يحاصر الغلاء وقلة المعروض السلعي السوريين، بعد أنّ سجلت أسعار السلع الغذائية قفزات كبيرة، وسط انفلاتٍ في الرقابة على الأسواق من قبل نظام بشار الأسد.
وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء لنحو 2000 ليرة للكيلو، مقابل 1800 ليرة، مطلع أبريل/نيسان الماضي.
وصعدت أسعار الدواجن، لتصل إلى 500 ليرة، بينما حددتها النشرة الرسمية لوزارة التموين بنحو 350 ليرة للكيلو.
وطال الارتفاع في الأسعار الخضراوات والفاكهة أيضا، ليتراوح سعر كيلو البندورة (الطماطم) والخيار بين 90 و120 ليرة، فيما لم يكن سعرهما يتجاوز 20 ليرة في الأعوام السابقة، فيما بلغ سعر كيلو المشمش 500 ليرة.
وأرجع مسؤولون في جمعيات حقوقية ومستهلكون تصاعد الأسعار إلى قرار وزارة الاقتصاد السورية الصادر نهاية مارس/آذار ويسمح بتصدير المنتجات إلى الخارج، فيما تعاني السوق المحلية شحاً في المعروض.
وسيم جوخدار، المقيم في منطقة "دمر البلد" بالعاصمة دمشق، قال لمراسل "العربي الجديد"، إنّ ارتفاع الأسعار أصبح يفوق قدرة المواطن الشرائية، حيث قفزت بنحو 500% على مدار الثلاث سنوات الأخيرة.
وأضاف جوخدار:" الأسواق تعاني انفلاتاً وفوضى وجشع من تجار الأزمات .. لم يعد كسب الزبائن يهم البائعين والتجار، لأنّ المعروض من المنتجات محدود والطلب مرتفع رغم ارتفاع الأسعار".
وتساءل " عن مبررات القرارات الحكومية بالسماح بتصدير بعض المنتجات الزراعية لدول الجوار، في حين يعاني السوريون من" الجوع والحرمان".
ويعاني السوريون من تدني القيمة الشرائية للعملة المحلية، التي تراجعت بنحو 210% أمام الدولار الأميركي منذ بداية الثورة في 2011، حيث لم يكن سعر الدولار يزيد عن 48 ليرة في حين تعدى الـ 149 ليرة في السوق الرسمية حالياً.
وتشير البيانات إلى أنّ راتب الموظف بالفئة الأولى لا تتجاوز 25 ألف ليرة (167.7 دولار).
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني، إنّ هناك ارتفاعاً غير مبررٍ في الأسعار.
وأضاف دخاخني:" لا ننكر أنّ الموسم الزراعي كان سيئاً هذا العام بسبب الأزمة والنقص في منسوب الأمطار وزيادة تكاليف النقل بين المحافظات، لكن هناك استغلال ونهب ما تبقى في جيب المواطن من بعض فاقدي الضمير من التجار".
وقال أبو معاذ تناري، من ادلب، إنّ المناطق المحررة تحاول الاكتفاء ذاتياً بعد تخلي النظام عن تأمين مستلزمات الأسواق وحاجة المواطنين.
وكان تقرير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الأسكوا)، صدر في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أفاد أنّ "18 مليون سوري يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وأنّ سورية تواجه احتمالات المجاعة لأول مرّة في التاريخ الحديث".
ووفق آخر بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء حول التضخم الذي يقيس أسعار المستهلكين، فقد ارتفعت الأسعار في سبتمبر/أيلول 2013 بنسبة 121% عن الشهر نفسه من العام 2012.
ويعيش السوريون في ظل أوضاع إنسانية سيئة، حيث قتل منهم أكثر من 150 ألف شخص، بحسب منظمات حقوقية، في وقت نزح فيه أكثر من 9 ملايين آخرين داخل البلاد وخارجها، معظمهم من النساء والأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية.
الدولار = 149 ليرة سورية