حذر سياسيون ومسؤولون عراقيون من وجود "مؤامرة" إسقاط المحافظات الجنوبية، وإرباك الوضع الأمني فيها، في الوقت الذي تحاول فيه فصائل مسلحة الانتشار في بعض تلك المحافظات، والتحريض ضد حكومة حيدر العبادي، من خلال استغلالها الحراك الشعبي والتظاهرات في تلك المناطق المنادية بالإصلاح ومحاربة الفساد.
وكشف عضو في "التحالف الوطني" عن محافظة البصرة، وجودَ محاولات لإرباك الأمن وتهديد الاستقرار في المحافظات الجنوبية، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن محافظات البصرة والعمارة والناصرية والنجف وكربلاء والمثنى وبابل وواسط، تشهد صراعاً محتدماً على النفوذ قد يتطور ليصل إلى حد رفع السلاح، في حال استمر التشنج الذي تشهده تلك المحافظات، والذي وصل إلى حد تعطيل إنتاج النفط أو قطع الطرق إلى المنافذ الحدودية كما حدث في بعض مناطق البصرة.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن بعض التيارات السياسية التي حكمت العراق في أوقات سابقة، تحالفت مع بعض فصائل مليشيا "الحشد الشعبي" في المناطق الجنوبية، للضغط على الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لتحقيق مكاسب سياسية، وتحريض أبناء تلك المناطق على حكومة العبادي، مبيناً أن القوات الأمنية كثفت من حراستها وتعزيزاتها على البنوك وشركات الصيرفة والتحويل المالي خشية حدوث انهيار أمنى مفاجئ.
وتأتي هذه التسريبات مع تحذير مماثل لوزير النقل العراقي والقيادي في المجلس الإسلامي الإعلامي، باقر الزبيدي، من وجود ما وصفها "مؤامرة لإسقاط المحافظات الجنوبية بالعراق"، مؤكداً في حديث للتلفزيون المحلي العراقي "العراقية"، أن المعركة المقبلة ستكون على أسوار بغداد والجنوب.
وأشار الزبيدي، إلى محاولة بعض الجهات التي لم يسمها لتنفيذ مخطط تخريبي فوضوي يربك الأمن ويدفع البلاد الى الفوضى، مبيناً أن تلك المحافظات قد تنهار كما سقطت المحافظات الغربية بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
اقرأ أيضاً: بعد بغداد والموصل ... مسيحيو كركوك يتعرضون للقتل والخطف
وأوضح الزبيدي، أن جنوب العراق يشهد "أمراً دبر بليل"، داعياً الجميع إلى الحذر وعدم إعطاء العدو فرصة للقيام بانقلاب قد يؤدي إلى خراب البلاد.
وتشير محاولات نقل الصراع المسلح إلى جنوب العراق، إلى محاولة بعض المليشيات التي تقاتل تنظيم "داعش" تحويل الأنظار عن خسائرها في محافظة الأنبار، بحسب المحلل السياسي أركان الشيخلي.
وأكد الشيخلي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن المحافظات الجنوبية أفرغت خلال الفترة الماضية من الجيش والشرطة، بعد نقل عدد كبير من القطعات العسكرية للقتال في المحافظات الساخنة، خصوصاً الأنبار، مشيراً إلى استغلال بعض الفصائل المسلحة الفراغ الأمني، ومحاولة تسيير الأمور في تلك المناطق بالشكل الذي تريد.
وحذر الشيخلي، من وجود تحالف بين قادة المليشيات وبعض الرموز السياسية التي خسرت مواقعها في حكومة العبادي، موضحاً أن هذا التحالف سيسهم بشكل كبير في نشر الفوضى وإرباك الأمن لإظهار الأخير بموقف العاجز عن إدارة البلاد.
وكان زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قد دعا إلى ضرورة إصلاح الوضع السياسي، والانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، مؤكداً في كلمة متلفزة أن سبب الخراب والدمار في البلاد هو الفساد المستشري في مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، والاعتماد على المحاصصة السياسية والطائفية والحزبية.
وأوضح الخزعلي، أن "الحشد الشعبي المدني" سيدعو لإصلاح الوضع الخدمي والتصدي للفساد، لافتاً إلى أن أغلب القائمين على نظام الحكم يقدمون مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم على مصلحة شعبهم ومكوناتهم، داعياً إلى استبدال الوزراء الحزبيين وغير الكفوئين بالتنسيق بين رؤساء الكتل السياسية.
اقرأ أيضاً تظاهرات العراق: خريطة تتسع وسقف مطالب يرتفع