في كتاب صدر حديثاً عن مستقبل الغاز الطبيعي وتداعيات الجغرافيا السياسية "جيوبوليتكس"، تناول الكتاب المستقبل الذهبي الذي ينتظر تجارة الغاز حول العالم.
وتساءل الكتاب، الذي اشترك في إعداده العديد من الخبراء في صناعة الغاز، عن ما إذا كان الغاز الطبيعي قد دخل فعلاً العصر الذهبي، مع تزايد استخداماته في وقود المواصلات، وكداعم للطاقة النظيفة والمتجددة في العالم، وسط التقدم التقني الذي ساهم في ثورة "التفتيت الصخري"، وتحويل أميركا من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي إلى دولة مصدّرة.
وتناول الكتاب العقبات السياسية والاضطرابات والحروب التي تعترض إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، مقارنة مع نقله كغاز مسال عبر الحاويات الضخمة، وهو الأسلوب الذي برعت فيه قطر وبنت عليه تجارتها في صناعة الغاز، مقارنة بالدول المنتجة للغاز في العالم.
وحتى الآن، تقود قطر قاطرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، حيث إنها تعد صاحبة أكبر طاقة إنتاجية.
لكن، حسب الكتاب، فإن هناك مشاريع جديدة للغاز المسال في طور الإنشاء، من بينها مشاريع الغاز المسال في أميركا وأستراليا.
ويرى البروفسور بات كوت، من المجلس الأطلنطي للدراسات في واشنطن، أن هناك مستقبلاً مشرقاً لتجارة الغاز الطبيعي، ولكن هناك بعض التحديات.
ولاحظ البروفسور كوت أن إنتاج الغاز الطبيعي والغاز المسال يواصل الارتفاع، حيث ارتفع بنسبة 5.0% خلال العام الماضي، متوقعاً أن يرتفع بمعدل قياسي خلال العام الجاري والعام المقبل، مع وصول مشاريع الغاز المسال الأميركية إلى مرحلة الإنتاج.
وحسب الدراسات التي نُشرت في الكتاب، فإن إنتاج الغاز المسال في أميركا سيصل إلى قرابة 100 مليار متر مكعب في العام المقبل. ويُذكر أن هيئة إجراءات الطاقة الأميركية وافقت على إنشاء مشاريع تسييل غاز تقدّر طاقتها بحوالي 160 مليار متر مكعب.
وفي جلسة لمناقشة الكتاب عُقدت في واشنطن، قبل أسبوعين، قال البروفسور نيكولي ساتوري، أحد المشاركين في المقالات التي احتواها الكتاب، إن الكتاب سعى إلى رسم صورة شاملة لسوق الغاز الطبيعي، بما في ذلك المعادلات المتغيرة للسياسة والصناعة والاقتصاد المصاحبة لهذا المردّ المهم للطاقة.
وحسب تعليقات نشرة "ناتشرال غاز يوروب" التي تُعنى بدراسات الغاز في أوروبا حول الكتاب، فإن ساتوري تناول في مقالاته الغاز كسلعة سياسية، وحلل كيفية لعب إمدادات الغاز الطبيعي دوراً بارزاً في السياسة الدولية وعلاقات مد خطوط الأنابيب الناقلة للغاز بالتوترات السياسية بين الدول.
اقــرأ أيضاً
كما تناول كذلك أهمية تنويع مصادر إمدادات الغاز الطبيعي لأية دولة مستوردة للغاز الطبيعي. وقال إن هذا التنويع مهم لضمان ألا تقع الدولة فريسة سهلة للدولة المستوردة في حال توتر العلاقات. وضرب ساتوري العديد من الأمثلة على استخدام الغاز كسلاح ابتزازي في السياسة الدولية.
وتناول في هذا الصدد، الدور الذي يلعبه الغاز في العلاقات السياسية بين أوروبا وروسيا، وكيف أن موسكو تستخدم الغاز في الضغط على دول الاتحاد الأوروبي لضمان مصالحها السياسية.
وتستخدم موسكو، منذ مدة، شركة غاز بروم العملاقة للغاز في الضغط على أوكرانيا، عبر تحويل مسار أنابيب الغاز، كما تستخدم الغاز كذلك كسلاح فعال في ضرب وحدة القرار الأوروبي في سياسات الطاقة.
يذكر أن أوروبا تعتمد بنسبة تصل إلى 40% من إمدادات الغاز الطبيعي على روسيا.
