العطية لـ"واشنطن.بوست": دول الحصار حاولت تحريض القبائل واستخدمت "الدمى" لإسقاط الحكم بقطر

03 فبراير 2018
العطية: ما حصل في بداية الأزمة كان "كميناً" (الأناضول)
+ الخط -
وصف وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، ما تعرّضت له بلاده من قبل دول الحصار في بداية الأزمة الخليجية بـ"الكمين"، مؤكداً خلال حوار أجرته معه صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن لمواكبة فعاليات الحوار الاستراتيجي الأميركي-القطري، أن أضلاع الأزمة، وتحديداً السعودية والإمارات، حاولت فعل "كل شيء" لقلب نظام الحكم في قطر، بما فيه تحريض القبائل واستخدام المساجد و"الدمى". 

وردّاً على سؤال الصحافية في "واشنطن بوست"، لالي وايماوث، عن الاختراق الإماراتي لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، وتلفيق تصريحات على لسان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في بداية الأزمة، أجاب العطية: "البداية كانت كميناً. المسألة الوحيدة هنا هي أنني لا أعتقد أنهم حسبوها بشكل صحيح. لقد اعتقدوا أن بوسعهم أن يضربوا بقوّة ويخضعوا الشعب القطري، لكن الشعب أظهر وحدة وأصبح أكثر مرونة. لقد عزّزنا علاقاتنا الثنائية عبر العالم. لذا بوسعنا القول إن الخطة فشلت، وكلّ مطالبهم الثلاثة عشر".

وعن هذه النقطة تحديداً، أشارت الصحافية، في سؤالها الوزير القطري، إلى أن أحد تلك المطالب الـ13، التي تمسّ جوهر سيادة قطر واستقلالها، هو "وقف دعم الإرهاب"، ليردّ العطيّة بالقول إنه "من بين الطلبات الـ13 لم يكن ثمة مطلب واحد محقّ. نحن البلد الوحيد الذي وقّع مذكّرة تفاهم مع الولايات المتّحدة لمكافحة الإرهاب. لدينا فرق من جميع الدوائر المعنيّة تعمل سوياً (مع واشنطن) على مدار الأسبوع تقريباً".

ولدى إجابته عن سؤال ما إذا كان الطرفان قد أوقفا أية ضربات إرهابية، قال الوزير القطري: "هناك العمليات الصعبة، والبرامج، والتدريب. اليوم (طائراتنا) تحلّق جنباً إلى جنب مع الأميركيين لمكافحة الإرهاب".

وتابع الوزير القطري أن تلك الرحلات تُسيّر إلى العراق وأفغانستان (ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب). وعند سؤاله عن سورية، أجاب أن التحالف وحلف شمال الأطلسي (الناتو) "يستخدمان الأجواء الاستراتيجية لبلادنا (لمكافحة الإرهاب)، لكننا نواجه بعض المشاكل، لأن الجيران يربكون العملية. خطوط الطيران مغلقة".

وردّ الوزير القطري بالإيجاب على سؤال ما إذا كان يقصد في حديثه الإمارات ، قائلاً إن "الإمارات والسعودية عضوان في التحالف، لكن مع الحظر الذي تفرضانه يربكان العملية".

وعمّا إذا كان ذلك السبب الذي يدفع الولايات المتّحدة نحو محاولة إنهاء الأزمة، قال العطية: "تلك ليست طريقة لمكافحة الإرهاب. هذه العملية تحتاج إلى الكثير من تشارك المعلومات. وإذا لم تتحدث مع جيرانك، فكيف يمكنك تبادل المعلومات؟".

وعن كيفيّة حلّ الأزمة، أجاب الوزير القطري: "الطريقة الوحيدة لحل نزاع مثل هذا هي الحوار، والذي كنا ندعو إليه منذ بدء الأزمة". وأردف: "هم (دول الحصار) يريدون الحضور (إلى الحوار) مع شروط مسبقة. نحن نرفض فكرة الشروط المسبقة".

وحول عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوسّط في الأزمة، ردّ الوزير القطري بالإيجاب، قائلاً "نعم، هو يحاول. وأنا أسمع أنه سيدعو مجلس التعاون الخليجي قريباً إلى واشنطن".

ويتّفق الوزير القطري مع طرح صحافية "واشنطن بوست" عن أن الولايات المتّحدة تريد "احتواء" إيران ومحاربة "داعش" الإرهابي، وتجد في الأزمة الحالية "إلهاء" عن هذين الهدفين. ويعقّب العطيّة على ذلك قائلاً: "تلك بالضبط هي الصورة. إذا كنت ترغب في إجراء حوار صادق مع إيران، حيث يطرح الطرفان مخاوفهما ويحاولان التوصل إلى تفاهم حول المنطقة... فأفضل الطرق هي الجلوس والحديث".

