العراق: طلبة مناطق "داعش" يخسرون عامهم الدراسي الثاني

16 مايو 2016
أجيال تضيع منها سنوات الدراسة (الأناضول/GETTY)
+ الخط -



مرّ عامان ونصف على سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على نحو نصف مساحة الأراضي العراقية في مناطق الوسط والغرب والشمال مع استمرار المعارك والعمليات العسكرية فيها براً وجواً، تلك المدن التي لا يزال يقطنها مئات الآلاف من المدنيين ممن لم تسعفهم قدرتهم المالية على النزوح أو منعهم التنظيم من المغادرة.

وتكمن المشكلة الأكبر في ضياع عامٍ دراسي آخر على الطلبة من كافة المراحل الدراسية، رغم استمرار الدوام المدرسي في عدد من المدن الخاضعة لسيطرة "داعش"، وما يضيّع جهود الطلبة عدم اعتراف الحكومة العراقية بتلك المدارس ونتائجها وشهاداتها الدراسية.

وتمتد المشكلة إلى النازحين من تلك المدن إلى مخيمات نائية لا تتوفر فيها وسائل العيش ومنها المدارس ما أبعد المئات من الطلبة عن مقاعد الدراسة.

ودمرت الحرب مئات الأبنية المدرسية في الأنبار والموصل وصلاح الدين، في وقت لا تعترف فيه وزارة التربية العراقية بالمدارس الخاضعة لتنظيم "داعش"، لأن الأخير غيّر المناهج الدراسية وألغى بعضها، ما دفع الوزارة إلى إصدار قرار يقضي بعدم الاعتراف بتلك المدارس ولا بالشهادات الصادرة عنها، ما يعني ضياع عامين دراسيين على الطلبة بمختلف المراحل الدراسية في تلك المدن.

من جانبها، أوضحت مديرية المناهج التربوية في وزارة التربية أن "الدراسة في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" غير معترف بها وفقاً لقانون أصدرته وزارة التربية كون التنظيم أقدم على تغيير المناهج الدراسية في تلك المدن".

وتقول الوزارة أن تنظيم "داعش" ألغى عدداً من المواد الدراسية مثل اللغة الإنكليزية والتاريخ والجغرافيا والعلوم وطبع مناهج جديدة تتوافق مع نهجه وفكره.


وكشفت مصادر من وزارة التربية أن الوزارة ستلجأ إلى اعتبار العامين الماضيين سنوات "عدم رسوب" للطلبة في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش".

هذه التصريحات قوبلت بسخرية بالغة من قبل مدرسين من مناطق الصراع في الموصل والأنبار خاصة، باعتبارهما المدينتين الكبيرتين اللتين لا تزالان تحت سيطرة التنظيم في أغلب مدنهما.

وقال مدرس من الموصل لـ"العربي الجديد" رفض الكشف عن اسمه خشية ملاحقته من قبل الحكومة العراقية "إن مزاعم وزارة التربية عن إلغاء تنظيم "داعش" لمواد اللغة الانكليزية والجغرافيا والتاريخ والعلوم أمر مثير للسخرية وهي أنباء غير صحيحة، لكن الوزارة تتعامل مع أبناء تلك المناطق بطائفية مطلقة بتأثيرات سياسية لإضاعة فرصة التعليم على طلبة تلك المدن المنكوبة".

وتابع "صحيح أن تنظيم "داعش" عمل على تغيير بعض المناهج التي أدرجتها وزارة التربية خاصة المواد التي تتوافق مع معتقدات المذهب "الشيعي" منذ سنوات تحديداً، وألغاها التنظيم باعتبار منطقته "سنية" بالكامل، لكنه لم يلغ مواد التاريخ والجغرافيا والعلوم".

ولا توجد خطط حكومية واضحة للتعامل مع المدارس في المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم ما يضيع على الطلبة أعمارهم وفرصة انخراطهم في الجامعات والمعاهد العراقية مستقبلاً، لعدم اعتراف الوزارة بشهادات تلك المدارس.

ولكن رغم هذا القرار تستمر المدارس بالعمل في الموصل وعدد من مدن الأنبار وبكوادرها التدريسية بشكل شبه طبيعي رغم القصف اليومي، الذي لا يستثني الأبنية المدرسية من الاستهداف البري والجوي الذي راح ضحيته العشرات من الطلبة والمعلمين.

ويشكو ذوو الطلبة من عدم وجود خطط حكومية لحل هذه المشكلة مطالبين بإصدار قرار معادلة شهادات الدراسة في تلك المدارس مع باقي مدارس البلاد.

المساهمون