كشفت مصادر عسكرية عراقية رفيعة عن بدء القوات العراقية الحشد في محيط مدينة الرمادي، كبرى مدن غرب العراق بمحافظة الأنبار بغية اقتحامها واستعادة السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
اقرأ أيضاً: مسؤولة أميركية: الحرب على داعش تستدعي قوات برية
وأبلغ ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية "العربي الجديد"، أن "الهجوم يبدأ خلال أيام قليلة بمشاركة نحو 10 آلاف مقاتل من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، ونحو خمسة آلاف من أبناء العشائر السنية للانقضاض على المدينة بدعم مظلة جوية مستمرة من طيران التحالف الدولي".
وأضاف الضابط أن "لواءي مدرعات، ولواء ثالث مشاة وصل الى مدينة الخالدية المجاورة للرمادي، حيث التحق مع بقية القوات المتواجدة هناك".
وبين أن المدينة باتت محاصرة من ثلاث جهات بشكل محكم هي محور شرقي وغربي وآخر شمالي، بينما يبقى المحور الجنوبي بعهدة الطيران الدولي كونها منطقة بساتين مفتوحة.
وأكّد المصدر نفسه أن "قيادات عسكرية أميركية تشرف على خطة الهجوم، وأعدّتها خلال الأيام الماضية بعد تصوير جوي للمنطقة ورصد تحركات وحجم قوات (داعش)". وحول المدنيين الذين يحتجزهم (داعش)، أكّد الضابط أنّه "لم يتم التطرق لهم خلال الخطة".
وينتاب القلق العراقيين حول مصير مئات العوائل التي يتحصن بها "داعش"، ويتخذها دروعاً بشرية داخل الرمادي، خصوصاً بعد فتح الجيش منافذ خروج لهم عجزوا عن الخروج منها، بسبب منع التنظيم لهم من الخروج.
ويقدّر عضو مجلس الأنبار محمد الدليمي عدد الموجودين من المدنيين، والذين يحتجزهم "داعش"، بأكثر من عشرة آلاف شخص غالبيتهم نساء وأطفال.
ويضيف الدليمي أن "المجلس يضغط على القوات العراقية والتحالف الدولي كي لا يكون ثمن تحرير المدينة دماء الأبرياء الرهائن".
وبحلول صباح اليوم، تكون عمليات تحرير الرمادي قد دخلت يومها الخمسين وقد تمكنت خلالها العشائر والجيش من تحرير جميع القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تعتبر عاصمة محافظة الأنبار. وشهدت العمليات توقفاً لثلاث مرات عزته وزارة الدفاع الى سوء الأحوال الجوية. غير أن برلمانيين ومراقبين يؤكدون أن ضراوة المعارك في سامراء وصلاح الدين واستماتة "داعش" بالرمادي، تسببت بتوقفها لحين أخذ الجيش فرصة إعادة ترتيب صفوفه.
من جهته، قال قائد عمليات الجيش بالرمادي اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في حديث لـ"العربي الجديد" إن "معركة الرمادي ستحسم لصالحنا والتعزيزات اكتملت". وأضاف بثقة "اتخذ القرار والموضوع مسألة وقت".
في السياق نفسه، أكد سياسي عراقي أن "الولايات المتحدة ستشرف على معركة اقتحام الرمادي، وسيتم استخدام نفس أسلوب معركة تحرير تكريت وهي تقنية القنابل الارتجاجية والفراغية التي تدمر حقول الألغام ودفع القوات البرية للتقدم عبرها مع تكثيف القصف على مصادر إطلاق النار لتنظيم (داعش) بغية اسكاتها بما فيها منصات إطلاق الصواريخ".
اقرأ أيضاً: "داعش" يمنع سكان الرمادي من مغادرتها