الغش في امتحانات الدنمارك.. ظاهرة مقلقة لدولة متقدمة

09 فبراير 2016
إعلان عن كتابة وظائف الطلاب وتسهيل الغش (العربي الجديد)
+ الخط -
"هذا الأمر غير مقبول" تقول وزيرة التعليم الدنماركي إلين ترانا نوربي، في تعليقها على ظاهرة شراء الطلاب "وظائف" يكتبها لهم آخرون.

ويحق للطلبة في الامتحانات الخطية للثانوية العامة والجامعات إدخال وسائل مساعدة وحواسيب غير موصولة بالإنترنت منذ 2012. لكن يبدو أن طلبة الثانويات باتوا يستخدمون وسائل غش تختلف عن تلك التي كانت شائعة في العقود السابقة، مثل تلقي المساعدة لحل مسائل حسابية عبر فيسبوك مقابل مبلغ معين.

هذه الطريقة في الغش تسمى "ghostwriterstil"، ويعتمد منفذو العملية على أن مراقبي الامتحانات والمدققين والمصححين لا يكتشفونها.

ما يقلق القطاع التعليمي في الدنمارك أن 9 بالمائة من المشاركين في برنامج تلفزيوني على القناة الثانية "دي آر 2" بعنوان "امتحانات للبيع"، اعترفوا مساء أمس بأنهم مارسوا شكلاً من أشكال الغش للحصول على علامات مرتفعة. ما أثار حفيظة وزيرة التعليم وغيرها من الحريصين على العملية التعليمية هو الإشارة إلى أن الغش ليس محصوراً بالامتحانات الخطية بل ينسحب على الشفهية منها.

اقرأ أيضاً: تونس تواجه الغش الإلكتروني في البكالوريا

ووفق دراسة أجريت على 20 مدرسة ذكر طلاب أنهم استخدموا الهواتف الذكية أثناء "مرحلة التحضير" التي تلي سحب الطالب سؤال الامتحان الشفهي، يتمكن خلالها من الاتصال بمن يعطيه الإجابة.

وكشف البرنامج التلفزيوني عن "سوق كبير جداً" ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والإعلانات المجانية، إذ يعرض بعضهم خدماتهم لكتابة الدراسات والأبحاث المطلوبة في الثانويات العامة مقابل مبالغ مالية. فنظام التعليم في الثانويات يُخضع الطلاب لامتحانات خطية تتطلب أياماً لإعدادها، ويدخل الغش في هذه المهمة، والتي تخضع للعرض والطلب في سوق الغش واسع الانتشار.

هذا الواقع يغضب بعض التلاميذ وأولياء الأمور، وبالتأكيد مسؤولي التعليم، فهم يرون أن "المثابرة والجدية هي طريق النجاح وليس الغش والحصول على علامات عالية".

وبدأت الوزارة والمختصون تحقيقاً للكشف عن سوق التلاعب بـالامتحانات والغش بالوظائف المدرسية والجامعية.

وإن كان بعض التلاميذ والطلاب يعتبرون أن هذا الأسلوب المتبع "غير شريف وينافس الطلاب الدؤوبين والموهوبين بطريقة جبانة"، إلا أن المشتغلين في سوق الغش، ومنهم طلبة جامعيون يهتمون بما يتلقونه من مال مقابل إنجاز الوظيفة الواحدة والمقدر بنحو 5 آلاف كرونة (نحو 800 دولار).

اقرأ أيضاً: غش في امتحانات الثانوية العامة في اليمن

دعوات للسياسيين للتدخل

اعتبر مدير إحدى المدارس في منطقة فريدريكسفيرك بكوبنهاغن أن الأمر مثير للاشمئزاز، خصوصاً بعد الكشف عن أن مدرسين في ثانويات يعرضون مثل تلك الخدمات، وإن بعض الطلبة يتصل بمدرسين سابقين ويعرضون عليهم مبالغ مالية مقابل مساعدتهم في تحرير وظائفهم.

ومن خلال مسح أجري على 2000 طالب ثانوي، اعترف 58 بالمائة بأنهم تلقوا مساعدة في الوظائف التحريرية من الأهل والأصدقاء، بينما قال 15 في المائة إن "أحداً ما" كتب لهم الوظيفة كاملة. وقد شاركت في المسح "نقابة الطلاب" ما يعطيه مصداقية بحسب المراقبين لهذه المسألة.

وإلى جانب مطالبة وزارة التعليم بتدخل الساسة للتحقيق في ما يجري، فإن بعض المديرين اقترحوا بأن يجري تعديل يلزم الطلاب والتلاميذ بالدفاع الشفهي عن وظائفهم الخطية قبل حصولهم على النتيجة، وخصوصاً الشهادة العامة.

وتبين الأرقام بأنه جرى طرد 143 طالباً في 2014 و2015 غشوا عبر دخولهم إلى الإنترنت للإجابة عن الأسئلة الخطية.

اقرأ أيضاً: "التجريس" عقوبة الغشاشين في الجامعات المصرية

المساهمون