يبدو أن حلم أم معاذ الغزاوي (52 عاماً)، من مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين شمال شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، ستمر عليه الأعياد والمناسبات، دون أن يتحقق، باجتماع أبنائها الذكور الثلاثة على مائدة أو صلاة أو ضحكة جماعية، تضج بالفرح وتملأ هدوء منزلها.
منذ سبع سنوات، وقوات الاحتلال الإسرائيلي تواظب على اعتقال معاذ ومراد ويوسف، ومنذ سبع سنوات أيضاً لم يجتمع الإخوة الثلاثة معاً، وتمر المناسبات على الأم والأب المريض، مؤلمة ومؤثرة، لعدم التقاء أبنائهما الذين تغيبهم السجون.
وتقول أم معاذ، والشوق يأخذها إلى ابنها معاذ، الذي أعيد اعتقاله للمرة الثالثة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إنها تتألم كثيراً كونها عاجزة عن أن تجتمع مع أبنائها الثلاثة للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وتضيف "قبل أشهر قليلة خرج مراد من السجن، ولم تكتمل فرحتي، اقتحموا المنزل واعتقلوا معاذ بدلاً عنه".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يستهدف أسرى فلسطين بثمانية قوانين جديدة
سيطر الصمت على الأم، ثم رتبت كلماتها من جديد، وقالت :"نفسي أن يأتي شهر رمضان أو أحد الأعياد، وأنا مع أولادي الثلاثة، هذا الاحتلال لا يريد للأم الفلسطينية بأن ترتاح". ثم بدأت تردد الدعاء بأن يفرج الله عن معاذ (25 عاماً)، ويحقق حلمه الذي يخطط له كثيراً مع العائلة بالزواج والاستقرار. وتمنت أيضاً بأن يتحرر كافة الأسرى من سجون المحتلين، ويجمعهم بأمهاتهم المكلومات على فراقهم.
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بحرمان الأم والأب المريض بالسكر والالتهابات الرئوية من الأبناء معاً، بل في كل مرة يعتقل أحدهم يفرض عليه غرامات مالية كبيرة تثقل كاهل العائلة، وتزيد من غصتها وقهرها، ويُصعب عليها الحياة بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: أهالي الأسرى الفلسطينيين: موائد الإفطار ناقصة
الأم قالت خلال حديثها مع "العربي الجديد": "لا أحد يهتم بقضية الأسرى، ينقصهم الكثير في السجون، وأهاليهم يعانون كثيراً، هم الآن بحاجة إلى من يلتفت إليهم ويقف إلى جانبهم".
في المقابل، تتحدى العائلة الاحتلال الإسرائيلي، وتلك القضبان التي حرمتهم عيد الأضحى مع معاذ الذي سبق واعتقل مرتين، وتجهز الأم للعيد وتحتفل به مع مراد الذي اعتقل مرتين، ويوسف الذي اعتقل مرة واحدة، وستنتظر معاذ الذي لم يصدر حكم بحقه حتى اللحظة، بأن يعود إلى حضنها.
اقرأ أيضاً: زيارة عائلات الأسرى في العيد: تقليد فلسطيني وحصانة اجتماعية