أعلنت السلطات العسكرية العراقية، اليوم الخميس، إطلاق حملة عسكرية واسعة لمطاردة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، المتواجدين في مناطق صحراء الأنبار وحوض دجلة بين محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، يرجح أنّهم فروا من المدن إلى تلك المناطق لإعادة تنظيم صفوفهم.
وقال قائد العمليات المشتركة في الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير يار الله، في بيان له، إنّ "قوات الجيش والحشد الشعبي، شرعت بعملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة الواقعة بين محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى شمال وشمال غرب العراق"، مبيناً أنّ "العملية جاءت ضمن المرحلة الثانية من عمليات تطهير أعالي الفرات".
وتبلغ المساحة المستهدفة في الحملة العسكرية، اليوم، أكثر من 80 ألف كيلومتر مربع، وهي عبارة عن مناطق صحراوية وسهلية وأودية، وتضم سلسلة جبال كانت مأوى للعناصر المسلحة خلال السنوات الماضية.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإن العملية تحظى بدعم جوي أميركي واسع. وقال العقيد الركن محمد الدليمي من قيادة عمليات الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مناطق الجزيرة والصحراء تعد من أصعب مراحل القتال مع التنظيم"، لافتاً إلى أنّ "هناك طرقاً نيسمية يستخدمها التنظيم بين هذه المحافظات ويتحرك من خلالها، وأنّ العملية تهدف إلى قطع هذه الطرق أولاً لمنع التنظيم من التنقل وتعزيز قواته لمهاجمة المدن المحررة".
وأشار الدليمي إلى أنّ "العملية بدأت برصد ومتابعة تحركات التنظيم قبل عدّة أيام، من خلال الجو، وتم رصد وتأشير الطرق التي يتحرك التنظيم من خلالها وتأشير أوكاره في هذا المحور"، وأنّ "العملية بدأت اليوم بقصف جوي لأوكار داعش، بينما تتقدم القوات البرية لمحاصرته والقضاء عليه".
ولفت إلى أنّه "لحد الآن لم يقع أي اشتباك بين الطرفين، إذ إنّ التنظيم يتجنب الاشتباكات، ويسعى لتنفيذ ضربات وهجمات خاطفة، لأنّه فقد القدرة على المواجهة البرية"، مبيناً في الوقت نفسه أنّ "السيطرة على هذا المحور تتطلب وقتاً حتى يتم القضاء الكامل على جيوب داعش، والتي يمتد بعضها في عمق الجزيرة".
في غضون ذلك، أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" في بيان صحافي، "تحرير قريتي الشيخان والشيخة جنوب الحضر ضمن عمليات تحرير صحراء صلاح الدين والموصل والأنبار"، مضيفةً أنّ "قوات من الحشد والفرقة المدرعة التاسعة للجيش تمكنت من تحرير منطقة المالحة التابعة لبلدة بيجي ضمن العمليات".
وكانت القوات العراقية قد أعلنت، الجمعة الماضية، عن تحرير بلدة راوة غربي محافظة الأنبار، والتي تعد آخر معاقل تنظيم "داعش"، حيث لم يتبق له سوى الصحراء وبعض الجيوب التي تتم ملاحقتها.