أعلنت الحكومة الجزائرية اليوم السبت عن إجراء مراسم كنسية لتطويب الرهبان الكاثوليك الـ19 الذين اغتالهم المجموعات الإرهابية في الجزائر خلال العشرية الدامية في التسعينيات.
وأجرى مراسم التطويب الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو، مبعوث البابا فرانسيس، وعميد مجمع دعاوى القديسين، وبحضور أسقفي كنائس العاصمة الجزائرية ووهران غربي البلاد، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية محمد عيسى، وذلك في كنيسة السيدة العذراء سانتا كروز في أعالي مدينة وهران، والتي أعيد افتتاحها أمس الجمعة بعد إنهاء ترميمها.
ووصل مبعوث الفاتيكان مساء أمس الجمعة إلى الجزائر. وثمن ممثل الكنيسة الكاثوليكية في تصريح للصحافيين جهود الدولة الجزائرية والرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تنظيم وإنجاح الاحتفال بتطويب 19 راهباً قضوا في الجزائر. وأضاف الكاردينال "اعتبر هذا الحدث فرصة لتجديد التزام الكنيسة بالصداقة مع الشعب الجزائري".
وكانت السلطات الجزائرية تأمل في إجراء مراسم التطويب بحضور البابا فرانسيس، لكن الفاتيكان اكتفى بارسال الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو.
وخلال الأزمة الأمنية في الجزائر استهدفت الجماعات الإرهابية الرهبان المسيحيين الذين كانوا يتواجدون بأعداد قليلة من الكنائس في الجزائر. ومن بين الرهبان المطوبين اليوم، سبعة كانوا يقيمون في دير تيبحيرين في منطقة المدية التي تبعد نحو 120 كيلومتراً جنوب العاصمة الجزائرية، واختطفتهم مجموعة إرهابية مسلحة في مايو/أيار 1996، وقطعت رؤوسهم والقت بهم في قارعة طريق جبلي في المنطقة ذاتها.
واعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن حدث التطويب "تاريخي وهو الأول الذي يتم تنظيمه خارج الفاتيكان، إذ لم يسبق للكنيسة أن قامت بمراسم التطويب خارج الفاتيكان، وبالنسبة لنا هو حدث يندرج في إطار المصالحة الوطنية، وفرصة للنظر إلى المستقبل وطي صفحة الماضي، وتكريس الجزائر بلداً مسلماً يتعايش مع الديانات الأخرى".
وتلافياً لأي جدل سياسي لإعادة افتتاح كنيسة سانتا كروز بمدينة وهران غربي الجزائر، وتطويب وتكريم الرهبان الـ19، كرم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة 114 إماما اغتالتهم الجماعات الإرهابية في فترة التسعينيات، كما دشنت الحكومة الجزائرية مسجدين في نفس المنطقة، وهما مسجد "رباط طلبة"، ومسجد "الأمير عبد القادر".