الغضب الشعبي الفلسطيني مستمر... إصابات في الضفة وغزة

11 ديسمبر 2017
B9D166AD-06D9-4F72-AA47-F4D7E7815815
+ الخط -

تجددت الاشتباكات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم الإثنين، بين قوات الاحتلال والفلسطينيين الرافضين لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بعد فعاليات وحراك جماهيري متواصل منذ يوم الأربعاء الماضي.

وعند مدخل مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة، أصيب أربعة فلسطينيين بجراح، اليوم الإثنين، خلال المواجهات التي اندلعت هناك مع جنود جيش الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وأدت إصابة شاب بالرصاص الحي في اليد، إلى بتر يده من الساعد.


وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 73 إصابة، من بينها 66 إصابة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، منها خمس إصابات بالرصاص الحي، و18 بالرصاص المطاطي و35 بالغاز و8 إصابات أخرى. كذلك سُجلت 7 إصابات في غزة، أربعة بالرصاص الحي و3 بالغاز.


كما اندلعت مواجهات أخرى عند مدخل مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وعلى مدخل بلدة سعير، قرب الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وفي رام الله أيضًا، تظاهر المئات من الفلسطينيين، اليوم، أمام مقر "البيت الأميركي" في مدينة رام الله، والذي يتبع للقنصلية الأميركية في القدس، حيث أكدت حركة "فتح" والقوى الوطنية والإسلامية رفضها، وإعلانها عدم الترحيب بوجود مؤسسات أميركية في الأراضي الفلسطينية.

وجابت مسيرة احتجاجية، شارك فيها المئات من الفلسطينيين، شوارع مدينة رام الله باتجاه "البيت الأميركي"، وشارك فيها طلبة جامعات ونشطاء وشخصيات دينية ووطنية وقيادات فصائل، بعد أن دعت إليها حركة "فتح" والقوى الوطنية والإسلامية.

وعلقت حركة "فتح" رسالة على مدخل مقر "البيت الأميركي" برام الله، أكدت فيها أن "إدارة ترامب، وفي ظل دعمها وانحيازها الكامل لدولة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي، وفي ظل التعدي السافر على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بشأن إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، لا تصح أن تكون راعية لأية تسوية".

بدوره، أكد أمين سر حركة "فتح" في محافظة رام الله والبيرة، موفق سحويل، لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة والوقفة الاحتجاجية، أن "الفعاليات الاحتجاجية ضد قرار ترامب متواصلة، لأن القدس تشكل بالنسبة للشعب الفلسطيني بوابة الحرب والسلم، وعلى المؤسسات الأميركية أن تخرج من الأراضي الفلسطينية، فلا نريد مؤسسات ومقرات تتآمر على الشعب الفلسطيني".

ونوه إلى وجود سلسلة فعاليات احتجاجية، خلال اليومين المقبلين، تطالب قمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في أنقرة، بعد غد الأربعاء، بأن ترتقي في قراراتها إلى مستوى الخطورة التي تحدق بالقضية الفلسطينية.



إلى ذلك، قال سحويل، خلال الوقفة الاحتجاجية، إننا "لن نستقبل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وسنضربه بالنعال إن اعتقد أنه سيدخل دولة فلسطين"، لافتًا إلى التأكيد على موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم استقبال نائب ترامب.

بدوره، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الوقفة تأتي بشكل سلمي للتأكيد على استمرار الفعل الشعبي لرفض هذا القرار الأميركي بشأن القدس، وإن مؤسسات الولايات المتحدة ومؤسسات usaid، غير مرحب بها على الأرض الفلسطينية، فأميركا تحاول استبعاد القدس خارج السياق الفلسطيني، لكن القدس لن تكون إلا عاصمة لدولة فلسطين".

إلى ذلك، شدد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، على "ضرورة مواجهة قرار ترامب بالمقاومة الشعبية والتظاهرات بشكل أكبر، وكذلك استخدام كل الوسائل الأخرى، خاصة حركة المقاطعة، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والأميركية، لأن كل من يقف ضدنا سنقف ضده".

وفي قطاع غزة المحاصر، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، اليوم، إصابة فلسطينيين اثنين بجروح مختلفة، شمالي قطاع غزة، بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المتظاهرين قبالة حاجز بيت حانون.

وفي ذات السياق، قالت مصادر أمنية فلسطينية إنّ قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين، قبالة حاجز بيت حانون، خاصة بعد تمكّن بعض المتظاهرين، للمرة الثانية، من إحراق برج عسكري إسرائيلي على الحدود الشمالية.​


وفي بلدة سلواد شرقي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال طفلا بعد إصابته بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت على مدخل البلدة، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

وفي جنوب الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا عند مدخل بلدة يطا جنوبي الخليل، بعد مهاجمة مسيرة رافضة لقرار ترامب هناك، بينما تمكن الشبان من رشق عدد من مركبات المستوطنين على الطريق الاستيطاني المجاور، قبيل اندلاع المواجهات العنيفة هناك.

