وجاء كلام الغنوشي، خلال لقاء جمعه مع السبسي في قصر قرطاج، مُضيفاً أنه أطلع السبسي على فحوى اللقاءات التي أجراها خلال زيارته الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى المكانة التي تحظى بها تونس لدى المؤسسات الدولية، بما يؤكّد ضرورة التسريع في وتيرة الإصلاحات الكبرى، التي ستكون حافزاً مُهماً للحكومة لإنجاح برامجها.
وبحسب البيان الرئاسي، الذي صدر عقب اللقاء الثنائي، فإن الرجلين تناوَلا أيضاً الأوضاع الإقليمية وخاصة الوضع الليبي وأهمية أنّ تلعب تونس دوراً مُهماً في تقريب الأطراف المتنازعة للتوصل إلى حل سياسي.
ويشير هذا البلاغ الرئاسي، إلى أهمية المواضيع التي طرحت خلال هذا اللقاء الذي لم يُعلن عنه مُسبقاً، قبل يوم من سفر السبسي إلى السويد في زيارة رسمية.
ويعكس إعلان الغنوشي دعم النهضة الكامل للحكومة والرئيس، لاسيما في الأزمة الخانقة التي تستهدفهما معاً إثر احتمال انقسام حزب "نداء تونس"، وتواتر التصريحات التي تؤكّد إمكانية استفادة "النهضة" مما يحدث في كتلة "النداء" البرلمانية، وإمكانية تحولها إلى "حزب الغالبية" إذا ما تأكد انقسام الكتلة.
كما جاء اللقاء ليشكل حلقة مهمة في علاقة الرجلين، التي تبدو مركزية في إدارة الشأن التونسي، على الرغم من التنافس بين حزبيهما، وتأكيداً جديداً على التزامهما بحالة التوافق التي نسجاها معاً منذ اجتماع باريس منذ حوالي ثلاث سنوات.
وفي الوقت نفسه، تعكس تصريحات سابقة للغنوشي، أمس الاثنين، وتأكيدات من مسؤولين في الحركة لـ"العربي الجديد"، أن النهضة غير معنية بإدارة الحكم في تونس، ومرتاحة للائتلاف الحكومي في شكله الحالي، على الرغم من الأزمة الواضحة التي تستهدف الاستقرار الحكومي.
كما تطرق لقاء اليوم، أيضاً إلى السياسة الخارجية ودور تونس في الملف الليبي وضرورة أن يكون للبلاد دور في الحراك الدولي الأخير بغاية دعم الحكومة الجديدة، غير أنّه يلمح إلى انزعاج تونسي من الغياب البارز عن اجتماع الجزائر، الذي جمع مسؤولين جزائريين وإيطاليين ومصريين، في غياب واضح للجانب التونسي.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر تونسية لـ"العربي الجديد"، أن هذا الغياب له دلالات غير إيجابية وربما يعكس فشلاً جديداً، للدبلوماسية التونسية في تعاطيها مع الملف الليبي على الرغم من قدرتها النظرية على لعب دور مهم جداً في هذا الخصوص.
وتمنع تونس دخول عدد من القيادات الليبية الفاعلة بسبب تهم تتعلق بإمكانية انتسابهم لمجموعات مُتشددة، كما ألقت القبض مرات عديدة على مسؤولين ليبيين قريبين من حكومة طرابلس، قبل أن تطلق سراحهم في كل مرّة، الأمر الذي نتج عنه سحب خيوط مهمة في إدارة الوساطة المُمكنة بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، بحسب بعض الأطراف.
اقرأ أيضاً: الغنوشي: نأمل تدارك حجم تمثيل "النهضة" بالحكومة