وعبر عراقيون عن ارتياحهم لافتتاح الطريق الدولي بين العراق والأردن، مؤكدين أن هذه الخطوة ستخفض تكاليف السفر بشكل كبير، وقال سليم أحمد الذي يعمل بمجال التدريس أنه قرر قضاء عطلته الصيفية في الأردن، وحدد موعد سفره الأسبوع المقبل سالكا الطريق البري بين بغداد وعمان، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن تكاليف السفر البري لا تتجاوز 57 ألف دينار عراقي (ما يعادل 60 دولارا) في حين تتراوح تكاليف السفر جوا بين 250 و300 دولار.
ومن شأن هذه الخطوة أن تساهم أيضا في زيادة عمليات التبادل التجاري بيم البلدين والتي تأثرت سلبا بتردي الأوضاع الأمنية الناجمة عن الحرب على تنظيم داعش، خصوصًا مع إعادة فتح معبر أخر هو معبر طريبيل.
وفي منتصف عام 2017، تمت إعادة فتح معبر طريبيل الحدودي بين العراق والأردن، وأعادت الخطوة الأمل إلى القطاع الخاص الأردني باستئناف نشاطه والدخول إلى السوق العراقية التي كانت تستهلك 80% من الإنتاج الأردني، خلال السنوات التي سبقت سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة الأنبار المحاذية.
وأكد مصدر أمني في محافظة الأنبار أن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي وصل إلى المحافظة صباح الأربعاء افتتح الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان والذي كان مغلقا في المنطقة الممتدة بين بغداد ومدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، مشيرا في حديث لـ "العربي الجديد" إلى نشر عدد من نقاط التفتيش على الطريق.
ولفت إلى تسيير دوريات أمنية على مدار الساعة لحماية الطريق من أية اختراقات أو هجمات قد يشنها تنظيم "داعش" الذي يتواجد بعض عناصره في صحراء الأنبار.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن أن القوات العراقية افتتحت نقطة أمنية جديدة مزودة بأجهزة تفتيش حديثة على الطريق الرابط بين العراق والأردن، موضحا في تصريح صحفي أن الطريق افتتح خلال زيارة وزير الداخلية اليوم الأربعاء لمحافظة الأنبار.
وفي السياق، قال المقدم في فوج طوارئ الأنبار مجيد العسافي إن الفوج كُلف بمهمة حماية الطريق الدولي بين بغداد وعمان بالتنسيق مع قوات الجيش والشرطة والأمن الوطني، موضحا في حديث لـ"العربي الجديد" أن الطريق أصبح مؤمنا بشكل كامل أثناء النهار.
وأضاف العسافي أن "الحركة بالنسبة للسيارات المدنية تتوقف خلال الليل خشية التعرض لهجمات إرهابية"، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون مؤقتا لحين تأمين المناطق الصحراوية المحاذية للطريق، والتي ما يزال بعضها يأوي فلول تنظيم "داعش".
وتابع "قبل افتتاح الطريق الدولي بشكل كامل كان المسافرون بين العراق والأردن يضطرون إلى سلك طريق معقد ومزدحم يمر عبر مدن الفلوجة والحبانية والخالدية والرمادي"، موضحا أن هذا التعقيد زال بافتتاح الطريق بشكل مباشر إلى الأردن.
ووفق إحصائيات رسمية، بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى العراق خلال النصف الأول من العام الماضي 161.2 مليون دينار (227.5 مليون دولار) مقارنة مع 161.1 مليون دينار (161.1 مليون دولار) في الفترة المناظرة من 2016.
وبلغ حجم واردات الأردن من العراق حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي 2017، 595.5 ألف دينار (840.5 ألف دولار) مقارنة مع 1.7 مليون دينار (2.3 مليون دولار) خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتفرض السلطات العراقية رسوماً جمركية تتراوح بين 5 و80% على كل السلع التي تدخل إلى أراضيها، بغض النظر عن الدول المصدرة. فيما تفرض على البضائع الأردنية رسوماً جمركية بنحو 30%، على رغم وجود اتفاقي "تسيير التجارة" بين البلدين والتجارة الحرة العربية الكبرى، إذ أعفت تلك الاتفاقات المنتجات الأردنية من أي رسوم عند دخولها إلى السوق العراقية.