أعلنت مصادر طبية من مدينة الفلوجة، اليوم الإثنين، عن وفاة اثنين من المدنيين نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء، بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات الحكومية على المدينة، منذ أكثر من شهر.
وقال مصدر طبي من مستشفى الفلوجة التعليمي إن "مدنيين اثنين توفيا نتيجة شح الغذاء، أحدهما توفي لعدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجه يبلغ من العمر 42 عاماً".
وبيّن المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "شح الغذاء يترافق مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة، كأمراض الضغط والسكر وأمراض القلب والشرايين، خاصة لدى كبار السن، ما يجعلنا عاجزين عن معالجتهم".
اقرأ أيضاً: المجاعة تهدد أهالي الفلوجة
وبدأ الجوع يرسم ملامحه على أهالي الفلوجة الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة، بتناول ما بقي لديهم من بعض الأغذية كنبات "الماش" و"التمر"، فيما يتوجه آخرون لاصطياد الطيور لتوفير الغذاء لأسرهم.
وقال ياسر المحمدي (39 عاماً) توفي يوم أمس مواطن، يبلغ من العمر نحو 42 عاماً، مصاب بمرض السكري، لعدم توفر حقن الأنسولين، حيث أصيب بجلطة دماغية أسفرت عن وفاته في الحال، فيما توفي مواطن آخر مسن نتيجة النقص الحاد في الغذاء.
وكشف المحمدي لـ"العربي الجديد" أن "أهالي المدينة نفد مخزونهم من المواد الغذائية، فيما لا تتوفر أية أدوية في المستشفى لعلاج الأمراض المزمنة، ويتجه الأهالي لتناول التمر ونبات "الماش" الشحيح أصلاً".
وفي ظل موجة البرد الشديدة التي تضرب البلاد، يلجأ الأهالي إلى قطع الأشجار من الشوارع والحدائق والبساتين لتدفئة منازلهم، لشح الوقود والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي منذ نحو عام.
ولفت الناشط صالح الحلبوسي إلى أن "أكثر من 7000 طفل رضيع في المدينة يفتقرون لحليب الأطفال والرعاية الصحية لعدم توفر الغذاء والدواء، فيما يكافح الأهالي لإبقاء صغارهم على قيد الحياة، بإشعال الحطب وإطعامهم بعض النباتات البسيطة إن توفرت".
اقرأ أيضاً: قلق دولي من استهداف الأطفال والمدنيين في العراق
وأصيب العشرات من الأهالي بالهزال الناجم عن نقص التغذية، فيما تستمر مناشدات وجهاء المدينة للجامعة العربية والأمم المتحدة، للتدخل وفك الحصار الحكومي عن الفلوجة، لإنقاذ ما يقرب من 100 ألف نسمة من الهلاك.
كما أوضح فاضل الدليمي من وجهاء الفلوجة أن "مناشداتنا تذهب هواء في شبك كما يقال، فالحكومة العراقية تحاصرنا وتمنع عنا الغذاء والدواء والوقود، وأطفالنا ومرضانا يموتون جوعاً ومرضاً، ولا أحد يلبي نداءنا ومناشداتنا المستمرة".
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد الجميلي، من أهالي الفلوجة أن "شحا غير مسبوق في الغذاء والدواء ومشتقات الوقود في الفلوجة جعلنا نقف عاجزين عن معالجة كبار السن والأطفال الذين بدأ الجوع يأكل أجسادهم، خاصةً الأطفال الرضع".
وكشفت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن الحصيلة الكلية للقتلى والجرحى المدنيين منذ بدء العمليات العسكرية مطلع 2014، بلغ 9067 قتيلاً وجريحاً، أغلبهم نساء وأطفال، بسبب القصف الذي يستهدف المدينة جواً وبراً.
اقرأ أيضاً: ناشطون عراقيون يطلقون حملة "الفلوجة المحاصرة"