ويجيب الوزير القطري عن سؤال حول مخاوف واشنطن من نشاط إيران العسكري خارج حدودها قائلاً: "بالتأكيد. لكن كيف نتعامل مع هذه القضية؟ هناك الطريق الصعب، الذي سيكون كارثة، وهناك المشاركة والحوار، الذي نشجّعه دائماً".


وحول وجود علاقات "ودية" مع إيران، كما تسأل الصحافية، يؤكد الوزير القطري أن بلاده "لديها علاقات ودية مع الجميع"، مردفاً: "نحن مسؤولون عن توفير (كمية هائلة) من الطاقة في العالم. يجدر بنا أن يكون لدينا تدفّق سلس للطاقة، وهذا معناه أنه ينبغي علينا أن نستبعد وجود أعداء".

وتتطرق الصحافية كذلك إلى القوات التركية الموجودة في قطر، مركّزة سؤالها، في هذا السياق، عمّا إذا كانت الدوحة تخشى فعلاً احتمال أن تغزوها السعودية أو الإمارات، وهو ما ردّ عليه العطية قائلاً: "لا أقول إنها تخشى. لديهم نوايا للتدخل عسكرياً (الإمارات والسعودية)، ولكن علاقاتنا مع تركيا تعود إلى ما قبل الأزمة".

وتأكيداً على النقطة السابقة، تسأل "واشنطن بوست" الوزير القطري ما إذا كان "يعتقد بجد" أن الإمارات والسعودية لديهما نية للغزو، فيجيب: "لقد عممنا هذه النية. لكن في بداية الأزمة، كانت لديهما تلك النية. لقد حاولوا فعل كل شيء؛ حاولوا تحريض القبائل؛ استخدموا المساجد ضدنا؛ ثم حاولوا جلب بعض الدمى لإحضارها هنا واستبدال قادتنا".

ويتابع الوزير القطري، ردّاً على السؤال حول ما إذا كانت دول الحصار قد أرادت تنصيب أمير جديد، قائلاً: "نعم. هذا صحيح. لقد وضعوا دميتهم، عبدالله بن علي آل ثاني، على التلفاز وقالوا (سموّ الأمير)... ثمّ عندما فشلت خطتهم، اختطفوا الرجل، حتى حاول الانتحار للخروج من أبوظبي. حاولوا إغواءه، وتبعهم لبعض الوقت، ثم لاحقاً وجدوا بديلاً له، لذا أرادوا التخلص منه. لديهم شخص آخر الآن".

وعمّا يمكن أن تقدم عليه قطر حيال ذلك، قال العطية: "لا يستطيعون فعل شيء. الشعب القطري يحب أميره".

وحول لقائه مع وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، في واشنطن، أوضح الوزير القطري أن "العنوان الرئيسي هو أن لدينا خططاً لنقل التعاون بين جيشينا إلى مستوى آخر. نحن ذاهبون باتجاه توسيع قاعدة العديد، وبناء مساكن، وزيادة القدرة الاستيعابية".

وعمّا إذا كانت قطر تدفع نظير ذلك، ردّ العطية قائلاً: "بالطبع. نحن نستضيفهم. وفي الوقت نفسه، سنزيد مناوراتنا وتدريباتنا. معظم معداتنا من الولايات المتحدة. ستكون لدينا طائرات (إف 15) في غضون سنتين. نحن نمتلك بالفعل الآن (سي 17) و(سي 130)".


وتمضي الصحافية لتسأل عن الوجود الروسي في الشرق الأوسط، خصوصاً في سورية، وعن السبب وراء شراء قطر معدات عسكرية روسية، وهو ما يجيب عليه الوزير القطري بالقول: "روسيا موجودة في سورية منذ 40 عاماً. أعتقد أن لديهم مصالح في المنطقة. كلما أبقينا على حالة عدم الاستقرار في المنطقة، فإننا سندعو اللاعبين الخارجيين إلى المجيء".

وردّاً على سؤال الصحافية حول الاتّهامات المزعومة ضدّ قطر بدعم المجموعات الإرهابية في سورية، قال العطية: "إنها زائفة، في الماضي والآن. هذا اتهام كاذب ضد قطر. كنا نركز في سورية على محاربة تنظيم داعش".

وحول سير العمليات ضدّ "داعش" الإرهابي، قال الوزير القطري إنها "تسير بشكل جيّد جداً. هي أفضل بكثير لأنه سابقاً عندما تم الضغط عليهم في العراق برزوا في سورية. وعندما تمّ الضغط عليهم في سورية برزوا في العراق. يجدر بنا أن نشيد هنا بالجنرال ماتيس، لأنه قاتل داعش بشكل جيد جداً".

المساهمون