يشهد العراق موجة حرّ عالية تجاوزت 50 درجة مائوية، ما دعا الحكومة العراقية إلى تعطيل الدوام الرسمي، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، في حين حذرت وزارة الصحة العراقية من التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وشكا مواطنون عراقيون من انقطاع الكهرباء المستمر بمعدل 16 ساعة يومياً، معتبرين أن تعطيل الدوام الرسمي لا ينفع وحده من دون توفير الكهرباء وإعادة الغطاء النباتي حول المدن، كما كان عليه الوضع قبل أن تجرفه آلة الفساد والإهمال.
ومن المعروف، أن طقس العراق حار وجاف صيفاً، وبارد وممطر شتاءً، كما تتجاوز درجات الحرارة في المناطق الجنوبية من البلاد، خاصة في مدينة البصرة 53 درجة مائوية مع ارتفاع نسبة الرطوبة.
وكان مجلس الوزراء العراقي، أعلن في بيانه، أمس، عن تعطيل الدوام الرسمي، يومي الأربعاء والخميس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في البلاد إلى ما يزيد على 50 درجة مائوية، بناء على تقرير الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي.
كما حذرت وزارة الصحة، من ارتفاع درجات الحرارة، وأصدرت توصياتها بتلافي التعرض لأشعة الشمس، وارتداء القبعات الواسعة لحماية الوجه، واستخدام المرهم الواقي، والإكثار من شرب السوائل.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أحمد الرديني، في بيان إن "ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على جميع أنحاء جسم الإنسان، منها الإصابة بالإمراض القلبية وغيرها، لاسيما الأطفال وكبار السن، وعلى المواطنين الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة".
وأضاف الرديني أن "ارتفاع درجات الحرارة في العراق يبدأ من العاشرة صباحاً"، مشدداً على أنه "عند الإحساس بالتعب وانخفاض ضغط الدم وقلة الإدرار والشعور بالآلام في منطقة الصدر، ينبغي على الفور مراجعة المستشفى من أجل التعويض عن فقدان السوائل".
وتابع، إن "المستشفيات الحكومية لم تسجل، حتى الساعة، أيّ حالة وفيات في عموم مدن العراق جراء الحر الشديد".
وفي سياق متصل، أكدت دائرة الأنواء الجوية العراقية، أن درجات الحرارة سترتفع في وسط وجنوب البلاد لتصل إلى 50 مائوية أو أكثر.
وأضاف البيان إن "الكتلة الهوائية الحارة المرافقة للمنخفض الحراري الموسمي، والتي تسببت بارتفاع درجات الحرارة سيتعمق تأثيرها بشكل أكبر، اليوم الأربعاء، لتصل الحرارة العظمى الى 50 درجة مائوية أو أكثر في معظم المحافظات الوسطى والجنوبية ومن ضمنها العاصمة ستستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري".
وعن الإجراءات الحكومية التقليدية في مدينة البصرة، قال الناشط المدني، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، إن "موجة الحر، هذا العام، تختلف عن السنوات السابقة، وتتجاوز 53 درجة، ونحن نستغرب إجراءات الحكومة بتعطيل الدوام فقط".
وتساءل "لماذا لم تتحسن ساعات التغذية بالكهرباء على مدى الأعوام الـ13 الماضية، والسبب الفساد وسراق المال العام من كتل المحاصصة السياسية المقيتة الذين يسرقون أموال الكهرباء".
وأكد أن "الحر غير طبيعي، وسجلنا حالات إغماء في البصرة، اليوم، وتم إدخال نحو 20 حالة إلى المستشفيات بسبب شدة الحرارة".
وبيّن أن "ارتفاع درجات الحرارة يساهم برفع نسبة الرطوبة، والتي تترافق مع هبوب رياح نطلق عليها(الشرقي)".
وتابع، إن "الطريف في الأمر أن الحرارة ترتفع، هذا الشهر، لغرض إنضاج التمر، لكن المواطنين يرددون، إنهم سينضجون كالتمر بسبب الحر. كما أقدم شباب على وضع أطباق معدنية تحت أشعة الشمس لبضع دقائق، ثم أنضجوا البيض عليها، تحت لهيب الشمس، كما نشروا الصور على "فيسبوك" و"تويتر"".