يتجه المواطنون في ألمانيا صباح غد الأحد، 24 سبتمبر/أيلول، نحو صناديق الاقتراع لانتخابات تشريعية جديدة. وتأتي الانتخابات التاسعة عشرة في تاريخ برلمان ألمانيا الاتحادية بعد موجة اللجوء التي استقبلت فيها ألمانيا ما يقرب من مليون لاجئ في 2015، ما اعتبره بعضهم تغييراً في ملامح المجتمع الألماني. وتنعكس هذه التغيرات على السياسة الألمانية، حيث تعتبر ملفات الهجرة واللاجئين والإرهاب والاقتصاد الأبرز في تنافس مرشحي الأحزاب الألمانية.
تستدعي حالة الجالية العربية الكبيرة في ألمانيا، ودعوات بعضهم للعزوف عن المشاركة الفعالة في الانتخابات، على عكس الجالية التركية وغيرها في الانتظام في الأحزاب وتشكيل كتلة انتخابية يعتد بها كجزء من المجتمع والمشهد الألمانيين، اهتمام بعض أبنائها الذين استطلعتهم "العربي الجديد". ويؤمن بعض الألمان من أصل عربي بأن تراجع الاهتمام بالتغيير من خلال الانتخابات مرده إلى عدم ثبات الشعارات مع الواقع.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الاتجاه، يقول العراقي- الألماني، هيثم الطعّان، الحاصل على الجنسية منذ 11 سنة، إن "الثقة في دور الفرد الألماني بالتغيير تتراجع مع الوقت، وذلك لأن البرامج الانتخابية، والشعارات التي ترافق الحملات الانتخابية، تتغير في كثير من الأحيان بعد إعلان الفوز، وهو ما ينطبق على الخلافات الكبيرة بين المرشحين قبل الانتخابات، والتي تتحول إلى توافقات مبطنة بعدها".
ويؤمن الطعان بوجود "ألاعيب سياسية وتوافقات مسبقة جاهزة لفترة ما بعد الانتخابات". وما يعكس أيضا غياب إيمان العربي الألماني باللعبة الديمقراطية، كإرث محمول من الوطن الأصلي، يؤكد الطعان رؤيته قائلا: "تلك الألاعيب السياسية تستخدم المواطنين كأحجار شطرنج في لعبة دولية أكبر منهم".
ويتخذ هذا المواطن من أصول عربية من تجارب فرنسا وإسبانيا مثلاً لتعزيز موقفه "ففيهما تتغير الحكومات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لكن سياستها العامة، الخارجية والداخلية، تبقى على ما هي دون حدوث تغييرات جذريّة فيها". وبالرغم من ذلك يعود المهاجر العربي منذ 1995 ليؤكد على أهمية المشاركة الانتخابية باعتبارها "حق سياسي حُرمنا منه في بلداننا ويجب ألا نضيّع فرصة ممارسته مهما كانت الأسباب".
اقــرأ أيضاً
في المقابل، ترى المهاجرة التونسية المقيمة في ألمانيا منذ 15 سنة، سناء رافع، أن "الأحزاب الألمانية لا تتذكر الجاليات العربية إلا قبل الانتخابات، وذلك لحاجتها لأصواتهم"، وهو ما يدفعها للتصرف بما سمته "رد الفعل السلبي" بعدم تقديم صوتها لأحد، مع قناعتها بأن "الانتخاب حق شرعي، لكننا تركنا بلادنا بسبب اعتبارنا أرقاما فقط، ولن أكون هنا رقما مرة أخرى".
وهو ما وافقتها عليه سيدة مغربية (فضلت عدم ذكر اسمها)، مقيمة في ألمانيا منذ 23 سنة، قائلة إن "وضع الناس الاقتصادي يتراجع، بالرغم من ازدياد قوة ألمانيا، وربما يكون السبب هو سياسات ألمانيا في تحقيق سيطرتها على الاتحاد الأوروبي بشكل عام وبعض الدول بشكل خاص، من خلال إقراضها أو تمويل مشاريع فيها، وهو ما يزيد الضغط على الناس ويفاقم من صعوبات الحياة التي ازدادت كثيرا خلال السنوات العشر السابقة، خاصة في مجالات العمل والتأمين الصحي والضرائب". وتؤكد هذه السيدة بأنها لن تدلي بصوتها.
خلفيات متعددة
اختلاف مواقف أبناء الجالية العربية في ألمانيا من المرشحين يوازي اختلاف الألمان أنفسهم في مناح كثيرة، تتعلق بالحياة الاجتماعية والعمل والحريات. لكن يطرح هؤلاء بأن الجالية العربية تمتلك من الخصوصيات الثقافية والمرجعيات الدينية ما يجعل مواقفها تتفاوت بطريقة أخرى نتيجة تأثير هذه الثقافات والمرجعيات على آرائهم التي لم تزل تحمل في جذورها مشكلات المجتمعات العربية وصراعاتها الفكرية والأثنية والعرقية.
