ونقل موقع "روسيا اليوم" الروسي عن المصدر قوله إنّ "الطيران العراقي صار بإمكانه دخول الأراضي السورية وقصف مواقع "داعش"، من دون انتظار موافقة الحكومة السورية، التي أعطت الضوء الأخضر لها، لكن يتعين فقط إبلاغ الجانب السوري بذلك".
يأتي الحديث عن هذا التفويض بعد يوم واحد من إرسال رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، رسالة بيد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض إلى الأسد، والذي عقد اجتماعا معه، وبحثا خلاله الملف الأمني.
من جهته، أكد مسؤول أمني عراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "رسالة عبد المهدي إلى الأسد تضمنت عدّة محاور، كان من أهمها ملف الحدود، والتنسيق العسكري بين الجانبين لضبطه، فضلا عن طلب رسمي بدخول الطيران العراقي إلى الأراضي السورية وضرب مواقع "داعش"".
وأضاف أنّ "الأسد أبدى تعاونا كبيرا مع الجانب العراقي، وأكد للفياض أنّ الملف الأمني في البلدين هو ملف مشترك، ولا يمكن أن يدار في بلد بمعزل عن الآخر"، مبينا أنّ "الجانبين أكدا ضرورة وضع خطط أمنية استراتيجية مشتركة للمرحلة المقبلة، تلافيا لأي طارئ قد يحدث بعد الانسحاب الأميركي".
وأشار إلى أنّ "المرحلة المقبلة ستشهد زيارات متبادلة لقادة أمنيين من البلدين، للتنسيق والتعاون بشأن وضع خطط المرحلة المقبلة".
وكان الطيران العراقي قد نفذ، خلال الفترات السابقة، عدّة ضربات لمواقع "داعش" داخل الأراضي السورية.
ويأتي هذا الحراك على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من الأراضي السورية، والذي أثار قلق الحكومة العراقية من تداعيات ذلك على العراق، وإمكانية تسلل عناصر "داعش" إلى داخل أراضيه.
وتخوض القوات الأمنية العراقية حراكا واسعا على مستوى الداخل والجبهات، لقطع الطريق أمام محاولات تنظيم "داعش" الإرهابي تنفيذ أعمال عنف جديدة، بينما ركزت خطتها العسكرية الأخيرة على ضبط الحدود مع سورية ومنع تسلل عناصر التنظيم.