عند إشارات المرور في شوارع مدينة حماة وكذلك في أسواقها، تجد أطفالاً يسارعون إليك طلباً للمال. ويتزايد التسوّل بصورة كبيرة وملحوظة مع الأيام الأولى من شهر رمضان الذي تكثر فيه صدقات أهالي المدينة على فقرائها. بالتالي، تصبح مشاهد التسوّل ملازمة للشهر الكريم، وهي مظاهر تنامت مع اشتداد حرب النظام على الشعب السوري ونزوح مئات الآلاف من أماكن سكناهم.
محمد شاب من المدينة، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "ظاهرة التسوّل انتشرت في حماة وكذلك في كل المدن السورية في السنوات الأخيرة مع اضطرار الآلاف للنزوح من قراهم وبلداتهم من جرّاء القصف والعمليات العسكرية المختلفة، إلى جانب تدنّي المستوى المعيشي لعدد كبير من السوريين تزامناً مع الغلاء الذي تشهده سورية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي". لكنّه يلفت إلى أنّ "المدينة سجّلت للمرّة الأولى انتشاراً كبيراً للمتسوّلين قبل أيّام من رمضان، معتمدين على عاطفة الأهالي في هذا الشهر".
عند تجوّلك في أيّ من شوارع المدينة أو توجّهك إلى أيّ من المحال التجارية، لا شكّ في أنّك ستصادف عدداً كبيراً من المتسوّلين. واللافت هذا العام هو تزايد الأطفال الذين يلجؤون إلى التسوّل، إذ إنّ أكثر المستعطين هم دون العاشرة من عمرهم. كذلك، نرى النساء وهنّ يحملن أطفالهن الرضّع في أحضانهنّ ويطلبنَ ثمن رغيف خبز للفطور أو دواء لأحد أفراد العائلة. ويكثر وجودهنّ عند المساجد، إذ يمكن رؤيتهنّ جالسات أمام أبوابها خصوصاً أثناء تأدية الأهالي صلاة التراويح. وهؤلاء بمعظمهنّ من النازحات إلى مدينة حماة من أهالي ريف حمص وحلب وإدلب الذين يعانون من ضيق العيش في المدينة وغلاء أسعارها وبدلات إيجار المنازل فيها.
محمد الياسين ناشط في المدينة، يرى أنّ "ثمّة خطراً كبيراً يهدّد المجتمع السوري. فكثيرون هم الذين دفعوا بأبنائهم إلى التسوّل منذ نعومة أظفارهم، بالتالي يأتي تسرّبهم المدرسي وامتهانهم ذلك بمثابة كارثة سوف تحلّ في الأيام المقبلة على سورية". ويشير الياسين إلى أنّ "ذلك يأتي وصمة عار لأغنياء المدينة، فمشاهدة عشرات الأطفال على الطرقات في حرّ الصيف عند إشارات المرور في انتظار بضع ليرات سورية لإعالة عوائلهم الفقيرة والمعدومة، ليست إلا كذلك". يضيف أنّ "مئات العائلات في حماة لا تملك سكناً يأويها ولا ثمن رغيف خبز تضعه على موائد إفطارها".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يتحدّث الياسين عن "بعض ضعفاء النفوس الذين ألّفوا مجموعات من الأطفال والنساء ورموهم على الطرقات وفي الأسواق وعند أبواب المساجد لممارسة التسوّل. وهؤلاء اتّخذوا ذلك كمهنة يجنون منها آلاف الليرات في حين لا يحصل المتسوّلون إلا على قليل منها". ويشير إلى أنّ "ما يميّز هذه المجموعات هو علاقاتها الأمنية، إذ إنّ شرطة النظام في المدينة تحميها من الاعتقال والسجن. فيمارس بالتالي أفرادها تسوّلهم بأريحية كاملة وفي المناطق التي يريدونها". ويقول الياسين إنّ "من يقف خلف تلك المجموعات هم ضباط من الاستخبارات الجوية ومن فرع الأمن العسكري الذين يجنّدون بعضاً من المتسوّلين للوشاية بمطلوبين أمنيين أو مراقبة حيّ ما، مستغلين فقر حالهم وحاجتهم إلى المال".
في السياق، يعيد الاقتصادي خالد الهادي "انتشار ظاهرة التسوّل بصورتها الكبيرة في مدينة حماة، إلى توقّف عدد كبير من المعامل والمهن في حماة بسبب تضييق النظام على التجارة فيها وخروج أصحاب رؤوس أموال كثيرين من البلاد". يضيف أنّ "النازحين بمعظمهم تركوا بلداتهم ومدنهم من دون شبابهم ورجالهم الذين إمّا قتلوا بالقصف أو يخشون ملاحقتهم أمنياً على سبيل المثال". ويشير الهادي إلى أنّ "متطلبات شهر رمضان بالكاد يستطيع أفراد الدخل المحدود تأمينها، فكيف الأمر بالنسبة إلى العوائل الفقيرة والنازحة؟ يُذكر أنّ متطلبات أطفالهم تكلّفهم في معدّلها الوسط عشرين ألف ليرة سورية، في حين أنّ الجمعيات الخيرية والإنسانية لا تصل مبالغ مساعداتها إلى سبعة آلاف أو عشرة آلاف ليرة".
من جهته، يتحدّث عامر العابد وهو مسؤول توثيق في حماة، عن "أكثر من مائتي طفل دون الثانية عشرة من عمرهم، امتهنوا التسوّل كوسيلة للعيش، إلى جانب أكثر من 350 امرأة". ويلفت إلى أنّ "إحصاءات سابقة كانت تشير إلى مائة طفل تقريباً ونحو مائتَي امرأة كانوا يلجؤون إلى التسوّل في الشهور الماضية. وهذا دليل واضح على ارتفاع في هذه الظاهرة في مدينة حماة وغيرها من المدن والمحافظات السورية".
