لم تستطع القيادات الأمنية في بغداد الخروج بأي قرارات وخطط جديدة تحد من التصاعد الخطير في عمليات العنف في مدن العراق، إذ لم يجد القادة سوى الإجراءات التقليدية أمامهم والتي تعجز عن مواجهة خطط "الإرهاب".
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادات الأمنية عقدت، أمس الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً لبحث موجة العنف المتصاعدة في بغداد، والتي تهدّد العاصمة وعددا من مدن المحافظات الأخرى"، مبيناً أنّ "الاجتماع لم يخرج بأي خطة جديدة للحد من تلك العمليات، ولم يتعد الخطط المتبعة في كل عمليات العنف، والتي باتت مكشوفة بالنسبة للإرهاب، ومن السهل اختراقها".
وأضاف أنّ "القيادات الأمنية حمّلت الحكومة مسؤولية عدم توفير الأجهزة الحديثة الخاصة بكشف المتفجرات، والتي تحتاجها القوات الأمنية في تنفيذ واجباتها".
من جهته، عدّ الخبير الأمني، سلام محمود، الإجراءات الأمنية المتبعة في بغداد، بأنّها "لا ترقى مع حجم خطط الإرهاب".
وقال محمود، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "القيادات الأمنية تدور في حلقة مفرغة، ولم تستطع تجاوز الإجراءات التقليدية، والتي أثبتت فشلها وعجزها عن مواجهة العنف"، مؤكداً أنّ "الفشل الأمني في العراق يكمن في المجاملات السياسية على حساب الأمن".
وأوضح أنّ "سيطرة الأحزاب والمليشيات على مفاصل الدولة، وعدم الاعتماد على ذوي الخبرة والنزاهة في هذا الملف، يجعل من الصعوبة بمكان إحراز أي تقدّم باتجاه الحد من أعمال العنف"، مطالباً بـ"مراجعة شاملة لكافة مفاصل الملف الأمني وإعادة هيكلته وفقاً لأسس مهنية".
وتسعى مليشيا "الحشد الشعبي" لاستغلال الظرف الأمنية، محاولة مسك الملف الأمني في العاصمة، وحصره بيد وزيرها (وزير الداخلية قاسم الأعرجي) مع زيادة صلاحياته.
وقال النائب عن مليشيا "بدر"، علي البديري، في تصريح صحافي، إنّ "الملف الأمني في بغداد يدار بطريقة ارتجالية وانتقائية، ولا يوجد تعاون وتنسيق بين الجهات الأمنية التي تدير الملف"، مبينا أنّ "الحكومة والبرلمان عاجزان عن تحميل المسؤولية لأي طرف كان".
ودعا البديري إلى "تسليم الملف الأمني إلى وزير الداخلية حصراً قاسم الأعرجي، (وهو قيادي بارز في مليشيا بدر)، ومنحه صلاحيات واسعة للقضاء على الجريمة المنظمة والعصابات الإرهابية، من دون الحاجة إلى سلسلة المراجع الروتينية التي أضاعت الكثير من الفرص بمسك عتاة الإرهاب".
وتصاعدت موجة العنف والتفجيرات داخل المدن العراقية بشكل خطير، بينما يؤكد مسؤولون أمنيون أنّ تنظيم "داعش" يسعى لتكثيف تفجيراته خلال شهر رمضان، في وقت لم يتم فيه اتخاذ أي إجراءات حقيقية للحد من تلك الهجمات.