وتعمل موسكو بشكل مستمر على ضمان منح الدول الأوروبية أسعاراً وخصومات تتفاوت من دولة لأخرى، وهو ما قاد تدريجياً إلى حدوث خلافات حادة بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن سياسات تنويع الطاقة.
ويلاحظ أن صناعة الغاز تحولت إلى ذهب خلال العقد الأخير، حيث شهدت تطورات هائلة، وأصبح الغاز ينافس النفط على مصدر الطاقة الأول في العالم. فدولة قطر مثلاً، رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، أصبحت لاعباً كبيراً في سوق الطاقة العالمية، بحيث تتصدر دول العالم في صناعة الغاز الطبيعي المسال.
كما أن الولايات المتحدة، التي كانت حتى وقت قريب تستورد أكثر من 70% من احتياجات النفط والغاز، تحولت إلى أكبر منتج في العالم، وأصبحت خلال العام الجاري دولة مصدرة للغاز، ومن المحتمل أن تلعب دوراً حيويّاً في جغرافيا وسياسة الطاقة العالمية خلال العقود المقبلة.
ويُرجع خبراء أوروبيون في صناعة الغاز هذه الأهمية التي اكتسبتها صناعة الغاز، إلى ثلاثة تطورات أساسية حدثت خلال السنوات الأخيرة، وهي:
أولاً: نجاح ثورة الغاز الصخري في أميركا.
ثانياً: خفض استخدام المفاعلات النووية في توليد الطاقة الكهربائية أو وضع خطط لإنهاء استخدامها، كما يحدث حاليّاً في ألمانيا. فالعالم أصابه الذعر من استخدام التوليد النووي للطاقة عقب كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان.
وتوقع خبراء اشتركوا في كتابة المقالات التي احتواها الكتاب، أن تتوسع تجارة الغاز المسال خلال السنوات المقبلة، خصوصاً إذا ارتفعت حدة التوتر في النزاع الروسي الأوروبي في المستقبل.
في هذا الصدد، قالت البروفسورة جين ناكانو، الزميلة بمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية "منذ كارثة فوكوشيما، رفعت اليابان من واردات الغاز المسال بنسبة 40% لتغطية النقص الذي تركه المفاعل في توليد الكهرباء".
ثالثاً: التوترات السياسية في المحيط الجغرافي الأوروبي الروسي الذي أججه النزاع الروسي-الأوكراني، وما تلاه من تداعيات الحظر الغربي على روسيا.
اقــرأ أيضاً
وتساءل الكتاب، الذي اشترك في إعداده العديد من الخبراء في صناعة الغاز، عن ما إذا كان الغاز الطبيعي قد دخل فعلاً العصر الذهبي، مع تزايد استخداماته في وقود المواصلات، وكداعم للطاقة النظيفة والمتجددة في العالم، وسط التقدم التقني الذي ساهم في ثورة "التفتيت الصخري"، وتحويل أميركا من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي إلى دولة مصدّرة.
وتناول الكتاب العقبات السياسية والاضطرابات والحروب التي تعترض إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، مقارنة مع نقله كغاز مسال عبر الحاويات الضخمة، وهو الأسلوب الذي برعت فيه قطر وبنت عليه تجارتها في صناعة الغاز، مقارنة بالدول المنتجة للغاز في العالم.
وحتى الآن، تقود قطر قاطرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، حيث إنها تعد صاحبة أكبر طاقة إنتاجية.
لكن، حسب الكتاب، فإن هناك مشاريع جديدة للغاز المسال في طور الإنشاء، من بينها مشاريع الغاز المسال في أميركا وأستراليا.
ويرى البروفسور بات كوت، من المجلس الأطلنطي للدراسات في واشنطن، أن هناك مستقبلاً مشرقاً لتجارة الغاز الطبيعي، ولكن هناك بعض التحديات.
ولاحظ البروفسور كوت أن إنتاج الغاز الطبيعي والغاز المسال يواصل الارتفاع، حيث ارتفع بنسبة 5.0% خلال العام الماضي، متوقعاً أن يرتفع بمعدل قياسي خلال العام الجاري والعام المقبل، مع وصول مشاريع الغاز المسال الأميركية إلى مرحلة الإنتاج.
وحسب الدراسات التي نُشرت في الكتاب، فإن إنتاج الغاز المسال في أميركا سيصل إلى قرابة 100 مليار متر مكعب في العام المقبل. ويُذكر أن هيئة إجراءات الطاقة الأميركية وافقت على إنشاء مشاريع تسييل غاز تقدّر طاقتها بحوالي 160 مليار متر مكعب.
