وتأتي الخطوة ضمن اتفاقيات بين البلدين أبرمت سابقاً حيال ملف الحدود المشتركة بين بغداد وعمّان.
وتستعد القوات العراقية مدعومة بالآلاف من مقاتلي العشائر، فضلاً عن الطيران الأميركي، لمهاجمة مدينة الرطبة، رابع أكبر مدن الأنبار والواقعة أقصى الغرب، بهدف استعادتها من قبضة "داعش" الذي فرض سيطرته عليها منذ نحو عامين، بعد انكسار قوات الجيش والشرطة.
وأدى سقوط المدينة الحيوية إلى قطع آخر حبال الوصل بين العراق ومحيطه العربي، بعد سيطرة "داعش" على معظم حدوده مع سورية، إذ أصبحت منافذها بيد التنظيم، مع استمرار إغلاق المعبر السعودي مع العراق.
وأثر ذلك بشكل واضح على الوضع الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، وتسبب بخسائر في قطاع الطاقة بالأردن، إذ كان العراق يزود عمان يومياً بشحنات من النفط الخام بسعر أقل من السوق العالمية.
وقال مسؤول عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات العراقية تعكف حالياً على وضع الخطط اللازمة للهجوم على الرطبة من محورين بغطاء جوي محلي وغربي".
وأضاف المسؤول العسكري، وهو عقيد ركن بالفرقة السابعة في الجيش العراقي، إن "العملية قد تستغرق شهراً أو أقل، لكن المدينة مصيرها العودة للتراب العراقي" وفقاً لقوله.
ويحرص القادة العراقيون على التكتم حول مواعيد بدء العمليات العسكرية لاستعادة المدن التي يسيطر عليها "داعش"، خوفاً من تسريب معلومات الخطط للتنظيم الذي يبرع في عملية اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية، عبر مخبرين يقوم بدفع أموال لهم، أو تهديدهم بالموت في حال لم يتعاونوا معه.
إلا أن مسؤول عراقي رفيع في الحكومة أكد في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن الرطبة ستكون "الوجهة المقبلة لقواتنا".
وأضاف المصدر ذاته، أن الاستعدادات جارية، و"سنبلغ أشقاءنا الأردنيين بموعد العملية، وهذا من حقهم، كونها منطقة قريبة من حدودهم، ولا نريد أن يتسلل أحد من الإرهابيين إلى أراضيهم. كما أن العراق يحرص على حسن الجوار وعلى أمن وسلامة الأردن" وفقاً لقوله.
وشدد المسؤول العراقي، على أن مليشيات "الحشد" لن تصل إلى تلك المنطقة بالذات لاعتبارات كثيرة.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم حكومة محافظة الأنبار المحلية راجع بركات العيساوي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أنه "من المفروض أن تنطلق عملية تحرير الرطبة خلال مدة قصيرة من الآن".
وأوضح العيساوي، أن "كافة الاستعدادات جاهزة، والجيش العراقي ممثل بالفرقة 16 والعشائر وأفواج الطوارئ وقوات التدخل السريع، فضلاً عن الشرطة المحلية، بدعم التحالف الدولي هي القوات التي سوف تشارك في الهجوم".
مبيناً أنهم ينتظرون فقط الضوء الأخضر من قيادة العمليات العسكرية المشتركة في العاصمة بغداد لبدء الهجوم، معتبراً أن "العملية ستكون سريعة".