العراق يفشل في تنظيم امتحانات الثانوية العامة

23 يونيو 2018
ألغيت الامتحانات بعد تسريب الأسئلة (Getty)
+ الخط -
فشل العراق، اليوم السبت، في تنظيم الامتحانات العامة الثانوية، بعد أن تسرّبت أسئلة الامتحان الأول، ما دفع باتجاه إلغائه، وتحديد موعد جديد له، في وقت انعكس ذلك على الطلاب ومستوى أدائهم.

وأصدر وزير التربية، محمد إقبال، السبت، قراراً نصّ على "إلغاء نتائج الامتحانات العامة للدراسة الثانوية، بفروعها العلمي (الإحيائي والتطبيقي)، والأدبي، والدراسات الإسلامية، ويشمل القرار جميع مدارس البلاد، حتى المناطق المشمولة بالدراسة الكردية والتركمانية للعام الحالي 2017 – 2018". ودعا إلى "اعتماد الدقة في تبليغ الطلاب بجدول الامتحانات الجديد".

وكان طلاب الصف السادس للمرحلة الثانوية قد بدأوا أول من أمس الخميس، خوض الامتحانات النهائية، وأدوا امتحان مادة التربية الإسلامية، ليكشف فيما بعد تسريب أسئلة المادة بشكل واسع قبل أداء الامتحان.

من جهته، قال مسؤول في وزارة التربية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تسريب الأسئلة لم يكن بمراكز امتحان محدودة، بل على مستوى واسع جداً، وقد كشف كل ذلك بالأدلة، وهناك مسؤولون كبار في الوزارة متورطون بتسريب الأسئلة وبيعها"، مبيناً أنّ "الوزارة بدأت فتح تحقيق في ذلك، محاولة الوصول إلى الجهات المسؤولة".

كذلك استبعد المسؤول نفسه "وصول التحقيقات داخل الوزارة إلى نتائج أو خيوط الجهات التي سربت الأسئلة"، مطالباً لجنة النزاهة بـ"التدخل وتشكيل لجان خاصة تحقق بالموضوع".


وأكد أنّ "المافيات داخل الوزارة التي سربت الأسئلة وباعتها، ستمنع أي تحقيق في الموضوع، لذا فإنّ الحكومة مسؤولة ويجب أن تتدخل بشكل مباشر، وأن توفر الحماية الكافية للجنة النزاهة للتحقيق في الموضوع حتى انتهاء عملها".

من جهته، دعا المكتب السياسي لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وزير التربية ووكلاء الوزارة المسؤولين عن تسريب الأسئلة إلى "الاستقالة".

وقال مسؤول المكتب، ضياء الأسدي، في بيان صحافي، إنّ "رئيس الحكومة حيدر العبادي مطالب بإحالة الوزير ووكلائه إلى التحقيق والنزاهة"، داعياً أولياء أمور الطلاب إلى "مقاضاة الوزارة وملاحقتها لما تسببت به من تحطيم لنفسية الطلاب واستعدادهم لأداء الامتحانات". وتساءل "كيف يحفظ أبناءنا من يفشل في حفظ الأسئلة؟".

وأبدى أولياء أمور الطلاب امتعاضهم، من فشل الوزارة في توفير الحماية للأسئلة وتوفير أجواء مناسبة للامتحانات، مؤكدين أنّ حال الامتحانات لا يختلف عن حال الانتخابات.


وقال أبو عبد الله، وهو والد أحد الطلاب الذين أدوا امتحان التربية الإسلامية، لـ"العربي الجديد"، إنّ ابنه "محبط جداً من إلغاء الامتحان، خاصة أنه بذل جهداً كبيراً في المراجعة، وأدى الامتحان بشكل مميز"، مبيناً أنّ "فشل الوزارة بأداء واجبها سيدفع الطلاب ثمنه، من نفسيتهم وراحتهم ومن درجاتهم".

واستغرب: "تزامن الفشل في الامتحانات مع الفشل في الانتخابات"، مؤكداً أنّ "ذلك يعكس الفشل في عموم مؤسسات الدولة العراقية، التي لم تبن على أسس مهنية، بل على أسس حزبية مقيتة"، وفق تعبيره.

المساهمون