العراق: ناشطون يطلقون حملة على "فيسبوك" تهاجم صائدي الفضائح

06 ابريل 2016
(Getty)
+ الخط -
أطلق إعلاميون وناشطون عراقيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها فيسبوك حملت وسم "لا تكن قوّاداً"، احتجاجاً على شباب يصورون شابات وشبانا من دون علمهم، وينشرون صورهم على "فيسبوك" ما أسفر عن مشاكل اجتماعية عديدة.

وقال الإعلامي علي وجيه إنّ بعض الشباب أصبحوا يمارسون ما وصفها "بالقِوادة الإلكترونية"، "من أجل الحصول على مزيد من الإعجاب والمشاركات لمنشوراتهم على فيسبوك عبر تصوير فتيات بأوضاع مخلة وخاطئة في أماكن عامة ثم يقومون بنشر تلك الصور على فيسبوك".

وأضاف وجيه أنّ "هؤلاء الشباب يظنون أنفسهم مصلحين اجتماعيين، لكنهم يرتكبون خطأ فادحاً أشد خطراً على المجتمع عبر نشر صور لشباب وفتيات بوضعيات مخلة وحتى غير مخلة ما يعرضهم للخطر جميعاً".

وأوضح أن "المجتمع العراقي بطبعه ذكوري عشائري وفي كل بيت توجد قطعة سلاح، وكل شخص قد يكون مستعداً للقتل في مثل هذه الحالات وبسبب قلة الوعي أو التعمد في نشر تلك الصور سبتسبب هؤلاء الشباب بمشاكل اجتماعية خطيرة"، مشيراً إلى أنّ "مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحاً ذا حدين، ويمكنها إشعال حرب أهلية أو طائفية بمجرد نشر مقطع تسجيلي، وكثير من المقاطع أثرت على البلاد، ومن الممكن أن تتسبب تلك الصور والمقاطع بمقتل فتاة أو شاب بسبب شاب يرغب برفع نسبة الإعجاب بمنشوراته على فيسبوك".

ودعا وجيه إلى عدم التفاعل مع تلك المنشورات التي تتضمن صوراً أو مقاطع تسجيلية لفتيات وشباب في أوضاع خاطئة لأنها تتعلق بحياة الناس وأرواحهم، وقد ينشر أحدهم صورة لفتاة جالسة على مصطبة إلى جانب شاب صورها دون علمها ما قد يتسبب بمقتلها، لافتاً إلى أن "هناك صوراً وتسجيلات لحفلات عائلية خاصة تخرج عن طريق التصوير في المناسبات والأعراس، بعد سرقة هاتف أو فقدانه ليقوم أحد ضعاف النفوس بنشره على فيسبوك".

وبين وجيه "لو قمنا بزيارة لدوائر الطب العدلي لتفاجأنا بعدد كبير من جرائم غسل العار، بسبب صورة أو مقطع تسجيلي على فيسبوك لفتاة دون علمها قد تكون غير مرتكبة لفعل مخل أصلاً".

واعتبر ناشطون أنّ نشر خصوصيات الناس أو محاولة معالجة ظاهرة خاطئة بنشر مرتكبيها على فيسبوك سيتسبب بكارثة اجتماعية في العراق.

وقال الناشط حسن عادل إنّ "هناك شباباً يصورون شاباً وشابة مخطوبين، وهما جالسان معاً في متنزه وينشرونها على أنها تصرفات مخلة بالآداب، ما أثار كثيراً من المشاكل الخطرة في المجتمع وبعضها أسفر عن حالات قتل تحت ما يعرف بغسل العار".

وكشف عادل لـ"العربي الجديد" أن "حملة "لا تكن قوّاداً" تهدف إلى محاربة التشهير بالناس عبر مواقع التواصل من قبل ضعاف النفوس الذين يصورون شبانا وفتيات معاً، وينشرونها على فيسبوك، ثم تتهي القضية بمأساة قتلهما أو قتل الفتاة كما حصل في العديد من الحالات".



من جانبهم، دعا خبراء اجتماعيون إلى محاربة التشهير على مواقع التواصل، وحذروا من استمرار بعض الشباب بنشر صور شباب وفتيات في أماكن عامة لأنه قد ينتهي بجريمة قتل، في الوقت الذي يرغب فيه هؤلاء الشباب بالحصول على أكبر قدر ممكن من الإعجاب والمشاركات بمنشوراتهم.

كما يقول الباحث الاجتماعي باسم الشيخلي إن "هذه الحملة تهدف لتوعية الشباب وتعريفهم بفداحة الجريمة التي يرتكبونها على مواقع التواصل، عبر نشر صور فتيات بأوضاع قد تكون خاطئة في أماكن عامة دون علمهن".

وأوضح الشيخلي لـ"العربي الجديد" أنّ "هناك عدة طرق لمحاربة الخطأ، ولكن ليس عبر التشهير والتسبب بجرائم قتل في مجتمع يغلب عليه الطابع العشائري المحافظ".

واعتبر الشيخلي أن "من ينشرون صور الفتيات بعد تصويرهن في الأماكن العامة دون علمهن هم أشد خطراً من "القوّادين" الذين يتاجرون بأجساد المومسات وعلى الفتيات والشباب الحذر الشديد من الهواتف الحديثة أو تصوير الحفلات العائلية الخاصة؛ كونها قد تقع بيد نفوس ضعيفة وتنتهي بمأساة".


المساهمون