العريش بلا كهرباء

20 سبتمبر 2018
الحياة في العريش (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
بشكل مفاجئ، وللمرة الأولى منذ عقود، انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مدينة العريش في محافظة شمال سيناء شرق مصر، على مدى خمسة أيام متواصلة، نتيجة عطل فني لم تُعرف أسبابه، وسط صمت حكومي وعدم تعقيب من المحافظ الجديد اللواء محمد شوشة، الذي وعد المواطنين بانفراجة تطاول مناحي الحياة المعطّلة في سيناء منذ خمس سنوات على التوالي.

وفي التفاصيل، يقول مصدر حكومي مسؤول في مدينة العريش لـ "العربي الجديد": "المدينة تغرق في الظلام بسبب عطل فني لم يُعرف مكانه أو أسبابه، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة العريش، إضافة إلى مدينتي رفح والشيخ زويد". يضيف: "الأنباء تتحدّث عن عطل فني في محطة المساعيد البخارية، أو خلل في خطوط الجهد العالي لنقل الطاقة الكهربائية من المحطة إلى مدن شمال سيناء"، مشيراً إلى أن هذه الحادثة تعدّ الأولى من نوعها منذ عقود، في وقت يخيّم الصمت على الأروقة الحكومية في العريش، خصوصاً المحافظ الجديد.




وفي ظلّ انقطاع التيار الكهربائي عن مدن محافظة شمال سيناء، فُصلت خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل تام، في وقت لجأ المواطنون إلى استخدام خطوط الهاتف الأرضي للاطمئنان على بعضهم بعضاً، والتواصل مع بقيّة محافظات مصر، إلى حين إصلاح الخلل الحاصل في شبكة الكهرباء، وسط حالة من التذمّر في صفوفهم، واعتبار ما جرى استهانة بحياة عشرات آلاف المواطنين، عدا عن مصير آلاف المواطنين المتواجدين في مستشفيات سيناء، خصوصاً العناية الفائقة وحضّانات الأطفال.

وأحدثت هذه الأزمة خيبة أمل لدى المصريّين سكان محافظة شمال سيناء، خصوصاً من المحافظ شوشة الذي وعدهم بانفراجة حقيقية خلال الفترة الحالية، في لقاء جمعه بوجهاء المدينة. لكن بعد أيام، انقطع التيار الكهربائي لفترة زمنية طويلة، ما أدى إلى تراجع تأييد شوشة، خصوصاً من مناصري الحزب الوطني المنحل الذي كان ينتمي إليه، وكان خلال فترة سيطرته على الحكم محافظاً لشمال سيناء.

ويوضح أحد وجهاء مدينة العريش لـ "العربي الجديد": "انتظرنا تغيير المحافظ منذ سنوات. وحين أتى شوشة استبشرنا خيراً بتغير الأوضاع المأساوية. لكن يبدو أننا سنتمنى عودة أيام اللواء عبد الفتاح حرحور"، مضيفاً أن حالة من التذمر سادت أوساط المواطنين، ليس بسبب انقطاع التيار الكهربائي ومدة الانقطاع فحسب، بل نتيجة الصمت المطبق الذي ساد الأروقة الحكومية، وعدم إعلام المواطنين عن حقيقة ما يحصل في أزمة الكهرباء، وهذا ما يعده سكان المدينة استهتاراً بهم".

ويشير إلى أن البعض يروج أنّ ما حصل من أزمة في كهرباء المدينة محاولة مجهولة المصدر للتأثير على عمل المحافظ الجديد، وإثبات عدم سيطرته الفعلية على مفاصل المحافظة، وعدم قدرته على إدارة الأزمة بالشكل المناسب، ومحاولة لتغيير الصورة الأولى عن شوشة الذي سعى مؤخراً إلى كسب تأييد المواطنين بحديثه عن تغيير جذري في الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المدينة، إلا أن الرياح جاءت بعكس ما تشتهيه السفن.

ويتخوّف مواطنون من أن يصبح مصير الكهرباء في العريش سيّئاً على غرار مدينتي الشيخ زويد ورفح، اللتين تعانيان من الظلام معظم الأيام، في ظل إهمال حكومي واضح على مدار السنوات الماضية. وبدأت الأزمة في المدينتين من خلال قطع الكهرباء لساعات ثم أيام، حتى أصبحت تنقطع أسابيع من دون أي تحرك، ما يزيد من قلق المواطنين في العريش.




إضافة إلى أزمة الكهرباء، يعاني المواطنون بسبب نصب الكمائن في الشوارع وتفتيش المنازل وقطع المياه والاتصالات وشبكات الانترنت وغيرها من الخدمات، التي حرم منها سكان مدينتي رفح والشيخ زويد.

عملية عسكرية
تتزامن أزمة انقطاع الكهرباء في مدينة العريش مع استمرار الجيش المصري في عمليّته العسكرية الشاملة التي انطلقت في 9 فبراير/ شباط الماضي، وشملت هجوماً برياً وجوياً وبحرياً على مدن محافظة سيناء كلها، في إطار عملية عسكرية هي الأكبر في تاريخ المحافظة، والتي ما زالت مستمرة في ظل تواصل هجمات تنظيم "ولاية سيناء"، فيما تسببت العملية العسكرية في هدم آلاف المنازل، وقتل وإصابة مئات المدنيين.