أعلنت السلطات القضائية في العراق، اليوم الأربعاء، إتمام عملية تسليم 188 طفلا خلّفهم عناصر تنظيم داعش الذين يحملون الجنسية التركية وراءهم بعد أسابيع من اتفاق بين بغداد وأنقرة على حسم عدة ملفات أمنية، بينها ملف أسر مقاتلي التنظيم الأتراك الموجودين داخل مخيمات شمال العراق.
وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى في العراق، عبد الستار البيرقدار، في بيان صحافي، إن "محكمة التحقيق المركزية المسؤولة عن ملف الإرهاب والمتهمين الأجانب سلّمت الجانب التركي 188 طفلا خلفهم داعش الإرهابي في العراق، وبينهم بالغون بنسبة قليلة أدينوا بتهم تجاوز الحدود ونفاد فترة الإقامة وانتهت فترة محكوميتهم، وتمت عملية التسليم بإشراف القضاء الذي رافقهم حتى ركوب الطائرة التي تقلهم إلى بلادهم، بحضور ممثل عن وزارة الخارجية العراقية وممثل عن سفارة تركيا في بغداد".
وأوردت صحيفة "خبر تورك" التركية أن "الطائرة التي تقل الأطفال تصل إلى إسطنبول مساء اليوم، الأربعاء، وأن عملية التسليم والاستلام جرت بحضور موظفين أممين بينهم ممثلون لمنظمة الطفولة والأمومة يونيسف".
وقال مسؤول عراقي في محافظة نينوى لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الأطفال والنساء من أسر مقاتلي التنظيم يبلغ مجموعهم في العراق أكثر من 6 آلاف طفل وامرأة، وجميعهم محتجزون في معسكرات تشرف عليها الحكومة قرب الموصل، والغالبية منهم عرب، والسوريون أكثرهم، ويليهم جنسيات المغرب العربي ودول عربية أخرى، وهناك أشخاص يحملون الجنسية التركية والشيشانية وأوروبيون وآسيويون".
وأكد الناشط الحقوقي في الموصل، أحمد الحمداني، أن "أسر داعش من غير العراقيين يتمنون العودة إلى أوطانهم، حتى لو تمت محاكمتهم مرة أخرى، فالوضع داخل المخيمات غير إنساني، وهم يتعرضون لانتهاكات شبه يومية، فضلا عن قلة الطعام وغياب الرعاية الصحية".
وأضاف الحمداني أن "المنظمات العراقية غير مسموح لها بالاقتراب من المخيمات التي يوجدون فيها، أو تقديم مساعدات لهم، والموضوع محصور بقوات الأمن وجهات تابعة للأمم المتحدة تزورهم بين حين وآخر"، مؤكدا أن "نقل الأطفال اليوم يعتبر حدثا مهما، فهم سيقللون الزخم بالمخيمات المكتظة، وفي الوقت نفسه يمكن انتشالهم من وضعهم غير الإنساني في المخيمات".
وتعتبر هذه الدفعة من الأطفال هي الأكبر منذ اتفاق تسليم الأطفال والنساء غير المتورطات بالإرهاب بين العراق وتركيا.
ووفقا لتقارير عراقية سابقة، فإن المئات من مقاتلي "داعش" الأجانب استقدموا أسرهم معهم إلى العراق وسورية بناء على توجيهات من زعيم التنظيم ضمن ما اصطلح على تسميته مشروع الخلافة.