اقــرأ أيضاً
محمد شاب من المدينة، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "ظاهرة التسوّل انتشرت في حماة وكذلك في كل المدن السورية في السنوات الأخيرة مع اضطرار الآلاف للنزوح من قراهم وبلداتهم من جرّاء القصف والعمليات العسكرية المختلفة، إلى جانب تدنّي المستوى المعيشي لعدد كبير من السوريين تزامناً مع الغلاء الذي تشهده سورية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي". لكنّه يلفت إلى أنّ "المدينة سجّلت للمرّة الأولى انتشاراً كبيراً للمتسوّلين قبل أيّام من رمضان، معتمدين على عاطفة الأهالي في هذا الشهر".
عند تجوّلك في أيّ من شوارع المدينة أو توجّهك إلى أيّ من المحال التجارية، لا شكّ في أنّك ستصادف عدداً كبيراً من المتسوّلين. واللافت هذا العام هو تزايد الأطفال الذين يلجؤون إلى التسوّل، إذ إنّ أكثر المستعطين هم دون العاشرة من عمرهم. كذلك، نرى النساء وهنّ يحملن أطفالهن الرضّع في أحضانهنّ ويطلبنَ ثمن رغيف خبز للفطور أو دواء لأحد أفراد العائلة. ويكثر وجودهنّ عند المساجد، إذ يمكن رؤيتهنّ جالسات أمام أبوابها خصوصاً أثناء تأدية الأهالي صلاة التراويح. وهؤلاء بمعظمهنّ من النازحات إلى مدينة حماة من أهالي ريف حمص وحلب وإدلب الذين يعانون من ضيق العيش في المدينة وغلاء أسعارها وبدلات إيجار المنازل فيها.
محمد الياسين ناشط في المدينة، يرى أنّ "ثمّة خطراً كبيراً يهدّد المجتمع السوري. فكثيرون هم الذين دفعوا بأبنائهم إلى التسوّل منذ نعومة أظفارهم، بالتالي يأتي تسرّبهم المدرسي وامتهانهم ذلك بمثابة كارثة سوف تحلّ في الأيام المقبلة على سورية". ويشير الياسين إلى أنّ "ذلك يأتي وصمة عار لأغنياء المدينة، فمشاهدة عشرات الأطفال على الطرقات في حرّ الصيف عند إشارات المرور في انتظار بضع ليرات سورية لإعالة عوائلهم الفقيرة والمعدومة، ليست إلا كذلك". يضيف أنّ "مئات العائلات في حماة لا تملك سكناً يأويها ولا ثمن رغيف خبز تضعه على موائد إفطارها".
إلى ذلك، يتحدّث الياسين عن "بعض ضعفاء النفوس الذين ألّفوا مجموعات من الأطفال والنساء ورموهم على الطرقات وفي الأسواق وعند أبواب المساجد لممارسة التسوّل. وهؤلاء اتّخذوا ذلك كمهنة يجنون منها آلاف الليرات في حين لا يحصل المتسوّلون إلا على قليل منها". ويشير إلى أنّ "ما يميّز هذه المجموعات هو علاقاتها الأمنية، إذ إنّ شرطة النظام في المدينة تحميها من الاعتقال والسجن. فيمارس بالتالي أفرادها تسوّلهم بأريحية كاملة وفي المناطق التي يريدونها". ويقول الياسين إنّ "من يقف خلف تلك المجموعات هم ضباط من الاستخبارات الجوية ومن فرع الأمن العسكري الذين يجنّدون بعضاً من المتسوّلين للوشاية بمطلوبين أمنيين أو مراقبة حيّ ما، مستغلين فقر حالهم وحاجتهم إلى المال".
في السياق، يعيد الاقتصادي خالد الهادي "انتشار ظاهرة التسوّل بصورتها الكبيرة في مدينة حماة، إلى توقّف عدد كبير من المعامل والمهن في حماة بسبب تضييق النظام على التجارة فيها وخروج أصحاب رؤوس أموال كثيرين من البلاد". يضيف أنّ "النازحين بمعظمهم تركوا بلداتهم ومدنهم من دون شبابهم ورجالهم الذين إمّا قتلوا بالقصف أو يخشون ملاحقتهم أمنياً على سبيل المثال". ويشير الهادي إلى أنّ "متطلبات شهر رمضان بالكاد يستطيع أفراد الدخل المحدود تأمينها، فكيف الأمر بالنسبة إلى العوائل الفقيرة والنازحة؟ يُذكر أنّ متطلبات أطفالهم تكلّفهم في معدّلها الوسط عشرين ألف ليرة سورية، في حين أنّ الجمعيات الخيرية والإنسانية لا تصل مبالغ مساعداتها إلى سبعة آلاف أو عشرة آلاف ليرة".
من جهته، يتحدّث عامر العابد وهو مسؤول توثيق في حماة، عن "أكثر من مائتي طفل دون الثانية عشرة من عمرهم، امتهنوا التسوّل كوسيلة للعيش، إلى جانب أكثر من 350 امرأة". ويلفت إلى أنّ "إحصاءات سابقة كانت تشير إلى مائة طفل تقريباً ونحو مائتَي امرأة كانوا يلجؤون إلى التسوّل في الشهور الماضية. وهذا دليل واضح على ارتفاع في هذه الظاهرة في مدينة حماة وغيرها من المدن والمحافظات السورية".