العراق: ساعة الصفر لاقتحام الفلوجة

02 فبراير 2014
+ الخط -
يكثّف الجيش العراقي من عملياته العسكرية ضد المسلحين الذين ينتمون الى "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الذين يسيطرون على مناطق في غرب البلاد، وتمكن من قتل خمسين منهم بحسب الشرطة ووزارة الدفاع، وسط أنباء عن استكمال الجيش استعدادته لاقتحام الفلوجة بهدف إنهاء سيطرة التنظيمات الاسلامية المنضوية تحت لواء "القاعدة" عليها. وقال مصدر أمني لهئية الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن القوى الأمنية المرابطة حول الفلوجة "استكملت كافة الاستعدادات العسكرية في انتظار ساعة الصفر للقيام بعملية شاملة".

وكان شيوخ عشائر الفلوجة قد طلبوا هدنة لمدة يومين تنتهي منتصف ليلة اليوم (الأحد)، للتوصل إلى حلّ يجنّب المنطقة خيار الاجتياح العسكري الوشيك للفلوجة، الواقعة في محافظة الأنبار.

وأشار مسؤول أمني رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن رجال العشائر والمقاتلين "مُنحوا وقتاً كافياً ليقرروا بأنفسهم لكنهم فشلوا". وأضاف المسؤول الأمني أن "الرسالة واضحة: لقد عرضنا عليهم مغادرة المدينة وأن يكونوا طرفاً في مشروع المصالحة الوطنية. لكن إذا كان هناك من يصر على محاربة قواتنا، فإنه سيعامَل كأحد متشددي الدولة الإسلامية في العراق والشام، سواء كان عضواً فيها أو لم يكن".

وعن اكتمال الجيش العراقي استعداداته العسكرية في حال فشل الوساطات، كشف قائد إحدى الوحدات أن الجيش "مستعد للدخول في أي لحظة (إلى الفلوجة). بعض قواتنا في جنوب وجنوب شرق الفلوجة تحركت بالفعل لمسافة أقرب للمدينة". كما أكد الجنود المتمركزون في المنطقة المحيطة بالمدينة لوكالة "رويترز" أنهم تلقوا أوامر بالاستعداد للهجوم على المدينة.
ومنذ بداية كانون الثاني/يناير الماضي، يسيطر مسلحون ينتمون الى "داعش" على كامل مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، فضلاً عن مناطق في مدينة الرمادي المجاورة ومناطق أخرى بين هاتين المدينتين في غرب بغداد.

وفشلت مختلف الوساطات في تهدئة الأوضاع وإخراج المسلحين، لكن الدعوات السياسية لاحتواء الأزمة وتجنب اقتحام الفلوجة لا تزال مستمرة.
وفي السياق، دعا ائتلاف "متحدون للاصلاح"، بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، مساء أمس، عقب اجتماع لخلية الأزمة الخاصة بأوضاع الأنبار، إلى اجتماع عاجل للرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية "لمناقشة الأحداث في الأنبار والاتفاق على حل وطني جامع".

من جهته، حمّل رئيس الوزراء الاسبق، زعيم القائمة العراقية، إياد علاوي، رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية في البلاد، متهماً إياه بـ"تأسيس قوى امنية مهمتها الدفاع عن نفوذه وتمسكه بالسلطة".

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "الرأي" الحكومية الأردنية، أن الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار أدت إلى توقف امدادات النفط الخام العراقية إلى الأردن. ويستورد الأردن بين 10 و12 ألف برميل من النفط العراقي الخام يومياً، بأسعار تفضيلية تقل بـ 18 دولاراً للبرميل الواحد عن سعر السوق العالمي. وتشكل هذه الإمدادات 10 في المئة من الاحتياجات النفطية للأردن، الذي يستورد معظمها من السعودية.