وقال الغنوشي في لقاء إعلامي لحركة النهضة، اليوم السبت، بالعاصمة تونس: "إن تلك القوى ـ لم يسمها ـ لا تريد نجاح الديمقراطية في تونس، وتعتبر ذلك خطراً عليها، وسبيلهم في ذلك ضرب الاقتصاد"، مشيراً إلى أن "الإرهاب بدأ قبل الثورة واستمر بعدها، وأنه يستهدف الثورة التونسية، وحرية الشعب، والاقتصاد، والبناء الديمقراطي في البلاد".
وذهب الغنوشي إلى أن العملية الإرهابية التي حدثت بالأمس هي الأكثر إجراماً ودموية، وأن الإرهاب يستهدف الثورة ويستهدف حرية الشعب التونسي والبناء الديمقراطي، عبر تدمير الاقتصاد وفرص الاستثمار وضرب معنويات رجال الأمن والقوات المسلحة والمواطنين.
اقرأ أيضاً: تونس تستدعي جيش الاحتياط عقب هجوم سوسة
واعتبر الغنوشي أن "الإرهاب استطاع أن يصنع دولاً فاشلة في العالم العربي، ويريد النجاح في تونس، ولكنه سيفشل".
كما أكد أن "التونسيين قادرون على التصدي للإرهابيين، وإرباك مخططاتهم عبر توحيد صفوفهم"، داعياً لـ"صياغة استراتيجية واضحة لمقاومة ظاهرة الإرهاب، تشارك في صياغتها كل القوى الوطنية، مع ضرورة الوقوف وراء الجيش، والقوات الأمنية".
وأضاف في السياق ذاته: "تونس تحتاج إلى الرفق بها، وأن تصبح مطالبنا معقولة. المعركة ليست معركة رجال الأمن والجيش فقط، بل معركة وطنية. نحن نحتاج إلى مجهود شعبي ووطني للوقوف أمام هذه الآفة العالمية (الإرهاب)، ورجال الأعمال لهم دور من خلال الاستثمار في المناطق الداخلية المهمشة".
من جهة أخرى، اعتبر رئيس حركة النهضة أن هجوم سوسة يؤكد وجود خلل أمني يجب تفاديه، مشيراً في هذا الإطار إلى أن "مكان قوات الأمن، هو الدفاع عن المؤسسات، وليس العمل السياسي وحضور برامج تلفزيونية وإذاعية".
كما حذّر من "الاستثمار في مصائب المسلمين، ومناكفة رجال الدين واعتبارهم متهمين"، مشدداً على أنه "لا مجال لأي توظيف سياسي ضد أي طرف"، وتابع: "نحن على يقين أن هؤلاء (منفذو الهجوم)، ليسوا على الدين في شيء، ولا على الثقافة ولا الوطنية، وسينتصر إسلام الحرية على الإرهاب، ولا ينبغي أن يرتبط ما حصل بالإسلام".
كما دعا رئيس حركة النهضة رجال الأعمال إلى "المشاركة في الحرب ضدّ الإرهاب عبر التنمية والاستثمار في المناطق الداخلية"، معتبراً أن "المعركة مع الإرهاب معركة وجودية وطنية لا مجال فيها للتوظيف السياسي".
تجدر الإشارة إلى أن شاباً تونسياً يُدعى سيف الدين الرزوقي، فتح، أمس الجمعة، النار من سلاح من نوع "كلاشينكوف" كان يخفيه تحت مظلة شمسية، على سياح أجانب كانوا على أحد الشواطئ في مدينة سوسة، ما أسفر عن مقتل 38 شخصاً، وإصابة 39 آخرين بجروح، قبل أن تتمكن قوات الأمن من قتله.
اقرأ أيضاً: السبسي: تونس لا تستطيع وحدها مواجهة الجهاديين