وقال مصدر قريب من التيّار الصدري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات "سرايا السلام" تتجمّع منذ ساعات الصباح الأولى من أغلب مناطق العاصمة، ومن عدد من المحافظات في مدينة الصدر"، مبيّناً أنّ "قادة السرايا سيعقدون اجتماعاً هامّاً صباح اليوم، بشأن أحداث أمس التي رافقت اقتحام أتباع الصدر للمنطقة الخضراء، وما رافقها من اشتباكات مع القوات الأمنيّة".
وأضاف المصدر أنّ "نتائج الاجتماع ستعرض على زعيم "التيّار الصدري"، مقتدى الصدر، ليتخذ القرار الذي يراه بشأن ذلك"، موضحاً أنّ "تجمّع سرايا السلام في بغداد جاء كاستعداد لأي قرار يتخذه الصدر، والذي قد يكون اقتحام الخضراء وما إلى ذلك"، مشيراً إلى أنّ "الساعات المقبلة ستكون حبلى بالأحداث والقرارات غير المتوقعة".
من جهته، حذّر قائد "مليشيا بدر"، القيادي في "الحشد الشعبي"، هادي العامري، من "معركة شيعية شيعية"، داعياً، في رسالة وجهها إلى "مليشيات بدر"، إلى "أخذ الحيطة والحذر، وعدم الانجرار إلى أي صدام آخر"، مضيفاً أنّ "البعض يحاول سحبنا إلى معركة جانبيّة شيعيّة شيعيّة، وهو محرّم علينا".
وشدّد على أنّ "معركتنا الحقيقيّة هي مع الإرهاب"، داعياً أتباعه إلى "الاستعداد لمعركة الفلوجة، وأن لا تلهيكم أمور أخرى".
وتأتي هذه التطورات في وقت شهدت العاصمة بغداد أجواء حذرة للغاية، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنيّة.
وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحركة بدت شبه منعدمة في أغلب مناطق بغداد، وأنّ القوات الأمنيّة انتشرت بكثافة في محيط المنطقة الخضراء، التي أغلقت جميع منافذها والطرق القريبة منها"، مشيرين إلى أنّ "انتشار القوات الأمنية غير مسبوق، إذ أنّ أعدادهم كبيرة جدّاً، ويستقلّون دبابات ومدرعات وهمرات، وتنوعت أسلحتهم بين المتوسطة كالأحادية وقاذفات الآر بي جي سفن، والبي كي سي، وبين الخفيفة كبنادق الكلاشنكوف".
وأضافت المصادر أنّ "القوات الأمنيّة نصبت حواجز أمنيّة متنقّلة في أغلب مناطق وشوارع العاصمة، وأنها تقوم بتفتيش المارّة والسيارات"، مؤكّدة أنّ "أغلب الأسواق والمحال التجارية بدت مغلقة، خصوصاً تلك القريبة من المنطقة الخضراء".
وكان مئات المتظاهرين العراقيين من أنصار زعيم "التيار الصدري" قد تمكنوا، أمس، من تجاوز نقاط التفتيش والأسلاك الشائكة والحواجز باتجاه المنطقة الخضراء، وسط بغداد، مقتحمين مباني مجلسي الوزراء والنواب، فيما تصدّت لهم قوات الأمن العراقية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.