تتخذ معظم القنوات العربية من شهر رمضان والعيد مناسبة، لإنتاج برامج المسابقات الخاصة بها، وتحاول معظم هذه القنوات أن تغري المتابعين بجوائز كبيرة لتستقطب جماهير جدداً؛ فالربح يغري الجمهور بالطبع، والأمل بالحصول على مبالغ مالية كبيرة، قد تصل إلى مليون دولار أميركي، سيغري الملايين للتواصل مع هذه المحطات ومتابعتها.
والقنوات التلفزيونية السورية، تستثمر بدورها مناسبتي العيد ورمضان لتنتج برامج المسابقات الخاصة بها؛ ولكنها تنأى بنفسها عن صراع الأموال العربية، فالجوائز المالية التي يوزعها التلفزيون السوري على الرابحين لم تكن يوماً كبيرة أو مغرية، بل إن الجوائز نادراً ما تكون مالية، وغالباً ما تكون عينية، فيربح الفائزون الساعات والدراجات الهوائية، أو تكون الجائزة عبارة عن دعوة للإفطار أو السحور الرمضاني في أحد مطاعم الدرجة الثانية. ولطالما كانت جوائز التلفزيون السوري موضوعاً مثيراً للنقد والسخرية في الدراما السورية؛ ففي مسلسل "الفصول الأربعة" يؤكد موظفو الإذاعة والتلفزيون بأنهم لا يقدمون جوائز قيمة للمشاهدين، فيسخرون من المواطن القادم ليحصل على تذاكر الطائرة، ليبدو حصول المواطن على جائزة قيّمة هو أشبه بكذبة نيسان؛ وكذلك يبدو المواطن السوري في مسلسل "أنت عمري"، يحتاج لأن يربح جوائز من التلفزيون السوري بشكل دوري، ليعيش حياته طبيعية من دون مذلة.
وبعد أن قامت الثورة السورية، حاول التلفزيون السوري في السنوات الأولى أن يجذب الجمهور بشتى الوسائل، فرفع قيمة جوائزه بشكل ملحوظ، فأدرج السيارات ضمن قوائم جوائزه؛ ولكنه استغنى عن سياسة الإغراءات بعد سنة 2014 التي شهدت تجديد "بيعة" الرئيس السوري، وتضاءلت قيمة الجوائز بعدها لتصل هذه السنة إلى الحد الأدنى.
ففي هذه السنة، قامت الفضائية السورية بجولات ميدانية طيلة أيام شهر رمضان والعيد، وباغتت المارة في شوارع المدن التابعة لسيطرة النظام السوري بأسئلة ثقافية عامة، وقدمت لمن ينجح في اختباراتها جوائز أضحكت الجمهور، فربح بعضهم كيلوغراماً من البُنّ مقدماً من بنّ "حسيب" وربح آخرون علبة "إندومي"! والجائزة الكبرى كانت في هذه البرامج هي موبايل "سامسونغ" من طراز "إس 7"، حيث يحصل المجيبون على السؤال الأصعب في البرنامج على رقم سري، يخولهم الدخول بالسحب الذي جرى في العيد.
ولا يجد مقدمو البرامج في التلفزيون السوري أي حرج بتقديم هذه الجوائز المخيبة، حتى عندما يسخر الرابحون من الجوائز، فعندما سخر طفل من الجائزة المقدمة له، وهي كيلوغرام من البنّ، وقال إنه لا يشرب القهوة، حاولت المذيعة على الهواء مباشرةً أن تقنع الطفل بتجريب القهوة!
ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأسئلة الثقافية تتضمن أخطاء غريبة من نوعها، فعلى قناة "سما" الفضائية، أعطي "زرادشت" لقب الفيلسوف الألماني، وعلى الفضائية السورية، اختلطت المعلومات على المذيعة، فسألت عن عدد الحيوانات التي وضعها سيدنا موسى على سفينته، وصحح لها الناس السؤال، ولم يتم حذف المشاهد المصورة مسبقاً بالمونتاج! وكأن القناة تبحث عن أي تفاعل معها حتى لو كان عن طريق السخرية.