ويقول الألماني من أصل سوري، عادل أبو الحسن بأنه يقف ضد منافس المستشارة أنجيلا ميركل، الاجتماعي الديمقراطي مارتن شولتز بسبب أن سياسة ميركل "كانت جيدة تجاه اللاجئين السوريين بشكل عام. لكن الأهم بالنسبة لي أنها سيدة محافظة بطريقة ما، فهي تحترم جميع الأديان، بالإضافة إلى أن مواقفها الرافضة لسنوات طويلة تشريع زواج المثليين تعتبر نقطة مضيئة. أما شولتز فهو وحزبه من فرضوا هذا التشريع على ألمانيا، بعدما اقترحه حزب الخضر، وذلك ما يدفعني لمحاربته ومناصرة ميركل".
وعلى الرغم من الاختلافات، في السياقات المشابهة لاختلاف الألمان، فإن عددا كبيرا من الألمان من أصول مهاجرة يرون في الانتخابات فرصة لممارسة حقهم الديمقراطي الذي يعتبره كثيرون "أمر حرمنا منه في بلادنا الأصلية".
اقــرأ أيضاً
تستدعي حالة الجالية العربية الكبيرة في ألمانيا، ودعوات بعضهم للعزوف عن المشاركة الفعالة في الانتخابات، على عكس الجالية التركية وغيرها في الانتظام في الأحزاب وتشكيل كتلة انتخابية يعتد بها كجزء من المجتمع والمشهد الألمانيين، اهتمام بعض أبنائها الذين استطلعتهم "العربي الجديد". ويؤمن بعض الألمان من أصل عربي بأن تراجع الاهتمام بالتغيير من خلال الانتخابات مرده إلى عدم ثبات الشعارات مع الواقع.
ويؤمن الطعان بوجود "ألاعيب سياسية وتوافقات مسبقة جاهزة لفترة ما بعد الانتخابات". وما يعكس أيضا غياب إيمان العربي الألماني باللعبة الديمقراطية، كإرث محمول من الوطن الأصلي، يؤكد الطعان رؤيته قائلا: "تلك الألاعيب السياسية تستخدم المواطنين كأحجار شطرنج في لعبة دولية أكبر منهم".
ويتخذ هذا المواطن من أصول عربية من تجارب فرنسا وإسبانيا مثلاً لتعزيز موقفه "ففيهما تتغير الحكومات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لكن سياستها العامة، الخارجية والداخلية، تبقى على ما هي دون حدوث تغييرات جذريّة فيها". وبالرغم من ذلك يعود المهاجر العربي منذ 1995 ليؤكد على أهمية المشاركة الانتخابية باعتبارها "حق سياسي حُرمنا منه في بلداننا ويجب ألا نضيّع فرصة ممارسته مهما كانت الأسباب".
وهو ما وافقتها عليه سيدة مغربية (فضلت عدم ذكر اسمها)، مقيمة في ألمانيا منذ 23 سنة، قائلة إن "وضع الناس الاقتصادي يتراجع، بالرغم من ازدياد قوة ألمانيا، وربما يكون السبب هو سياسات ألمانيا في تحقيق سيطرتها على الاتحاد الأوروبي بشكل عام وبعض الدول بشكل خاص، من خلال إقراضها أو تمويل مشاريع فيها، وهو ما يزيد الضغط على الناس ويفاقم من صعوبات الحياة التي ازدادت كثيرا خلال السنوات العشر السابقة، خاصة في مجالات العمل والتأمين الصحي والضرائب". وتؤكد هذه السيدة بأنها لن تدلي بصوتها.
خلفيات متعددة
اختلاف مواقف أبناء الجالية العربية في ألمانيا من المرشحين يوازي اختلاف الألمان أنفسهم في مناح كثيرة، تتعلق بالحياة الاجتماعية والعمل والحريات. لكن يطرح هؤلاء بأن الجالية العربية تمتلك من الخصوصيات الثقافية والمرجعيات الدينية ما يجعل مواقفها تتفاوت بطريقة أخرى نتيجة تأثير هذه الثقافات والمرجعيات على آرائهم التي لم تزل تحمل في جذورها مشكلات المجتمعات العربية وصراعاتها الفكرية والأثنية والعرقية.
ويقول الألماني من أصل سوري، عادل أبو الحسن بأنه يقف ضد منافس المستشارة أنجيلا ميركل، الاجتماعي الديمقراطي مارتن شولتز بسبب أن سياسة ميركل "كانت جيدة تجاه اللاجئين السوريين بشكل عام. لكن الأهم بالنسبة لي أنها سيدة محافظة بطريقة ما، فهي تحترم جميع الأديان، بالإضافة إلى أن مواقفها الرافضة لسنوات طويلة تشريع زواج المثليين تعتبر نقطة مضيئة. أما شولتز فهو وحزبه من فرضوا هذا التشريع على ألمانيا، بعدما اقترحه حزب الخضر، وذلك ما يدفعني لمحاربته ومناصرة ميركل".
وعلى الرغم من الاختلافات، في السياقات المشابهة لاختلاف الألمان، فإن عددا كبيرا من الألمان من أصول مهاجرة يرون في الانتخابات فرصة لممارسة حقهم الديمقراطي الذي يعتبره كثيرون "أمر حرمنا منه في بلادنا الأصلية".