العراق يفتح باب التطوع لتعويض النقص في الجيش

09 ابريل 2017
الدعوة جاءت لتعويض النقص الكبير في الجيش (مارتن إيم/Getty)
+ الخط -
أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الأحد، عن دعوتها خريجي المدارس والمعاهد والجامعات العراقية إلى التطوع في صفوف القوات المسلحة، بدءاً من عمر 18 عاماً وحتى 30 عاماً، شرط أن يكون المتطوع حاصلاً على الأقل على شهادة الدراسة الابتدائية.

وفتحت الوزارة قنوات للتواصل مع المتطوعين عبر نوافذ إلكترونية خاصة لتلقي طلبات التطوع، عبر لجان متخصصة لفرز الطلبات ودراستها، بحسب المصادر.

وكشف مصدر من وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، أن "دعوة الوزارة جاءت لتعويض النقص الكبير في صفوف القوات المسلحة العراقية، بسبب المعارك المستمرة مع تنظيم "داعش" في قاطع الموصل بشكل خاص، وباقي قواطع العمليات عموماً"، مبينا أن "فرصة التطوع تشمل كافة الخريجين، بدءاً من الدراسة الابتدائية وحتى الجامعية، ضمن شروط خاصة وضعت من قبل اللجان المتخصصة بفحص المتقدمين للتطوع".

مراقبون قرأوا دعوة الوزارة للتطوع في هذا الوقت على أنها إشارة واضحة إلى حجم الخسائر التي تعرضت لها القوات العراقية خلال معارك الموصل، ما شكل نقصاً واضحاً في أفراد الجيش العراقي.

 

وشدد الخبير العسكري، مازن الدليمي، على أنه "لا شك أن القوات العراقية خسرت أعداداً كبيرة من الأفراد، سواء خلال معارك الموصل التي ما زالت مستمرة، أو المعارك التي سبقتها في ديالى وصلاح الدين والأنبار منذ مطلع عام 2014".

وأضاف الدليمي، لـ"العربي الجديد": "لم تعلن الحكومة العراقية أي إحصاءات رسمية حول خسائر قواتها حتى الآن، ولكن من المؤكد أنها خسائر فادحة حسب معلوماتنا الخاصة ومصادرنا. فالمعارك ضارية وشرسة قتل خلالها مئات الجنود، ما اضطر المعنيين في الحكومة إلى فتح باب التطوع لتعويض هذا النقص في أعداد المقاتلين الجنود".

وتعرضت القوات العراقية لخسائر كبيرة منذ بدء المعارك مع تنظيم "داعش" مطلع عام 2014، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، فقدت خلالها كبار الضباط ومئات من الجنود، وسببت تأجيل عمليات عسكرية مختلفة بسبب قلة المقاتلين.

وخسر الجيش العراقي أعداداً كبيرة من الضباط والجنود خلال معارك سابقة في ديالى وتكريت وبيجي والفلوجة والرمادي ومناطق أخرى، دفعت المعنيين في الحكومة إلى فتح باب التطوع لتعويض النقص في المقاتلين مرة بعد أخرى، بحسب المختصين.

وذكر خبراء آخرون أن فتح باب التطوع يأتي لإدامة زخم المعارك في قواطع عمليات الموصل، والتي تعتبر "من أشد وأشرس المعارك".

الخبير الاستراتيجي، صادق الدوري، بيّن أن "إدامة زخم المعارك في حرب المدن وحرب الشوارع يحتاج إلى أعداد كبيرة من الجنود، وأمام النقص الكبير في أعداد المقاتلين بسبب الخسائر المتزايدة لا بد من فتح باب التطوع لتعويض الخسائر".

وذكر الدوري أن "العامل المادي يعد أبرز المغريات أمام الشباب العراقي للتطوع في صفوف الجيش، خاصة في ظل حرب طاحنة تتسبب في خسائر بشرية لقوات الجيش بشكل مستمر".