وفي جلسة لمناقشة الكتاب عُقدت في واشنطن، قبل أسبوعين، قال البروفسور نيكولي ساتوري، أحد المشاركين في المقالات التي احتواها الكتاب، إن الكتاب سعى إلى رسم صورة شاملة لسوق الغاز الطبيعي، بما في ذلك المعادلات المتغيرة للسياسة والصناعة والاقتصاد المصاحبة لهذا المردّ المهم للطاقة.
وحسب تعليقات نشرة "ناتشرال غاز يوروب" التي تُعنى بدراسات الغاز في أوروبا حول الكتاب، فإن ساتوري تناول في مقالاته الغاز كسلعة سياسية، وحلل كيفية لعب إمدادات الغاز الطبيعي دوراً بارزاً في السياسة الدولية وعلاقات مد خطوط الأنابيب الناقلة للغاز بالتوترات السياسية بين الدول.
كما تناول كذلك أهمية تنويع مصادر إمدادات الغاز الطبيعي لأية دولة مستوردة للغاز الطبيعي. وقال إن هذا التنويع مهم لضمان ألا تقع الدولة فريسة سهلة للدولة المستوردة في حال توتر العلاقات. وضرب ساتوري العديد من الأمثلة على استخدام الغاز كسلاح ابتزازي في السياسة الدولية.
وتناول في هذا الصدد، الدور الذي يلعبه الغاز في العلاقات السياسية بين أوروبا وروسيا، وكيف أن موسكو تستخدم الغاز في الضغط على دول الاتحاد الأوروبي لضمان مصالحها السياسية.
وتستخدم موسكو، منذ مدة، شركة غاز بروم العملاقة للغاز في الضغط على أوكرانيا، عبر تحويل مسار أنابيب الغاز، كما تستخدم الغاز كذلك كسلاح فعال في ضرب وحدة القرار الأوروبي في سياسات الطاقة.
يذكر أن أوروبا تعتمد بنسبة تصل إلى 40% من إمدادات الغاز الطبيعي على روسيا.
وتعمل موسكو بشكل مستمر على ضمان منح الدول الأوروبية أسعاراً وخصومات تتفاوت من دولة لأخرى، وهو ما قاد تدريجياً إلى حدوث خلافات حادة بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن سياسات تنويع الطاقة.
ويلاحظ أن صناعة الغاز تحولت إلى ذهب خلال العقد الأخير، حيث شهدت تطورات هائلة، وأصبح الغاز ينافس النفط على مصدر الطاقة الأول في العالم. فدولة قطر مثلاً، رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، أصبحت لاعباً كبيراً في سوق الطاقة العالمية، بحيث تتصدر دول العالم في صناعة الغاز الطبيعي المسال.
كما أن الولايات المتحدة، التي كانت حتى وقت قريب تستورد أكثر من 70% من احتياجات النفط والغاز، تحولت إلى أكبر منتج في العالم، وأصبحت خلال العام الجاري دولة مصدرة للغاز، ومن المحتمل أن تلعب دوراً حيويّاً في جغرافيا وسياسة الطاقة العالمية خلال العقود المقبلة.
ويُرجع خبراء أوروبيون في صناعة الغاز هذه الأهمية التي اكتسبتها صناعة الغاز، إلى ثلاثة تطورات أساسية حدثت خلال السنوات الأخيرة، وهي:
أولاً: نجاح ثورة الغاز الصخري في أميركا.
ثانياً: خفض استخدام المفاعلات النووية في توليد الطاقة الكهربائية أو وضع خطط لإنهاء استخدامها، كما يحدث حاليّاً في ألمانيا. فالعالم أصابه الذعر من استخدام التوليد النووي للطاقة عقب كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان.
وتوقع خبراء اشتركوا في كتابة المقالات التي احتواها الكتاب، أن تتوسع تجارة الغاز المسال خلال السنوات المقبلة، خصوصاً إذا ارتفعت حدة التوتر في النزاع الروسي الأوروبي في المستقبل.
في هذا الصدد، قالت البروفسورة جين ناكانو، الزميلة بمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية "منذ كارثة فوكوشيما، رفعت اليابان من واردات الغاز المسال بنسبة 40% لتغطية النقص الذي تركه المفاعل في توليد الكهرباء".
ثالثاً: التوترات السياسية في المحيط الجغرافي الأوروبي الروسي الذي أججه النزاع الروسي-الأوكراني، وما تلاه من تداعيات الحظر الغربي على روسيا.