وأعلنت مصادر طبية عراقية في محافظة ذي قار (جنوباً) ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات، التي استمرت، حتى الساعة الثالثة من فجر اليوم الإثنين، في مدينة الناصرية، إلى 4 قتلى بينهم فتى، بينما أصيب ما لا يقل عن 150 آخرين، نحو 30 منهم حالتهم خطرة ويتوزعون على مستشفيات الحسين والحبوبي بالمدينة.
وهذه الحصيلة هي أحدث موجة عنف ضد المتظاهرين في جنوب البلاد، تزامنت مع سقوط عشرات المصابين في بغداد توفي أحدهم فجر اليوم متأثراً بإصاباته.
في الأثناء، وصل وفد أممي رفيع إلى مدينة النجف جنوبي العراق، للقاء المرجع الديني علي السيستاني، بحسب مصادر لـ"العربي الجديد".
وتأتي زيارة الوفد الأممي عقب ساعات قليلة من صدور تقرير للأمم المتحدة عبر بعثتها في العراق، يتضمن توصيات عدّة حيال التظاهرات من بينها، الحفاظ على أمن المتظاهرين، والكشف عن الجهات التي تقف خلف قتلهم، وإطلاق سراح المعتقلين، وتنفيذ مطالب المتظاهرين والمضي بخطوات تعديل الدستور، دون الإشارة إلى إقالة الحكومة أو إجراء انتخابات مبكرة.
وتزامنت هذه الأحداث مع بيان أميركي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق، قبل أكثر ستة أسابيع، صدر عن البيت الأبيض حض فيه السلطات العراقية على إجراء انتخابات مبكرة والقيام بإصلاحات انتخابية، داعياً إلى إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين والتي خلفت مئات القتلى.
وجاء في بيان البيت الأبيض، أن واشنطن تريد من "الحكومة العراقية وقف العنف ضد المحتجين والوفاء بوعد الرئيس برهم صالح بتبني إصلاح انتخابي وإجراء انتخابات مبكرة"، معرباً عن قلقه العميق من الاعتداءات المستمرة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين ووسائل الإعلام وحظر الإنترنت في العراق.
البيان الأميركي الأول من نوعه، والذي يحمل إشارات واضحة إلى أنها لا تدعم حكومة عادل عبد المهدي الحالية ومؤيدة للتظاهرات، علّق عليه مسؤول في الخارجية العراقية في اتصال مع "العربي الجديد"، قائلاً إن "هناك خشية في بغداد من أن الأميركيين سيتخذون إجراءات عقابية بحق الحكومة في حال استمرت عمليات سقوط ضحايا في التظاهرات".
Twitter Post
|
وأكد أنّ "نواباً وقوى سياسية يضغطون على الخارجية الآن من أجل استدعاء السفير الأميركي والاحتجاج على ما اعتبروه تدخلاً في الشأن العراقي"، متوقعاً أنّ "تكون هناك مواقف مشابهة من دول غربية أخرى لموقف الولايات المتحدة إزاء التظاهرات".
ليلة دامية
وشهدت مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار ليلة دامية، عندما واجهت قوات الأمن التظاهرات في ساحة الحبوبي، والشارع الرئيس بالمدينة بسيل كثيف من الذخيرة الحية والقنابل الصوتية وقنابل الغاز، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم فتى وجرح ما لا يقل عن 150 آخرين، حتى الآن، بحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب خطورة الكثير من الحالات الموجودة في مستشفيات المدينة، وأبرزها مستشفيا الحبوبي والحسين الطبي.
ولا تزال قوات الأمن تفرض إجراءات مشددة في المدينة رغم انتهاء زخم التظاهرات بعد الثالثة من فجر اليوم، واقتصارها حالياً على ساحة الحبوبي فقط.
كما لا تزال دوائر الضريبة والتربية والرعاية الاجتماعية والبلدية، مغلقة وعلق عليها المتظاهرون عبارة "بسبب الفساد أغلقت بأمر الشعب".
وشهدت البصرة وكربلاء والمثنى وبلدات أخرى مثل الكحلاء والرفاعي وسوق الشيوخ من جنوبي العراق، تسجيل عدد كبير من الإصابات بلغ العشرات، أغلبها بفعل قنابل الغاز.
وفي بغداد، أكد ناشطون لـ"العربي الجديد"، تنفيذ قوات أمنية حملة اعتقالات جديدة في البلديات والحسينية والفضل والمشتل شرق وشمال شرقي العاصمة ضمن جانب الرصافة، طاولت متظاهرين ومدونين.
كما شهدت العاصمة بغداد، وفاة متظاهر وإصابة أكثر من مائة آخرين بمواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين قرب ساحة الخلاني وتقاطع جسر السنك، مساء أمس الأحد، وكذلك قرب نفق الباب الشرقي وسط العاصمة، وهو على مقربة من ساحة التحرير مركز التظاهرات الرئيس في بغداد.
ويرتفع بذلك عدد ضحايا التظاهرات العراقية في بغداد وجنوب ووسط البلاد، خلال ساعات الليلة الماضية، إلى 5 قتلى وقرابة 300 مصاب، وذلك بعد يوم واحد من إعلان حصيلة جديدة بلغت 319 قتيلاً، وأكثر من 15 ألف مصاب منذ بدء التظاهرات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.