العلاقات المميزة سر النجاح في قيادة المؤسسات

26 أكتوبر 2015
القائد الناجح من يعمل بين موظفيه (Getty)
+ الخط -
لابد من معرفة أن القيادة عمل يتعلق بالناس، وفي حال تجاهلهم، فإن القائد يكون المسؤول عن تراجع نجاح قيادته، لابل يجازف في تدميرها بشكل كلي. بحيث يأتي يوم وهو يعتقد أنه يقود فريقاً متعاوناً متجانساً، لكن الحقيقة ستكون أن لا أحد وراءه يدعمه ويسانده، ويجد نفسه وحيداً على الدرب في أداء المهام. 
إن بناء العلاقات هو أساس القيادة الفعالة والمميزة، ومن يتجاهل ركيزة العلاقات في القيادة، ويميل إلى الاعتماد على موقف ما كبديل عن العلاقات، أو من يتوقع أن كفاءاته ستلبي احتياجات القيادة، يكون مخطئاً. صحيح أن القائد الجيد يتميز بالكفاءة، لكن آلية الاتصال بالموظفين تبقى الوسيلة الأنجح لتحقيق الغايات المطلوبة.
إن أحد أفضل الوسائل للبقاء في حالة اتصال وتواصل بموظفيك، تكمن من خلال علمك بتطورات العمل. أن تقوم بإتباع نهج بعيد عن الرسمية وأنت تتحرك بين الموظفين. من الجميل الذهاب إلى الاجتماع قبل موعده بدقائق للتحدث مع المشاركين. يجب ألا يبدأ الاجتماع قبل أن يكون الرئيس قد اطلع على المستجدات كافة.

دور مميز

يلعب القائد ذو المنصب الوسطي ما بين القيادات العليا والموظفين، وخاصة في التواصل غير الرسمي، دوراً متميزاً عن مَن هم في المناصب العليا، حيث ينظر إلى القيادي الوسطي، بأنه الشخص الأقرب إلى الموظفين. من السهل الوصول إليه أكثر من القيادات العليا في المؤسسة. ويرى جميع العاملين في المؤسسة، أن القائد الوسطي لديه متسع من الوقت ليستمع إلى مشاكلهم أكثر، ويحاول إيجاد الحلول. وانطلاقاً من أهمية دور القائد الوسطي، لابد أن يتبع بعض النصائح حتى يتمكن من السير بقيادته بشكل جيد وتتعلق النصائح بما يلي:
* سرْ ببطء: لا بد من السير بنفس سرعة الموظفين حتى تتمكن من التواصل معهم. من المتعارف عليه أن القائد كلما ارتفع في الهرم الوظيفي في مؤسسة ما، ازدادت سرعته في تنفيذ المهام. ويتمتع القادة في المؤسسة بطاقة لا حدود لها وسرعة تحليل عقلي كبيرة جداً. ولكن على العكس، فكلما تحركت نحو أسفل الهرم الوظيفي، ستجد أن الموظفين يتحركون ببطء، لذلك لتصبح قائداً بشكل أفضل لا بد من تخفيف سرعتك، خاصة وأنت تقود الآخرين، فأنت تحتاج للتمهل قليلاً، بحيث تتمكن من التواصل مع الآخرين والانخراط معهم، والمتابعة معاً.

اقرأ أيضاً:هكذا يواجه المديرون المشاكل الطارئة

* أظهر اهتمامك: لا بد أن يكون لديك الاهتمام بالجميع، يجب إيصال الاهتمام بهم، بحيث يشعر كل فرد من الفريق أنك مهتم به بشكل خاص ومميز. أي أن يكون لديك لمسة إنسانية شخصية. دعهم يشعرون باهتمامك، فذلك سيجعل العاملين معك سعداء إذا ما شعروا أن رئيسهم يكن اهتماماً صادقاً بهم، وأنه يراهم كبشر، وليس كعاملين يقومون بإنجاز الأعمال له أو للمؤسسة.
* بناء توازن سليم بين الاهتمام الشخصي والمهني: يجب على القائد إظهار الاهتمام بمن يعملون معه، وأن يكون هناك توازن بين الاهتمام الشخصي والمهني. فالاهتمام المهني يظهر القائد بأن لديه الرغبة في المساعدة، وهو شيء مشترك بين القادة الجيدين، لكن الاهتمام الشخصي يكون أعمق بكثير، بحيث يظهر ما في قلب القائد.
* التنبه للمشكلات: إن السير في الممرات ببطء يساعد في التعرف على العاملين وعلى الشركة، بحيث يعي القائد متى تكون الأمور على ما يرام ومتى تكون متأزمة، وسيزداد الحدس القيادي عند حصول أي أمر خاطئ وطارئ.
كثر من يحبون العمل بشكل نمطي. أي القيام بالأمور بنفس الطريقة في أكثر الأحيان، لكنك عندما تتجول بين الموظفين، ستعتاد رؤيتهم. عند الاقتراب من الموظفين ستتمكن من إقامة دردشات وأحاديث جانبية، عند حصول أمر ما غير اعتيادي، ستلاحظ ذلك سريعاً.
*العناية بالعاملين تنعكس عناية بالعمل: إن القادة الذي يعتنون بالعمل فقط، ينتهي بهم الأمر في معظم الأحيان إلى فقدان الموظفين والعمل. لذلك فمن يعتني بموظفيه حتماً سيعتني الموظفون بالعمل.

اقرأ أيضاً:هكذا يمكنك استثمار الوقت بنجاح

لذا، لا بد للقائد من إيجاد أسلوب خاص في ممارسة التواصل والاتصال، يجب البحث عما يتناسب وشخصية القائد وبيئة العمل وأسلوبه القيادي. ولا بد للقائد أن يكون مرئياً للعاملين ومتاحاً للتواصل والتفاعل معهم، وباهتمامه بهم سيبادلونه ذلك باهتمام متزايد في العمل وتحقيق الأهداف المحددة.
(باحث اقتصادي واجتماعي لبناني)
دلالات
المساهمون