وأصيب شاب بالرصاص الحي، خلال المواجهات، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، بينما اندلعت مواجهات أخرى عند مفترق طارق بن زياد في المنطقة الجنوبية، وفي منطقة مخيم العروب، بعد محاصرة قوات الاحتلال مدرسة العروب الزراعية وكلية العروب التقنية، ومهاجمة طلبتها بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق في صفوف الطلبة والهيئات التدريسية.

بينما شهد مدخل "بيت عنون" شرقي مدينة الخليل مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وطلبة المدارس اعتقل خلالها الاحتلال طالبتين من المكان، فيما شهد مدخل بلدة تقوع الغربي شرقي مدينة بيت لحم مواجهات مماثلة.



حملة اعتقالات 

إلى ذلك، شنّت قوّات الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، مداهمات ليليّة في معظم محافظات الضفة، وتحديدًا الشمالية منها، أسفرت عن اعتقال 15 شخصًا، بينهم أسرى محررون، من ضمنهم القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر عدنان، من بلدة عرابة جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية.

وقالت رندة موسى، زوجة القيادي خضر عدنان، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال دهمت منزلهم، في ساعة مبكرة من فجر اليوم، بطريقة همجية، ومن ثم اعتدت على زوجها بالضرب وكبلت يديه، مبينة أنه "أعلن الإضراب مباشرة عن الطعام والماء والكلام".

وفي سياق الاعتقالات اليومية، فقد ذكرت مصادر صحافية ومحلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسرى المحررين محمد صالح حمدان من مخيم العين في نابلس شمالي الضفة الغربية، وعاصم اشتية من قرية تل غرب نابلس، وزهير فواز حسين من بلدة اسكاكا في سلفيت شمال الضفة، وسلمة بدران من بلدة دير الغصون في طولكرم شمال الضفة، وذلك عقب دهم منازلهم، فيما سلمت عددًا من الفلسطينيين في دير الغصون بلاغات لمراجعة مخابراتها.

واعتقلت قوات الاحتلال، كذلك، ثلاثة شبان من مدينة نابلس، وشابًا آخر من قرية مادما جنوب نابلس، كما اعتقلت شابين من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، وشابًا آخر من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وآخر من مدينة الخليل جنوب الضفة، علاوة على اعتقال الطفل ميلاد صعايدة من بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله وسط الضفة، بينما كانت قد اعتقلت، الليلة الماضية، أربعة شبان أثناء تواجدهم من مدينة البيرة وسط الضفة، في مركبة قرب بلدة سلواد شرق رام الله.



كما دهمت قوات الاحتلال منزل الأسير ياسين أبو القرعة في قرية الفارعة، جنوب طوباس، شمال شرق الضفة الغربية، والذي تتهمه قوات الاحتلال بتنفيذ عملية طعن لرجل أمن إسرائيلي في القدس، يوم أمس الأحد. بينما دارت مواجهات في القرية بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

في سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال حاجز الـ"DCO"، شمال رام الله، في كلا الاتجاهين، وكذلك أغلقت طريق مخيم الجلزون للاجئين شمال رام الله بالمكعبات الإسمنتية.

كما قمعت قوات الاحتلال، عصر اليوم الإثنين، بوحشية، تجمعا احتجاجيا في ساحة الشهداء في باب العامود بالقدس المحتلة، ضد قرار ترامب. واعتدى جنود الاحتلال بالدفع والضرب على النساء المشاركات في التظاهرة، وحاولت اعتقال بعضهن، كما عرقلت عمل طواقم الإعلام الذين يغطون الفعالية الاحتجاجية.

عباس يجدد الرفض
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "الإعلان عن رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو اعتباره باطلا ولاغيا، لا يكفي، فيجب مواجهة سياسة التهويد والحرب المعلنة على الوجود الفلسطيني، أي أن ضرورة إفشال القرار يتطلب خطوات جريئة تنطلق من تقديم مصلحة القدس فوق كل مصلحة، وتتطلب آلية مقاومة مدنية مرتبطة بالأرض وصمود سكانها لتصل إلى كل أصقاع العالم".


وقال عباس، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، في افتتاح الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، في القاهرة، اليوم الإثنين، لبحث تداعيات قرار ترامب، إن "قرار الرئيس الأميركي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل سفارة بلاده إليها، اعتداء سافر على الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية للشعب الفلسطيني، واستهداف لتطلعاته المشروعة لنيل حريته واستقلاله، وعلى حقوق المسيحيين والمسلمين في العالم أجمع، ويقوض بشكل متعمد جهود تحقيق السلام ويعزز التطرف ويكرس مواصلة الإجراءات العنصرية والاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي يهدد الاستقرار والأمن الدوليين".


(العربي الجديد)



ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.