موهبة نداء زعبي التي تفتقت، منذ الطفولة، ظلت أحلاماً مؤجلة بعد أن اختارت مهنة التدريس، واشتغلت أستاذة مادة المدنيات والتاريخ، بمدرسة "نعمات التكنولوجية" بالناصرة، إلا أن ميولها للفن سيطر عليها، فبدأت تخصص وقتاً للتطريز الذي تلقت قواعده الأساسية من والدتها، لتطور إمكانياتها ومؤهلاتها الفنية بمجهود ذاتي.
تقول لـ"العربي الجديد": "أحببت الرسم والتطريز، منذ الطفولة، وكنت بارعة في نسخ الأشكال المختلفة بدقة متناهية، منذ فترة مراهقتي، وما زلت أعشق تنسيق الألوان، لكنني اعتبرتها تسلية وتزجية وقت"، غير أن دعماً معنوياً تلقته من أحد الأساتذة سيكون نقطة التحول حسب قولها "أذكر أن أستاذ طاقة شجعني على استثمار هذه الموهبة وصقلها، فحفرت كلماته في ذهني وكانت محفزاً قوياً".
تعلمت نداء الحياكة، لمدة ثلاثة أشهر، وأخذت الصنارة (إبرة التطريز) والخيط من جدتها، "شرعت في عمل أقراص صغيرة، وبعد شهرين قمت بزيارة معرض تطريز فلسطيني في القدس، فلمحت ثوباً بألوان مميزة سحرني جداً، اقتنيته، لأخذ فكرة عن طبيعة العمل، وبعدها انكببت على تصميم خاص بي، وبعد تعديل النتوءات والثقوب الصغيرة، حولت القماش إلى تصميم ناعم وأضفت الرسوم".
تقول نداء إن والدتها علمتها" القطبة الصليبية" وهي ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﺮﻳﺰ، ليبدأ اهتمامها بالخيوط التي تستخدمها في تطريز قماشها، "بدأت أقتني الخيوط من مكان يدعى (شباط) في سوق الناصرة، وبعدها قماش التطريز الذي يسمى (إيتمان) بجانب دوار المنارة في رام الله".
وتوضح نداء أنها اشترت الأقمشة المطبوعة برسومات جاهزة في بداية مسارها، لكنها تعلمت فيما بعد حبك الأشكال وإبداعها بنفسها، مستفيدة من أشرطة الفيديو الموجودة على الانترنت.
تقول "في البداية رسمت جميع لوحاتي على القماش عدا أربعة لوحات، وكانت عبارة عن رسومات لأثواب فلسطينية، ولأن اللوحات القديمة تستهويني، فقد استثمرتها وأعدت رسم بعضها كعين العذرا، ودير أبواليتامي وكنائس ومنطقة السوق القديمة".
موهبة التطريز لم تمنع نداء من مواصلة مهنتها الرئيسية، حيث إنها تذهب كل صباح الى المدرسة لتدريس طلابها، إلا أنها "تعمل بعد انتهاء الدوام ساعتين وأكثر بالتطريز".
تتلقى نداء تشجيعا متواصلا من الأصدقاء والمقربين الذين يعبرون عن إعجابهم بلوحاتها " يحبون اللوحات التي أنسجها، ويطلبون مني أن أطرز لهم لوحات، وأكثر ما يطلبون مني هو رسم خارطة فلسطين ومفتاح العودة والزي الفلسطيني، ومقولة "هذا من فضل ربي".
وتقول إنها بفضل فن التطريز تعلمت دمج أشكال قديمة بتصاميم حديثة كما تعلمت الصبر، فاللوحة الواحدة قد تستغرق منها أزيد من 3 ساعات حسب قولها.
ووجهت نداء رسالة إلى طلابها بضرورة استثمار مواهبهم مهما بدت لهم صغيرة والحرص على صقلها لأنها قد تخلق لهم حياة أخرى.