واختتمت الفضائية السورية موسمها الرمضاني بمعايدتها الناس في الشارع، حيث قدمت لكل من تصادفه كاميرتها بالصدفة "سيفة ألمنيوم"، وتمنت لهم عيداً سعيداً.
والقنوات التلفزيونية السورية، تستثمر بدورها مناسبتي العيد ورمضان لتنتج برامج المسابقات الخاصة بها؛ ولكنها تنأى بنفسها عن صراع الأموال العربية، فالجوائز المالية التي يوزعها التلفزيون السوري على الرابحين لم تكن يوماً كبيرة أو مغرية، بل إن الجوائز نادراً ما تكون مالية، وغالباً ما تكون عينية، فيربح الفائزون الساعات والدراجات الهوائية، أو تكون الجائزة عبارة عن دعوة للإفطار أو السحور الرمضاني في أحد مطاعم الدرجة الثانية. ولطالما كانت جوائز التلفزيون السوري موضوعاً مثيراً للنقد والسخرية في الدراما السورية؛ ففي مسلسل "الفصول الأربعة" يؤكد موظفو الإذاعة والتلفزيون بأنهم لا يقدمون جوائز قيمة للمشاهدين، فيسخرون من المواطن القادم ليحصل على تذاكر الطائرة، ليبدو حصول المواطن على جائزة قيّمة هو أشبه بكذبة نيسان؛ وكذلك يبدو المواطن السوري في مسلسل "أنت عمري"، يحتاج لأن يربح جوائز من التلفزيون السوري بشكل دوري، ليعيش حياته طبيعية من دون مذلة.
وبعد أن قامت الثورة السورية، حاول التلفزيون السوري في السنوات الأولى أن يجذب الجمهور بشتى الوسائل، فرفع قيمة جوائزه بشكل ملحوظ، فأدرج السيارات ضمن قوائم جوائزه؛ ولكنه استغنى عن سياسة الإغراءات بعد سنة 2014 التي شهدت تجديد "بيعة" الرئيس السوري، وتضاءلت قيمة الجوائز بعدها لتصل هذه السنة إلى الحد الأدنى.
ففي هذه السنة، قامت الفضائية السورية بجولات ميدانية طيلة أيام شهر رمضان والعيد، وباغتت المارة في شوارع المدن التابعة لسيطرة النظام السوري بأسئلة ثقافية عامة، وقدمت لمن ينجح في اختباراتها جوائز أضحكت الجمهور، فربح بعضهم كيلوغراماً من البُنّ مقدماً من بنّ "حسيب" وربح آخرون علبة "إندومي"! والجائزة الكبرى كانت في هذه البرامج هي موبايل "سامسونغ" من طراز "إس 7"، حيث يحصل المجيبون على السؤال الأصعب في البرنامج على رقم سري، يخولهم الدخول بالسحب الذي جرى في العيد.
ولا يجد مقدمو البرامج في التلفزيون السوري أي حرج بتقديم هذه الجوائز المخيبة، حتى عندما يسخر الرابحون من الجوائز، فعندما سخر طفل من الجائزة المقدمة له، وهي كيلوغرام من البنّ، وقال إنه لا يشرب القهوة، حاولت المذيعة على الهواء مباشرةً أن تقنع الطفل بتجريب القهوة!
ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأسئلة الثقافية تتضمن أخطاء غريبة من نوعها، فعلى قناة "سما" الفضائية، أعطي "زرادشت" لقب الفيلسوف الألماني، وعلى الفضائية السورية، اختلطت المعلومات على المذيعة، فسألت عن عدد الحيوانات التي وضعها سيدنا موسى على سفينته، وصحح لها الناس السؤال، ولم يتم حذف المشاهد المصورة مسبقاً بالمونتاج! وكأن القناة تبحث عن أي تفاعل معها حتى لو كان عن طريق السخرية.
واختتمت الفضائية السورية موسمها الرمضاني بمعايدتها الناس في الشارع، حيث قدمت لكل من تصادفه كاميرتها بالصدفة "سيفة ألمنيوم"، وتمنت لهم عيداً سعيداً.