمسون مليار دولار موزعة بين الضفة الغربية وغزة (47 مليار دولار)، والباقي لمصر والأردن ولبنان، مع تغييب سورية. والهدف المعلن هو الازدهار الاقتصادي وتحويل الضفة وغزة إلى هونغ كونغ جديدة، وتأمين مليون وظيفة للفلسطينيين، أما المغيّب المقصود منها، فهو السكوت عن الشق السياسي، فلا دولة فلسطينية، ولا قدس، ولا لاجئين، بل "غيتو" فلسطيني بالضفة وغزة عبر جسر يربط بين الاثنين، بوعود استثمارية، وتوطين الفلسطينيين بأماكن وجودهم.
في ما يخص "الصفقة"، يبيّن التاريخ أن "لا جديد تحت الشمس"، كما أفاد موقع بيغن السادات في مقال للجنرال رافييل بوشناك، معتبراً أن هذه الخطة جربت في السابق وعرضت على الفلسطينيين عام 1959 عبر الأمين العام للأمم المتحدة، داغ همرشولد، والرد على تلك المبادرة كان "الغضب الفلسطيني". وأضيف أن الحقيقة التي غابت عن كاتب هذا المقال، أن عدد المشاريع التي استهدفت توطين الفلسطينيين قد بلغت بين 40 إلى 50 مشروعاً، ومآل كل هذه المشاريع كان الفشل.
وقبل الحديث عما ربحناه برفض الصفقة، أود أن أشير إلى أن ما خسرناه فقط هو دراهم معدودة، أما ما ربحناه باختصار شديد، فهو "أنفسنا".
ماذا يتبقى لنا، لو ذكر التاريخ يومًا أن شعبًا عربيًا قبل في النهاية ورضخ وباع أرضه مقابل مبلغ مالي، هو حاليًا ثمن بخس ولن يكون غير ذلك، لأغلى أرض وطأتها أقدام البشر، وهي وطننا. بل ماذا سنقول للشهداء والأسرى؟ ماذا سنقول للثكالى من أمهات وزوجات؟ ماذا سنقول لمن يدهم على الزناد في الخنادق والأزقة؟
أن نتحول إلى "عبيد" للمال والاستثمار الموهوم طواعية، وقد ألقينا كرامتنا وحجارتنا وبنادقنا أرضًا، ونساق إلى اقتصاد مأسور بكلبشات إسرائيلية، ونصدق في النهاية أن ما نستحقه من أرض هو ما يجود به علينا الإسرائيلي والأميركي، ونرفض أن نواجه الحقيقة، بل الحقيقة المرة، أنه يراد لنا أن نتحول إلى بقرة حلوب للاقتصاد الإسرائيلي، وأن نقدم على طبق من مال بخس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وزيتوننا، وحمضياتنا، وأنهارنا وبحيراتنا، وأزقتنا وحاراتنا ونصدق أننا كسبنا!
"فلسطين ليست للبيع"، هي كلمة موحدة خرج بها الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، ليكذبوا مقولة ساهمت فيها أنظمة الخذلان العربي سابقًا باتهامنا كذبًا وزورًا بأننا بعنا أرضنا، وليس التاريخ عنا ببعيد. لقد رفض أجدادنا ما نرفضه اليوم رغم اختلاف الظروف، فظروف أجدادنا في الماضي ربما كانت أخف وطأة من الحاضر، ورغم ذلك ما عرض علينا حاليًا هو فضلات مما عرض علينا سابقًا بعد اتفاق أوسلو، ولماذا نوافق؟ لماذا نحقق حلم البعض بالعرش على حساب فلسطين؟ بل ما شأنه وشأننا؟ لماذا من يخشى ترامب من الدول ويقدم له فروض الولاء والطاعة والمال والاستثمار مقابل الحماية يجب أن نحابيه على حساب فلسطين؟ وما شأنكم وشأننا؟ لماذا نريح من يظن أنه سوف يرتاح من عبء الضمير (فلسطين)، ما شأنكم وشأننا؟
لقد "خذلناكم" أيها المجتمعون في المنامة، فلم نقبل، وعريناكم تمامًا، فرب شعب أعزل متسلح بالكرامة والإيمان والهوية مزق صفقة العار، ووجه صفعة مدوية لترامب، بأن فلسطين ليست عقارًا للمساومة في نيويورك، بل قدمنا أفضل الجهاد، وصدق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
خمسون مليار دولار موزعة بين الضفة الغربية وغزة (47 مليار دولار)، والباقي لمصر والأردن ولبنان، مع تغييب سورية. والهدف المعلن هو الازدهار الاقتصادي وتحويل الضفة وغزة إلى هونغ كونغ جديدة، وتأمين مليون وظيفة للفلسطينيين، أما المغيّب المقصود منها، فهو السكوت عن الشق السياسي، فلا دولة فلسطينية، ولا قدس، ولا لاجئين، بل "غيتو" فلسطيني بالضفة وغزة عبر جسر يربط بين الاثنين، بوعود استثمارية، وتوطين الفلسطينيين بأماكن وجودهم.
