العراق: وساطات متعثرة بين الكرد عشية جلسة حاسمة لانتخاب الرئيس

30 سبتمبر 2018
منصب الرئيس يكون من نصيب الكرد (صباح ارار/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر عراقية مطلعة اليوم الأحد، إن وساطات وجهود بذلتها قوى عراقية مختلفة لحل الخلاف بين القوى الكردية وإقناعهم بتقديم مرشح واحد يوم غد في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية باءت بالفشل، بسبب إصرار كلا الحزبين الرئيسين على مرشحيهما ورفض أحزاب المعارضة سحب مرشحيها أيضا.

ومن أصل 31 مرشحا لشغل منصب رئيس الجمهورية، وافق البرلمان العراقي على سبعة فقط يتنافسون في جلسة مقررة الساعة 12 ظهرا بتوقيت بغداد، وسط انقسام حاد وغير مسبوق داخل البيت السياسي الكردي حيال المنصب الذي تم التوافق على أن يكون من حصة الكرد.

وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا توجد حتى الآن أي بوادر للاتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسين (الحزب الديموقراطي، والاتحاد الوطني) لتقديم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية"، مؤكدا أنّ "الاتصالات ومحاولات تقريب النظر بين الجانبين مستمرة، ولم تثمر عن أي نتيجة لغاية عصر اليوم الأحد، ولم يقدّم أي من الحزبين تنازلات للحزب المقابل".

وأكد أن "هناك مساعي لعقد اجتماع مشترك بين الحزبين في محاولة للتوافق، قد يعقد ليلة اليوم أو صباح الغد قبل بدء جلسة البرلمان"، مقللا من "إمكان الاتفاق وحسم الموقف، في ظل المعطيات الواضحة، والتصريحات المتشنجة للحزبين المتنافسين".

من جهته، قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان البارزاني في مؤتمر صحافي اليوم، إنّ "منصب رئيس الجمهورية مرتبط بالكرد، وقد اقترحنا على الاتحاد الوطني الكردستاني، وبقية الكتل في البرلمان العراقي أن تجتمع في ما بينها، وأن تنتخب شخصا واحدا يكون مرشحا للكرد"، مبينا أنّ "هذا هو الصواب، أن ينتخب الكرد مرشحهم، لكي يكون المرشح هو الممثل الفعلي لكردستان".

وتابع: "طرحنا كل ذلك على الاتحاد الوطني، والسنة انتخبوا مرشحهم والشيعة كذلك للخروج بمرشح واحد، وهذه هي الخطوة الصحيحة"، معربا عن أمله في أن "يتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن".

وأضاف: "لا مصلحة لنا في التوجه بمرشحين من حزبين، ويجب حسم المسألة بين الكتل الكردستانية، ونطرحه على الكتل الأخرى".

في المقابل، قال القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" بافل طالباني، لعدد من الصحافيين، إنّ "الاتحاد الوطني متمسك بمرشحنا، برهم صالح، لرئاسة الجمهورية"، ثم أضاف: "قرارنا هو أن يتم اللجوء إلى البرلمان العراقي وعرض المرشحين للتصويت".

وتتمسك الكتل الكردية الأخرى بمرشحيها للمنصب، وترفض الانسحاب من سباق الرئاسة. وقال "أمير الجماعة الإسلامية الكردستانية" علي بابير، للصحافيين: "متمسكون بمرشحنا لمنصب رئاسة الجمهورية، وليصوت له البرلمان العراقي بالقبول أو الرفض".

وأضاف أنّ "من يجده البرلمان العراقي ملائما فأهلا وسهلا، وليكن رئيسا للعراق".

ويجري كل من وفدي الحزبين الكرديين لقاءات في بغداد مع الكتل السياسية الكبيرة في محاولة للحصول على دعمها للتصويت لمرشحيهما للمنصب.



ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي غدا الإثنين جلسة لاختيار رئيس الجمهورية، وهو آخر موعد لحسم المنصب، وفق مقتضيات الدستور.