في ما يخص "الصفقة"، يبيّن التاريخ أن "لا جديد تحت الشمس"، كما أفاد موقع بيغن السادات في مقال للجنرال رافييل بوشناك، معتبراً أن هذه الخطة جربت في السابق وعرضت على الفلسطينيين عام 1959 عبر الأمين العام للأمم المتحدة، داغ همرشولد، والرد على تلك المبادرة كان "الغضب الفلسطيني". وأضيف أن الحقيقة التي غابت عن كاتب هذا المقال، أن عدد المشاريع التي استهدفت توطين الفلسطينيين قد بلغت بين 40 إلى 50 مشروعاً، ومآل كل هذه المشاريع كان الفشل.
وقبل الحديث عما ربحناه برفض الصفقة، أود أن أشير إلى أن ما خسرناه فقط هو دراهم معدودة، أما ما ربحناه باختصار شديد، فهو "أنفسنا".
ماذا يتبقى لنا، لو ذكر التاريخ يومًا أن شعبًا عربيًا قبل في النهاية ورضخ وباع أرضه مقابل مبلغ مالي، هو حاليًا ثمن بخس ولن يكون غير ذلك، لأغلى أرض وطأتها أقدام البشر، وهي وطننا. بل ماذا سنقول للشهداء والأسرى؟ ماذا سنقول للثكالى من أمهات وزوجات؟ ماذا سنقول لمن يدهم على الزناد في الخنادق والأزقة؟
أن نتحول إلى "عبيد" للمال والاستثمار الموهوم طواعية، وقد ألقينا كرامتنا وحجارتنا وبنادقنا أرضًا، ونساق إلى اقتصاد مأسور بكلبشات إسرائيلية، ونصدق في النهاية أن ما نستحقه من أرض هو ما يجود به علينا الإسرائيلي والأميركي، ونرفض أن نواجه الحقيقة، بل الحقيقة المرة، أنه يراد لنا أن نتحول إلى بقرة حلوب للاقتصاد الإسرائيلي، وأن نقدم على طبق من مال بخس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وزيتوننا، وحمضياتنا، وأنهارنا وبحيراتنا، وأزقتنا وحاراتنا ونصدق أننا كسبنا!
"فلسطين ليست للبيع"، هي كلمة موحدة خرج بها الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، ليكذبوا مقولة ساهمت فيها أنظمة الخذلان العربي سابقًا باتهامنا كذبًا وزورًا بأننا بعنا أرضنا، وليس التاريخ عنا ببعيد. لقد رفض أجدادنا ما نرفضه اليوم رغم اختلاف الظروف، فظروف أجدادنا في الماضي ربما كانت أخف وطأة من الحاضر، ورغم ذلك ما عرض علينا حاليًا هو فضلات مما عرض علينا سابقًا بعد اتفاق أوسلو، ولماذا نوافق؟ لماذا نحقق حلم البعض بالعرش على حساب فلسطين؟ بل ما شأنه وشأننا؟ لماذا من يخشى ترامب من الدول ويقدم له فروض الولاء والطاعة والمال والاستثمار مقابل الحماية يجب أن نحابيه على حساب فلسطين؟ وما شأنكم وشأننا؟ لماذا نريح من يظن أنه سوف يرتاح من عبء الضمير (فلسطين)، ما شأنكم وشأننا؟
لقد "خذلناكم" أيها المجتمعون في المنامة، فلم نقبل، وعريناكم تمامًا، فرب شعب أعزل متسلح بالكرامة والإيمان والهوية مزق صفقة العار، ووجه صفعة مدوية لترامب، بأن فلسطين ليست عقارًا للمساومة في نيويورك، بل قدمنا أفضل الجهاد، وصدق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
مقالات أخرى
20 يونيو 2019
21 مارس 2019
27 فبراير 2019